fbpx

المناصرة.. إشراك المجتمع في صنع القرار

2 1٬131

مهدت الأحداث والصراعات التي تشهدها سوريا منذ أكثر أحد عشر عاماً لتزايد نشاط حملات المجتمع المدني، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ومنها “Facebook وMessenger” وحملت في مضمونها مساعٍ نحو حشد المواقف تجاه القضية السورية ولفت أنظار المجتمع الدولي تجاه معاناة السوريين على الصعد كافة، الميداني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي وعرفت بحملات الحشد والمناصرة.

ما المقصود بحملات الضغط والمناصرة؟

“اللجوء للضغط على جهة معينة من صناع القرار مثل الحكومة أو المشرع من أجل أخذ قرار معين أو تغيير ممارسة سياسية معينة، أو الدعم والمساعدة لفئة من الجمهور في تحقيق أهداف محددة خاصة بهم وقد لا تشمل المجتمع ككل، ولا يكون ذلك إلا من خلال إيجاد عدد كافٍ من المؤيدين بين الجمهور”.

تبدأ المناصرة بتحديد قضية أو مشكلة توافق المنظمة على تناولها ودعمها من خلال الدعوة للتغيير في السياسات، كما ينبغي أن تنطبق على هذه القضية المعايير المتفق عليها منها أن تكون مشكلة أو موقف ما يحظى باهتمام المجتمع تسعى المنظمة إلى علاجه أو تغييره بصورة إيجابية، وتصاغ القضية في شكل هدف أو نتيجة تسعى المنظمة وشركاؤها إلى تحقيقه من خلال جهود متناسقة ومخطط لها وبناء الموارد المتاحة أو التي يمكن تجنيدها وهنا تكمن أهمية اختيار القضية بناء على مفهوم الحقوق المتعلقة بها.

وحول أهمية المناصرة تتحدث السيدة حلا هزّاع مديرة منظمة ناجيات سوريا في أورفا

حلا هزّاع

والهدف هو ما تسعى حملة المناصرة إلى تحقيقه كنتيجة لجهود ونشاطات القائمين على الحملة، وعليه يجب أن يكون الهدف واضحاً ومحدداً ومرتبطاً بقضية المناصرة، ومن هنا فإن مثل هذا الحملات لابد أن تنبع من قضية ذات مشكلة معينة ومحددة؛ ويتم وضع خطة العمل على هذا الأساس، التي تحدد الجهات المستهدفة من المخاطَبين المسؤولين والجمهور الداعم لهذه القضية أو المعنيين بحل المشكلة، ثم تستكمل الخطة بوضع الزمان والمكان الخاصين بالتنفيذ مع تحديد الوسائل المستخدمة لإنجاح الحملة.

وقد قامت العديد من المنظمات والمراكز النسائية بحملات مناصرة، منها لا تزال مستمرة حتى الآن: شبكة المرأة السورية، حملة علّي صوتك، منظمة تستقل، حملة ليف لين، ليس معبراً بل هو شريان الحياة، منظمة فريدوم جاسمن بالتعاون مع اللجنة الدولية (impc)، حملة في ظل غيابهم، مجلس المعتقلين والمعتقلات السوريين SDC، حملة كشف المصير…

حملة ليس معبراً.. بل هو شريان الحياة

مركز أمل للمناصرة والتعافي

المحامية أمل نعسان مديرة مركز أمل للمناصرة والتعافي تعرف المركز بأنه “منظمة تقودها نساء متخصصات في مجال تمكين المرأة ورفع قدراتها، تهدف إلى خلق مجتمع آمن للنساء يتمتعن فيه بحقوقهن كاملة بدون تمييز أو عنف. تسعى المنظمة إلى تحقيق المساواة ومنع العنف ضد النساء داخل الأسرة وضمن المجتمع ككل”.

تضيف السيدة أمل: “إن الهدف من تأسيس المنظمة هو المساهمة في بناء مجتمع سوري قائم على العدالة والمساواة في الحقوق لكل الافراد وخاصة النساء والفئات المهمشة بما فيهم ذوي الإعاقة والمتضررين/ات من الانتهاكات، والاستجابة بشكل خاص لاحتياجاتهم المتعلقة بالدعم النفسي الاجتماعي والمشورة القانونية ومن الخدمات التي يقدمها المركز الدعم القانوني والدعم النفسي وبناء القدرات الدعم الاجتماعي وحملات المناصرة والأبحاث وقد بلغ عدد المستفيدين عشرات العائلات”.

تحدثت الآنسة نور كنفاني مسؤولة الرقابة والتقييم عن الحملات التي قام بها المركز منذ عام 2019 حتى 2022 وهي: “نحن صوتكم”، استهدفت أهالي المفقودين والمختفين قسرياً في سوريا، “اسمعونا”، استهدفت الناجيات من الاعتقال التعسفي في سوريا “حياً أريده، ميتاً أريد جثمانه” أهالي المفقودين والمختفين قسرياً في سورية 2021 “من حقنا” نساء المفقودين في سورية “فعالية الحقيقة والعدالة للتضامن مع أسر المفقودين السوريين” أسر المفقودين السوريين.

