fbpx

العاصفة المطرية على شمال غرب سورية تتسبب في تضرر خيام قرابة 3640 عائلة، ومنظمات حقوقية تصدر “نداء استغاثة عاجل”

0 209

ضربت عاصفة مطرية شديدة، مصحوبة برياح باردة، منطقة شمال غرب سورية، وذلك مساء 18 كانون الأول 2021م، واستمرت العاصفة أربعة أيام؛ تسبب تشكُّل السيول بأضرار جسيمة في مئات من مخيمات المنطقة، بما في ذلك تمزق في الخيام أو انجرافها بشكل كامل، إضافة إلى فقدان النازحين مستلزمات معيشية أساسية أو تلفها، كالملابس ومستلزمات النوم ومدخرات التدفئة، والمواد الغذائية.

كما أدى تواصل هطول الأمطار إلى تجمع المياه على شكل مستنقعات متفرقة بين الخيام؛ مما عرقل وصول المساعدات اليومية كالماء الصالح للشرب، والغذاء، إضافة إلى إعاقة حصول النازحين على خدمات الصحة التي تعتمد على العيادات المتنقلة، وتعطلت الفصول الدراسية والمستوصفات، وتسربت مياه المستنقعات إلى داخل بعض الخيام، مما أدى إلى تضرر محتوياتها.

وكان من بين الفئات الأكثر تضررت في هذه العاصفة، النساء والأطفال والكهول، لأنها الأكثر هشاشة بين النازحين، وكان نقلُ الحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن من ذوي الأمراض المزمنة، تحدياً إضافياً ضمنَ عمليات إخلاء الخيام الغارقة بتلك المستنقعات.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان بعد أن تواصلت مع العديد من المسؤولين عن المخيمات، ومع عدد من المنظمات الإغاثية العاملة فيها، وبشكل خاص، في أطمة ودير حسان، ومشهد روحين، وكفر يحمول، ومعرة مصرين، وكللي، والتي كانت من أكثر مناطق إدلب تأثراً بتداعيات العاصفة، أصدرت يوم الإثنين 26 كانون الأول 2021م، بيان “نداء استغاثة عاجل”.

أوضح البيان أن المخيمات المتضررة قد توزعت على 36 مجمَّع في محافظة إدلب وريف محافظة حلب الغربي.

وذكر البيان أن المخيمات المنتشرة في إدلب شكلت 86% من المخيمات المتضررة، فيما كان 14% منها في ريف حلب الغربي.

كما سجل البيان تضرر قرابة 400 مخيم، وبحسب عدد الخيام في كل منها، تبين أن هناك ما لا يقل عن 5163 خيمة متضررة بشكل جزئي أو كامل، وبالتالي نقدر أن قرابة 3642 أسرة فقدت المأوى لحقبٍ زمنية متفاوتة؛ تبعاً لحجم الضرر الذي لحق بالخيمة ومحتوياتها، وتبعاً لسرعة الاستجابة الإغاثية.

وبحسب البيان فإن من أبرز العوامل التي ساهمت في زيادة نسبة المخيمات المتضررة هي أن المواقع التي أنشِئت فيها كثير من المخيمات غير مواتية لمقاومة الأمطار، وذلك كونها أنشئت على عجل، مع تدفق عشرات آلاف النازحين من مدن شُرِّد مئات الآلاف من أهلها مثل معرة النعمان، وخان شيخون، فبعض المخيمات توجد في مناطق ذات منسوب منخفض أو على أراضٍ منحدرة؛ ما يجعلها قريبة من مجرى السيول.

وأما العامل الثاني فهو اكتظاظ مناطق شمال غرب سورية بالمخيمات مما جعل من الصعوبة الحصول على موقع قمة مرتفع، أو ذي تربة مناسبة لإنشاء مخيم، لأن أغلب هذه المواقع مشغولة على مرِّ السنوات الماضية.

وأوضح البيان أن العامل الثالث في زيادة نسبة المخيمات المتضررة هو عدم وجود شبكات صرف صحي لكثير من المخيمات بسبب موقعها البعيد نسبياً عن التجمعات السكانية، وسوء الأرضية التي شُيِّدَ عليها المخيم، مما يجعل كلفة إنشاء شبكة صرف صحي مرتفعة.

أما العامل الرابع فهو أن نوعية الخيام التي يستخدمها النازحون هي خيام غير هرمية، صممت للرحلات الصيفية وغير صالحة لإيواء النازحين فترات طويلة مع مواجهة ظروف جوية سيئة محتملة، لذلك فإنها عرضة بشكل أكبر للضرر، لأن سقفها المسطح يعتبر مثالياً لتجمع مياه الأمطار؛ مما يزيد من فرص انهيارها، كما أنها أقل مقاومة للرياح من الخيام الهرمية.

وناشد البيان الدول المانحة والمنظمات الإغاثية العربية والدولية بالإسراع بتقديم منح طارئة لتلبية الاحتياجات للأسر المشردة في العراء في أسرع وقت ممكن.

كما دعا البيان وسائل الإعلام للتركيز على قضية المشردين قسرياً المتضررين جراء العاصفة الأخيرة.

وأكد البيان أن ملايين النازحين لم يعودوا إلى منازلهم، والتي لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات؛ وذلك بسبب سيطرة قوات النظام السوري عليها، وخوفهم من الاعتقال والتعذيب والتجنيد.

وختم البيان بالتأكيد على ضرورة البدء بالحلول الجذرية للأزمة السورية من جذورها، وذلك بالإسراع بعملية الانتقال السياسي وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، وضمان عودتهم الآمنة والكريمة إلى منازلهم.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني