fbpx

الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي في دمشق وریفها

0 330

الوضع الأمني في دمشق وریفها:

جاء في تقریر مكتب خدمات الهجرة التابع لوزارة الهجرة والاندماج في الدنمارك مطلع تشرین الأول 2020 أن القبضة الأمنیة للنظام السوري قویة في مناطق سیطرة المعارضة السابقة في دمشق وریفها، وأن هذه المناطق أكثر استقراراً من مناطق أخرى في الجنوب مثل درعا.

وذكرَ التقریر ازدیاد عملیات القتل والاغتیالات المستهدفة لضباط الجیش والأمن خلال عام 2020، وعملیات الخطف مقابل الفدیة.

إضافة إلى استمرار الضربات الجویة الإسرائیلیة على مواقع النظام السوري. والقوات المدعومة من إیران.

وأوردَ التقریر أنه في المدة بین 1 كانون الثاني إلى 12 أیلول 2020 تم تسجیل 144 حادثاً أمنیاً من معارك وانفجارات وعنف عن بعد وعنف ضد المدنیین، منها 79 حالة ضد مدنیین توزعت في دمشق 14 حادثاً تسبَّب في مقتل 14 مدنیاً، وفي ریف دمشق: 65 حادثاً تسبَّب في مقتل 88 مدنیاً. وأضافَ التقریر أنَّ معظم حالات العنف ضد المدنیین كانت لمعتقلین قتلوا في السجون تحت التعذیب، وأشار التقریر إلى أن عدد حوادث العبوات الناسفة زاد بشكل كبیر مقارنة مع العام السابق، ففي شباط 2020 وحده وقعت 8 تفجیرات في دمشق وریفها، في حین تم الإبلاغ عن 17 حادثة عبوات ناسفة في دمشق ومحیطها طوال عام 2019.

أما الشبكة السوریة لحقوق الإنسان والتي تعد تقاریر دولیة عن حالة حقوق الإنسان في سوریا، فقد أكدت على استمرار عملیات الاعتقال التعسفي في عام 2020، حیث وثَّق فریق الشبكة ما لا یقل عن 327 عملیة اعتقال في دمشق وریفها بین كانون الثاني وأیلول 2020، تحول 250 منها إلى حالات اختفاء قسري.

كما وثَّقت الشبكة اعتقال 56 شخصاً، بینهم 13 سیدة و4 أطفال في أثناء تنقلهم بین قرى وبلدات محافظتي دمشق وریفها.

وأشارت الشبكة إلى أن طریق مطار دمشق الدولي غیر آمن بسبب انتشار الحواجز الأمنیة التي تفتیش المدنیین لدى مرورهم بها، وهدفها احتجاز المدنیین حصریاً وتعریضهم للاعتقال، حیث تم توثیق ما لا یقل عن 19 حالة اعتقال من أصل ال 327 المذكورة أعلاه لأفراد اعتقلوا في مطار دمشق أو من الحواجز المنتشرة على الطریق.

حریة الحركة والتنقل بین قرى وبلدات دمشق وریفها:

ذكر تقریر مكتب الهجرة الدنماركي أن خطر الاعتقال لا یزال قائماً عند المرور الحواجز الأمنیة، وخاصة للمدنیین المدرجین في قوائم المطلوبین لأداء الخدمة العسكریة الإجباریة أو الاحتیاطیة والأفراد الذین قاموا بأنشطة سیاسیة أو مسلحة مناهضة للحكومة، والأشخاص الذین وجِّهَت إلیهم تهم جنائیة، وقد یتعرض الأشخاص غیر المدرجین في قوائم المطلوبین لخطر المضایقة أو الاستجواب أو الاعتقال عند نقاط التفتیش. ویشمل ذلك الأشخاص الذین هم أقارب لنشطاء سیاسیین أو مسلحین بارزین والأشخاص المشتبه في كونهم ناشطین، والأشخاص الذین على اتصال بأقاربهم المطلوبین.

في حین قالت الشبكة السوریة لحقوق الإنسان أن انتشار الحواجز الأمنیة بشكل رئیس عند مداخل البلدات في دمشق وریفها، وعلى الطرق المؤدیة إلى الطریق الدولي.

وأضافت الشبكة أن عناصر الحواجز الأمنیة یتحققون من وجود بطاقات توضِّح وضع التسویة، ووثائق الخدمة الوطنیة، وحالة التجنید الإجباري للمارین من الحواجز.

وأشارت الشبكة إلى أنَّ عملیات تفتیش النساء عند الحواجز الأمنیة تتمُّ بالطریقة ذاتها المتبعة في تفتیش الرجال، وأحیاناً بأوامر علیا؛ للضغط على أقاربهم المطلوبین من قبل الأفرع الأمنیة.

وأشارت الشبكة إلى أنه لا یوجد منع كامل لعودة المواطنین إلى مناطقهم، حیث یقتصر المنع على مجموعة محددة من الناس ومناطق محددة، وأكَّدت الشبكة على أن السماح بالعودة إلى هذه المناطق جزئي، فقط لمن حصلوا على تصریح أمني على أن یصلحوا منازلهم على نفقتهم الخاصة. وقد یمنع عناصر الحواجز عودة المدنیین إلى منازلهم بهدف ابتزازهم والحصول على مبالغ مالیة مقابل دخولهم إلیها. في حین تمت مصادرة العدید من المنازل في بعض المناطق ومنع أصحابها من العودة إلیها.

وذكرت الشبكة أنَّ الوصول إلى بعض المناطق في محظور بسبب الدمار الهائل هناك، حیث یسمح عناصر الحواجز الأمنیة فقط للمركبات التابعة لقادة المیلیشیات التابعة للنظام السوري بالدخول؛ لیقوموا بدورهم بعملیات النهب والسرقة.

الوضع الاجتماعي والاقتصادي في دمشق وریفها:

تحدَّث تقریر مكتب الهجرة الدنماركي أنَّ سوریا تمرُّ بأزمة اقتصادیة عمیقة، انعكست في انهیار اللیرة السوریة وارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائیة خلال عام 2020

وقال التقریر إنه یمكن الوصول إلى الماء والكهرباء والرعایة الصحیة الأساسیة والمدارس في معظم مناطق دمشق وریفها، ومع ذلك فإنَّ الخدمات تخضع لضغوط ویُعاني السكان من انقطاع الكهرباء والمیاه یومیاً، كما هو الحال في العدید من المناطق السوریة الأخرى.

المواد الغذائیة:

وطبقاً للتقریر فإنه لا نقص في الغذاء، ولكن أسعار المواد الغذائیة مرتفعة جدا، وقد یتم توفیرها أحیانا بأسعار مدعومة لكن بكمیات بالكاد تغطي احتیاجات الناس.

وأضافت الشبكة السوریة لحقوق الإنسان أنه بالرغم من توفر المواد الغذائیة الأساسیة في دمشق وریفها، إلا أنها تباع بأسعار مرتفعة تتجاوز القدرة الشرائیة للغالبیة العظمى من المواطنین، لذلك یلجأ المواطنون إلى تأمین احتیاجاتهم الأساسیة فقط مثل الخبز والبقولیات والخضروات. فیما یعتمد بعضهم على الزراعة وتربیة المواشي.

السكن وإعادة الاعمار:

قال التقریر الدنماركي إنه لا یوجد تقریباً منطقة في ریف دمشق خالیة تماماً من السكان حیث تفرض الظروف المالیة لبعض السكان العودة والعیش في منازلهم المدمرة.

أكدت الشبكة السوریة لحقوق الإنسان أن معظم مناطق ریف دمشق الخارجة عن سیطرة قوات النظام السوري تأثرت بالتدمیر بدرجات متفاوتة. وأشارت الشبكة إلى غیاب أیة عملیة إعادة إعمار فعلیة في دمشق وریفها، وأوضحت الشبكة أن النظام السوري یسیطر على الأراضي والممتلكات من خلال فرض قوانین تعسفیة تنتهك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنیة والسیاسیة.

خدمات المیاه والكهرباء والصرف الصحي:

أشار تقریر مكتب الهجرة الدنماركي إلى توفر الخدمات الأساسیة (میاه، وكهرباء، وصرف صحي) بمستویات مختلفة في جمیع المناطق المأهولة في دمشق وریفها.

وأكدت الشبكة السوریة لحقوق الإنسان أنه لا توجد منطقة محرومة تماماً من هذه الخدمات الأساسیة، إلا أنها تخضع لتقنین شدید في الكهرباء التي توفرها الشبكة العامة، وتعتمد بعض المناطق على المحولات الكهربائیة. أما فیما یتعلق بالمیاه، فعلى الرغم من توفرها، فإن بعض المناطق محرومة من شبكة المیاه العامة وتعتمد على آبار المیاه. في حینلم تشهد الشبكة أیة عملیة إعادة تأهیل للبنیة التحتیة منذ سیطرة النظام السوري على هذه المناطق.

الجانب الصحي:

أكدت الشبكة السوریة لحقوق الإنسان أن الحملات العسكریة التي شنتها قوات النظام السوري وحلفاؤه تعمدت استهداف المراكز الحیویة في مناطق دمشق وریفها، لاسیما المنشأت الطبیة التي تعرضت لأضرار جسیمة، والتي لم تحظ بالاهتمام اللازم لإعادة تأهیلها حتى الآن، فضلا عن هجرة الكوادر الطبیة منها.

وأضافت الشبكة أن النظام السوري في حالات نادرة جداً یدعم بعض الأدویة والفحوصات والخدمات الطبیة بأسعار منخفضة، إلا أنه حتى في هذه الحالات هناك تمییز بین المواطنین وعناصر قوات النظام وعائلاتهم، فتُعطى الأولویة لمصابي الجیش السوري على المواطنین العادیین المصابین والمرضى.

بینما أشار تقریر مكتب الهجرة الدنماركي أنه قد تمت إعادة فتح مراكز الخدمة الطبیة والمستشفیات في معظم المناطق في دمشق وریفها، ویتوفر لكل منطقة عیادة رعایة صحیة خاصة بها تقدم معظم الخدمات الأساسیة، وأوضحَ التقریر أن جودة خدمات الرعایة الصحیة والأدویة المقدمة ضعیفة، ولا سیما في ریف دمشق، وأن تضرر المرافق الطبیة والعیادات والمستشفیات المزدحمة وسوء التجهیز، ونقص الطاقم الطبي، وندرة العلاج الطبي العام والمخصص للأطفال والنساء وذوي الأمراض المزمنة، ونقص الأدویة وسوء نوعیة الأدویة المتاحة، جمیعها مشكلات یُعاني منها قطاع الرعایة الصحیة حالیاً

فیروس كوفید- 19:

اعتبر التقریر الدنماركي أنَّ الأوضاع في دمشق وریفها مثیرة للقلق فیما یتعلق بانتشار فیروس كوفید- 19، بینما ذكرت تقاریر الشبكة السوریة أن الناس یخشون الذهاب إلى المستشفیات خوفاً من الحجر الصحي في ظروف غیر صحیة،

مع نقص الرعایة الصحیة، وبدلاً من ذلك یعتمدون على تأمین العلاج خارج المستشفیات.

الجانب التعلیمي:

أكدت الشبكة السوریة أن العملیة التعلیمیة في معظم المناطق التي كانت خارجة عن سیطرة قوات النظام السوري لم تنقطع رغم تعرض معظم الأبنیة المدرسیة للقصف من قبل النظام السوري أثناء حملاته ضد تلك المناطق، في حین لایزال النظام السوري لا یولي أیة أهمیة لعملیات ترمیم المدارس وتوفیر طاقم التدریس أو الخدمات التعلیمیة المناسبة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني