fbpx

الحسكة عطشى.. من الذي يعطّشها

0 697

أزمة مياه الشرب في مدينة الحسكة وكل القرى التي كان يرويها نهر الخابور هي أزمة قديمة، ترتبط بسياسة الري الجائر، الذي قام به متنفذو النظام السوري وأجهزة أمنه في تلك المنطقة، فحدث انخفاض كبير في منسوب المياه في الطبقات الأرضية التي يتجمع بها.

لكن النظام السوري لم يفكّر بصورة جدية بخلق بديل لماء الشرب لمدينة الحسكة وغيرها من المناطق والقرى نتيجة فساد أجهزته التنفيذية. نينار برس أرادت تسليط الضوء على ظاهرة تعطيش الحسكة، وأرادت البحث عن حقائق حول الجهة المسؤولة عن هذا التعطيش.

ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن هناك مفاوضات روسية/تركية بشأن إعادة تشغيل (محطة مياه علوك)، لكن هذه المفاوضات فشلت بسبب رفض الإدارة الكردية رفع كمية الكهرباء المخصصة لمنطقة نبع السلام من 8 إلى 15 ميغا واط، مشترطة قطع الخطوط الفرعية المزودة لقرى الريف الشرقي من خط المحطة.

إذاً يمكن القول هنا أن قطع المياه وعدم ضخها نحو مدينة الحسكة، سببه قطع الكهرباء عن محطة تحويل منطقة (مبروكة). المغذية لمدينتي رأس العين وتل أبيض، إضافة إلى قطع الخط المغذي لمشروع المياه من محطة الدرباسية.

وجدير بالذكر، أن سلطات الأمر الواقع في شمال شرقي سوريا لديها مشروع بناء محطة بديلة عن علوك في منطقة الحمة، وتريد من السعودية والإمارات تمويل هذا المشروع، علماً أن الدراسات المائية صنّفت طبيعة مياه الحمة بأنها مياه مالحة وغير صالحة للشرب.

إن قطع الكهرباء عن علوك مرتبط بتعطيش الناس، وغايته استدراج أموال خليجية لغايات تخدم سلطات الأمر الواقع في شمال شرقي سوريا. وترافق ذلك بحملة افتراءات نقلت مستوى مشكلة التعطيش إلى غير حقيقة أمرها، عبر اتهامات سياسية لا قيمة لها.

حصلت سلطات قسد على تمويل لمشروع (مياه الحمة)، من خمس دول هي فرنسا وبلجيكا وهولندا والسعودية والإمارات، وحفرت خمسين بئراً شغّلت منها نصفها، واستوردت غطاسات من شركات مدنية تبين لاحقاً أنها غير مطابقة للمواصفات. فشل قسد في الحمة تخفيه خلف مشكلة تأمين الكهرباء لعلوك واتهام الآخرين.

ولمزيد من متابعة الأمر التقت نينار برس مع السيد (م.م) من أبناء الحسكة والذي قال: “إن منطقة علوك في رأس العين منطقة غزيرة بالمياه الجوفية، وقد حفر النظام فيها آباراً سطحية من قبل، وإن محطة ضخ المياه في علوك تتغذى كهربائياً من مناطق سيطرة قسد، وهم أي قسد من يقطع الكهرباء عن المحطة فيعطش سكان الحسكة”.

 

لكن المهندس المدني هديب شحاذة فقد أوضح لنينار برس “أن محطة علوك لضخ المياه في رأس العين تتغذى كهربائياً من مصدرين أساسيين هما: الخط الأول خط محطة توليد سد تشرين (خط 230 كيلو فولط) الذي يصل إلى محطة (المبروكة)، ويخرج منها بخط 20 كيلو فولط يغذي محطة مياه علوك. أما الخط الثاني يأتي من محطة تحويل الدرباسية ويخرج خط توتر 20 كيلو فولط يسمى خط ملك، ويصل إلى مضخات مياه علوك”.

 


هديب شحاذة
مهندس مدني

ويضيف شحاذة: ” الخط الأول من سد تشرين/المبروكة مفصول حالياً، والخط الثاني الذي يصل إلى محطة الدرباسية مفصول أيضاً، لذلك يمكن القول إن من يسيطر على سد تشرين ومحطة الدرباسية والمبروكة هو من يقطع الكهرباء عن محطة علوك في رأس العين”.

المهندس خالد عايد الرزوك أوضح لنينار برس: “أن محطات المياه هي حيوية، وأنه لا يمكن الاستغناء عن خدماتها لحظة واحدة”. ويضيف الرزوك: “لابد من توفير مصادر متعددة لتغذيتها بالطاقة اللازمة، وتحتاج المحطة إلى خطين توتر كهربائي متوسط 20 فولط، ثم تتحول إلى جهد ثاني هو 0.4 فولط يغذي المحركات المستخدمة في محطة علوك”.

السيدة صابرين تعيش في الحسكة قالت لنينار برس: “مشكلة المياه في الحسكة قديمة، ولكنها بدأت بالتفاقم منذ نهاية الشتاء الماضي، فالماء تأتينا مرة واحدة كل 12 يوماً منذ بداية أغسطس/آب”.

وأوضحت السيدة صابرين: “أن سعر خمس براميل ماء هو 7000 ل.س”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني