fbpx

الكتاب العربي في تركيا ومعوقات تسويقه وانتشاره

0 400

استقبلت تركيا في العشرين سنة الماضية كثيراً من العرب، الذين وجدوا فيها ملاذاً آمناً للعيش والاستثمار والعمل، ويأتي في مقدمة هؤلاء السوريون، الذين لجأوا إلى تركيا طلباً للحماية من ظروف الصراع المسلح في سورية، مما سمح لهؤلاء العرب جميعاً بممارسة أنشطة عملٍ ذات طابعٍ اقتصادي وثقافي واجتماعي، هذه الأنشطة، ظهرت وأثّرت على حياتهم، إذ أحسوا باستقرار نسبي يسمح لهم بممارسة حياتهم العملية، وتأمين مصادر رزق لهم.

ولكن يبقى الجانب المتعلق بنشر الكتاب العربي يواجه مشكلة كبيرة على مستوى التسويق والانتشار، ولعل ذلك يتعلق بطبيعة الوضع الاقتصادي في تركيا، ومستوى دخل هؤلاء العرب الذين يقيمون فيها، وغالبيتهم يعمل ليستطيع تأمين قوت يومه.

وضع الكتاب العربي في تركيا ليس وضعاً صحيحاً على صعيد انتشاره وتسويقه، وبالتالي، تأثيره الثقافي والفكري، وهذا ما دفعنا لطرح سؤال رئيس على مجموعة من الشخصيات تهتم بالكتاب وتداوله وقراءته وتبادل التأثير بما يطرحه.

دور الكتاب العربي

المحامية والكاتبة عفاف الرشيد تقول في إجابتها على سؤالنا التالي:

السؤال: هل يمكنكم بيان لماذا لا يروج الكتاب العربي في تركيا؟ هل الأمر يتعلق بعزوف عن القراءة أم بعدم وجود ترويج له بين المقيمين العرب في تركيا؟

ترى الكاتبة عفاف الرشيد المقيمة في مدينة استنبول التي تعتبر عاصمة الثقافة في تركيا أن “عدم رواج الكتاب العربي في السوق التركية، يقف خلفه كلفة تصنيعه المرتفعة، ومستوى دخل غالبية المقيمين العرب الضعيف”.

لكن الكاتبة عفاف الرشيد تلفت انتباهنا إلى أهمية معرض الكتاب العربي السنوي في استنبول فتقول في رسالتها الصوتية.

الكتاب ومعرفة مستقبل الثقافة

سؤالنا وجهناه للباحث في اللغة العربية الأستاذ حمدي مصطفى، والذي يعمل في مؤسسة حرمون للدراسات. إذ أنه يرى مسألة رواج الكتاب من زاوية مهمة، حيث ربط عملية رواج وتسويق هذا الكتاب العربي في تركيا بأمر مستقبل الثقافة لدى المقيمين العرب فيها.

ويمكن القول في هذا الجانب أن صعوبات ومعوقات ترويج الكتاب العربي في تركيا ستترك أثرها السلبي على مستقبل العرب الذين يقيمون في هذا البلد، فمن تتراجع ثقافته التي يتلقاها من مصادرها في الكتب، ربما وجد نفسه عاجزاً عن فهم كثير من تطورات الحياة في صعدها الاقتصادية والاجتماعية وأولها الثقافية فيصير غريباً عن عصره.

ويوضح الباحث مصطفى وجهة نظره الكثيفة بعبارات محددة، حيث يقول:

الكتاب العربي قيد تنافس تركي عربي

 ينبغي قبل مناقشة التنافس بين دور النشر التركية ودور النشر العربية المقيمة في تركيا، القول إن هناك تاريخ فكري ثقافي يجمع العرب مع الأتراك في عهد الدولة العثمانية السابقة، هذا الإرث الثقافي المشترك يتمّ طرحه وفق وجهات نظر مختلفة بين دور النشر التركية ودور النشر العربية في تركيا، وهذا يجعل للكتاب العربي الصادر في ربوع تركيا أهمية وبعدٌ جديدٌ، رغم ظروف إنتاج الكتاب وكلفه قياساً على مستوى دخل المقيمين العرب في هذا البلد.

حول هذا الأمر وجهنا سؤالنا حول الكتاب العربية إلى المهندسة والمدونة والكاتبة المصرية سحر زكي، والتي أغنت موضوعنا برسالتها الصوتية التالية:

الكتاب العربي في بلد غير عربي

ربما يعتقد كثيرون أن وجود قرابة خمسة ملايين عربي يقيمون في تركيا جمهوراً كافياً لرواج الكتاب العربي في هذا البلد، لكن الحقيقة يجب أن تلتمسها الجهات المسؤولة عن نشر وتسويق الكتاب العربي في هذا البلد.

العرب المقيمون في ربوع تركيا ليسوا في أوضاع اقتصادية طبيعية، كي يستطيعوا شراء الكتاب الثقافي العربي المنتج في تركيا من قبل دور نشر مختصة بنشر هذا الكتاب سواء كانت دور نشر عربية أو دور نشر تركية تُصدر بعض عناوين كتبها باللغة العربية.

ولمعرفة حقيقة عدم رواج الكتاب العربي في تركيا ومعوقات تسويقه وجهنا سؤالنا للمدير الفني لدار نون4 للنشر السيد خالد الوهب، هذه الدار تمارس نشاطها في النشر والتوزيع والتسويق من تركيا.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني