أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الجمعة 15 كانون الثاني 2021، منظمة الصحة العالمية لاستخدامها طيران “شركة أجنحة الشام” في نقل كمية من المواد الطبية المتعلقة بالاستجابة لجائحة كوفيد-19، التي كانت مخزنة في مستودعات المنظمة في دبي إلى مطار بنغازي في ليبيا. وذلك وفقاً لما نشرته المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي في 10 كانون الثاني 2021.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها إنَّ منظمة الصحة العالمية استخدمت طيران شركة “أجنحة الشام” الموضوعة على قائمة العقوبات الأمريكية لتورطها في نقل المرتزقة والعسكريين الروس من مطار روستوف بلاتوف الدولي إلى دمشق واللاذقية، إضافة إلى تورطها في نقل مرتزقة من مقاتلين سوريين جندتهم روسيا من أجل القتال في ليبيا إلى جانب قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في المعارك ضد حكومة الوفاق الليبية.
وبحسب التقرير فإن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي قد فرض عقوبات على “شركة أجنحة الشام للطيران” في23 كانون الأول 2016، لمساهمتها مادياً في دعم النظام السوري، ونقل مواد ومعدات ومرتزقة من إيران ومن غيرها من الدول الداعمة للنظام السوري.
وقال التقرير إن فشل الأمم المتحدة في فرض عقوبات على جميع الشركات المتورطة في دعم الانتهاكات الفظيعة للنظام السوري – بما فيها أجنحة الشام – لا يُبرر استخدام منظمة الصحة العالمية لها وإن كانت أسعارها منخفضة مقارنة بغيرها. وأضاف التقرير أنه كان بإمكان منظمة الصحة العالمية استخدام شركة طيران أخرى، بما فيها شركات الطيران الليبية.
وأكد التقرير أن السيدة إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا، التي كانت سابقاً ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا لسبع سنوات منذ عام 2012 حتى عام 2019، تتحمَّل المسؤولية عن هذا الاستخدام الذي أدى إلى دعم حقيقي لـ “أجنحة الشام للطيران” وإلى إهانة لملايين الضحايا السوريين الذين تأذوا من انتهاكات النظام السوري.
اختتم التقرير بتأكيد إدانته استخدام منظمة الصحة العالمية لـ “أجنحة الشام للطيران”، وإدانة أي دعم مادي أو لوجستي لأيٍّ من الشركات التابعة للنظام السوري؛ لأنه سوف يستخدم القسم الأعظم من المردود في ارتكاب أفظع الانتهاكات من أجل الحفاظ على السلطة، فهو بحسب التقرير نظام دكتاتوري شمولي ولا يكاد يوجد حياة مؤسساتية في سوريا، فأغلب المؤسسات تصبُّ في خدمة الأجهزة الأمنية والسلطة الحاكمة.
وأوصى التقرير منظمة الصحة العالمية بفتح تحقيق في استخدام “أجنحة الشام للطيران” المتورطة في دعم النظام السوري وحلفائه، ومساءلة المسؤولين عن ذلك. وطالبها بإلغاء العقود كافة مع الشركة والتعهد بعدم العودة للاستعانة بها. كما طالب المنظمة بإصدار بيان يتضمن توضيحاً واعتذاراً عن الأذى النفسي، للضحايا الذين تأثروا بحزن وأسى.
وطالب التقرير هيئات ومنظمات الأمم المتحدة كافة بعدم الاستعانة بالشركات المتورطة في دعم النظام السوري لأن ذلك يشكل إهانة للأمم المتحدة، ويفقدها كثيراً من موضوعيتها ومصداقيتها، ويجب تجنب مثل ذلك والالتزام بأعلى معايير حقوق الإنسان واحترام مشاعر الضحايا.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”