انقلاب
لَقَدْ أَعْيَتْ بِكُمْ طَلَبَا
ولَمْ تَعْرفْ لكمْ نَسبا
ومِنْ «غَجَرٍ» إلى «نَوَرٍ»
وما كُنْتُمْ بها عَرَبا
خَنازيرٌ مُروَّضَةٌ
فكيفَ نَسُومُكمْ أدَبَا؟
وهذي حالُ دُنيانا
وقَدْ ناءَت بِكمْ كَذِبا
ومِحْنَةُ شَعْبِنا قَدَرٌ
ولنْ يَجْتَازَهُ هَربا
***
مَلَأْتَ ديارَنا جَدَلاً
يَصُبُّ الحِقدَ والوَصَبا*
وسوفَ تَعافُها عَجِلاً
خَسِئْتَ خُطَاً ومُنْقَلَبا
حَدِيثُكَ رَجْعُ شَعْوذَةٍ
وعَزْمُكَ لَمْ يَطُلْ قَصَبَا
وماذا بَعْدُ تَنْشُدُهُ
وأرْضُكَ قُسِّمَتْ نُصُبَا
وأنْتَ بِكُلِّ سَابِلَةٍ
تَهيمُ مُهَرِّجَاً تَعِبا
لَحَاكَ اللهُ مِنْ وَرَمٍ*
على أجْسَادِنا وَثَبَا
سَتَسْقُطُ دونَمَا أَسَفٍ
ويَخْنِسُ مَنْ إليكَ حَبَا
وبِئْسَ مَقَامُ مَنْ أَضْحى
إلى أَسْيادِهِ ذَنَبَا
يُحَمْحِمُ في مَرابِضِهِ
ويَحْمِلُ سَيْفَهُ خَشَبا
تَرقَّبْ طَيفَ بَارِقَةٍ
تَكُنْ لِسَعيرِها حَطَبَا
ولا تَغْتَـرَّ في حُمُرٍ
مُفَزَّعَةٍ رَمَتْ صَخَبَا
فَسَادُ الحُكْمِ أَوْرَثَها
بِعُمْقِ ظَلامِهِ رَهَبَا
وما زالَتْ تُطارِدُها
قُرىً أَضْحَتْ بها خِرَبَا
إذا ما عَقَّها سَبَبٌ
أقامَتْ بَعْدَهُ سَبَبَا
وكُلُّ مُرادِهَا تَبْقَى
تُعَفِّشُ دورَنَا سَلَبا
عَزَمْنَا في مَنَابِرِنا
نُجَنِّدُ حَرْفَنَا لَهَبا
وعَيْنُ اللهِ تَحْرُسُنا
ولَنْ يَرضى لَنَا غَلَبَا
ومَنْ يَنْصُرْهُ خَالِقُهُ
يُصِبْ مَا لَمْ تُصِبْهُ ظُبا*
======
- الوصب: المرض
- لحاك: لعنك
- الظبا: حد السيوف