وتضيف كنفاني: “إن معاناة نساء المفقودين في سوريا لا تتوقف على عدم معرفة مكان ومصير المفقودين بل تصبح المعاناة أكبر وأشد عندما تسلب وتضيع منهن حقوقهن القانونية”.

من فعاليات حملة اسمعونا في عفرين

كما تؤكد على “أن المركز هو المكان الآمن للنساء اللواتي عانين من العنف، داخل الأسرة أو خارجها ويسعى مركز أمل لبناء قدرات هؤلاء النساء اللواتي تعرضن لمختلف أنواع العنف، الاقتصادي، اللفظي، الاجتماعي والنفسي وتمكينهن للمساهمة في بناء دولة القانون”.

تلتزم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بضمان وحماية حقوق المرأة في المشاركة في الحياة المدنية، بما في ذلك حريات تكوين الجمعيات والتعبير والتجمع، الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك في مختلف المعاهدات الدولية، وفي مقدمتها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR)، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (ICESCR)، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW)، والمعاهدات الإقليمية.

تضيف السيدة أمل نعسان عن حملة “اسمعونا” التي انطلقت بتاريخ 24 آذار اليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولاحترام كرامة الضحايا، من أهداف الحملة: إيضاح المفاهيم المغلوطة وتقديم المعلومات الواضحة المتعلقة بواقع الناجيات، بالإضافة إلى مساعدة الناجيات على التعافي وإيصال صوت الناجيات إلى العالم وتمكينهن من الدفاع عن القضية.

وتحدثت السيدة أمل عن أنشطة الحملة التي تضمنت لقاءات تفاعلية (حوارية) في كل من مرسين وأورفا وأنطاكيا وعفرين وإعزاز.

جلسة حوارية في عفرين

كما تم رسم لوحة جدارية في مدينة مارع تهدف إلى التعبير عن واقع القضية وإيصال الصوت إلى مختلف شرائح المعنيين وأصحاب المصلحة المرتبطين بالقضية بشكل مباشر وغير مباشر، إضافة إلى توزيع منشورات في الداخل السوري وتركيا عن موضوع الحملة.

من مخرجات حملة “اسمعونا”

إنشاء منصة إلكترونية تتضمن توثيق وأخبار الناجيات وقصص وشهادات ومكتبة تفاعلية.

تمت تغطية الحملة إعلامياً من العديد من وسائل الإعلام المحلية ما زاد نسبة الوصول والمشاركة.

السيدة رفيدة زيتون إحدى الناجيات من معتقلات النظام تحدثنا عن حملة اسمعونا

رفيدة زيتون

وفي محاولة لتطوير جهود الحشد والمناصرة التي قام بها السوريون أفراداً ومنظمات خلال السنوات الماضية؛ قامت المهندسة كندة حواصلي بإعداد ورقة بحثية (جهود الحشد والمناصرة السورية على الساحة الدولية واقع متشابك وغياب للاستراتيجيات) بإشراف الوحدة المجتمعية في مركز الحوار السوري.

قدمت الورقة مجموعة من التوصيات، وهي:

إنشاء مرجعية مناصرة سورية تقوم بتطوير منظومة علاقات مع منظمات فاعلة وضاغطة على المجتمع الدولي، وإنشاء مؤسسات متخصصة بالمناصرة ممولة من السوريين، تستشرف المستقبل وتعمل عليه استباقياً، تقديم تدريبات تخصصية للناشطين والمؤثرين والإعلاميين – داخل سوريا وخارجها – في مفهوم المناصرة وإعداد متحدثين وإعلاميين ناطقين بلغات أجنبية متعددة، إضافة إلى التحالف مع بعض المجموعات والشعوب التي تعرضت لظروف تشبه ظروف السوريين، كالتركستان والبوسنيين وغيرهم، إعداد حملة مناصرة داخلية موجهة للسوريين، لتوعية الناس بالمفهوم الصحيح لعملية المناصرة وأهدافها وطرقها الصحيحة.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

2 التعليقات
  1. امل says

    شكرا لك استاذة جهان لدعمك للمنظمات ذات القيادة النساىية ولمركزنا وتسليك الصوء على احد حملاتنا وانشطة مركزنا لك كل التقدير والاحترام
    حقا مادة جيدة وشكرا لاسلوبك الراقي في الكتابة

  2. جهان الخلف says

    لكي مني كل الاحترام سيدة أمل وكل التقدير لمركزكم ولما تقومون به انت والسيدات لدعم قضايا النساء في حملاتكم تستحقون منا كل الحب

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني