fbpx

الثورة السورية بعد عشر سنوات.. آراء وآمال

0 370

بمناسبة الذكرى العاشرة لتفجّر الثورة السورية المباركة، أرادت نينار برس، أن تستطلع رأي عدد من الشخصيات السورية، السياسية والثقافية والإعلامية، وطرحت عليهم السؤال التالي:

بعد مرور عشر سنوات على انطلاقة الثورة السورية، هل تعتقدون أن هذه الثورة ستحقق نتائج في حدها الأدنى (الانتقال السياسي) وفق القرار 2254، أم لديكم وجهة نظر أخرى.

الثورة أسقطت النظام

جورج صبرا
الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري

يقول السيد جورج صبرا الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري: “الثورة أسقطت النظام أكثر من مرّة، وهشّمت صورته وأفعاله أمام أبنائه وداعميه والمجتمع الدولي، ونزعت عنه أيّ أهلية للاستمرار”.

ويضيف صبرا: “الثورة برهنت بالوقائع والأرقام أنه لم يعد النظام ابن حياة، فقد مضت حياته إلى غير رجعة، فمجريات الأمور في الداخل أمنياً وسياسياً، وسوريا قبل آذار عام 2011 اجتماعياً واقتصادياً تُثبت ذلك”.

ويتابع صبرا حديثه لنينار برس: “ثم جاء عجز الروس عن إعادة تأهيله وتسويقه، بعد محاولات متعددة، ولأن تصميم السوريين مستمرٌ من أجل انتصار الثورة، فسوف يحققون التغيير مهما طال الزمن، وعزّت التضحيات”.

ويعتقد صبرا أن تنفيذ القرار 2254 هو رهين التوافق الدولي، بما في ذلك الانتقال السياسي الذي رسمته القرارات الأممية ذات العلاقة. وأن هذا التوافق هو الغائب الأكبر حتى الآن، لذلك وللأسف لا يبدو لي أن الانتقال السياسي في متناول اليد، رغم أننا في الذكرى العاشرة للثورة.

لا أصدقاء للشعب السوري

أحمد العسراوي
الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي

المهندس أحمد العسراوي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي قال لنينار برس في إجابته على سؤالها حول تحقيق هدف الانتقال السياسي من قبل الثورة السورية: “انطلقت الثورة السورية الحديثة رافعة مطالب محقة، بضرورة استعادة الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية”.

ويعتقد العسراوي أن تحقيق ذلك يتطلب أهمية الوصول للتغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل، الذي يشمل كامل بنية النظام القائم، والانتقال السياسي.

ويرى العسراوي “أن النظام اختار الحل الأمني بمواجهة المطالب المحقة للشعب السوري، وهناك من دخل ساحته هذه بنفس الطريقة، معتمداً على الدعم الخارجي، الذي نرفضه ونرفض الاستعانة به”.

ولهذا ومن هذا المنظور يقول العسراوي: “لا زلنا نرى أنه ليس هناك أصدقاء للشعب السوري، وأن المتدخلين بالمسألة السورية، يعملون وفق مصالحهم الذاتية”.

ويضيف العسراوي: “وحول النتائج المرجوة من الثورة السورية، وبعد كل هذه التضحيات يمكنني القول هذه الثورة هي إرادة شعب قد انطلقت، ولا بدّ أن تنتصر، وأنا أرى النصر قادم بعون الله، وقد لا يكون قريباً”.

في انتظار الوقت المناسب

فراس طلاس
المشرف العام سابقاً على تيار الوعد السوري

يقول فراس طلاس، المشرف العام سابقاً على تيار الوعد السوري، الذي التحق بصفوف الثورة وأيّدها منذ انطلاقتها: “ستحقق الثورة السورية أهدافها بالحدّ الأقصى وليس بالحدّ الأدنى”. معتبراً أن هذا الأمر حتميٌ، تثبته كل تجارب الشعوب عبر التاريخ.

ويضيف طلاس: “النقاش ليس في سؤال نعم ولا، بل في أسئلة مثل متى؟ وكيف؟ وكم سندفع ثمناً لقاء ذلك”. مبيّناً: “القرار 2254 وكل ما لحق به من قرارات أممية، ومنصاتٍ ومبادراتٍ هي طريقةٌ من المجتمع الدولي، لتمرير الوقت، حتى تأتي اللحظة المناسبة، وهي ستأتي حتماً مهما طال الزمن”.

الثورة ستستمر بأساليب أخرى

رياض درار
رئيس مجلس سوريا الديمقراطية

رئيس مجلس سوريا الديمقراطية، السيد رياض درار، يقول في إجابة عن سؤال نينار برس: “لا نستطيع أن نطلق على ما حصل في سوريا اسماً آخر غير الثورة، هي ثورة بهدف وغاية، هي تغيير النظام، وتغيير المسار السياسي في سوريا”.

وبرأيه: “الثورات ليس بالضرورة أن تنجح من أول خطوة لها، ولذلك تعرقلت لأسباب كثيرة معروفة”، منها ضعف المعارضة الحقيقية، وعدم وجود قيادة قادرة على إنجاز أهداف الثورة، والخلافات البينية، والتسلح، وكل الصراعات التي حصلت بين الثوار، إضافة إلى الثورة المضادة من قبل النظام”.

ويضيف درار: “نستطيع أن نقول إن الثورة السورية يمكن أن تستمر بأساليب أخرى، لكنها في المرحلة الحالية، بالتأكيد لن تحقق الغاية الأعلى لها، وهي الانتقال السياسي، لأنه لا يوجد قدرة أو قوة تستطيع توحيد الرؤية السورية على الأهداف التي تقيم نظاماً جديداً”.

ويعتقد درار أن هناك عوامل أخرى تقف في وجه الانتقال السياسي منها: “عناد النظام السياسي، وجود من يؤيده ويدعم بقاءه، وضعف الأمم المتحدة والأمم الديمقراطية”. ولهذا يرى أن الإعداد الكامل من أجل التحولات الاضطرارية، وأولها التحول الديمقراطي، وضرورة وجود قوة ديمقراطية قادرة على إنجاز المسار”.

أبتهج بعيدها

فواز القادري
شاعر سوري

الشاعر السوري فواز القادري يقول جواباً على سؤال نينار برس: “رغم تشككي بعدالة هيئات العالم، أقول: “لن يستطيع أحدٌ أن يطيل عمر هذا الطاغية المتوحش”. وبرأي القادري: “عملياً النظام انتهى، ولن تجدي عمليات حقنه بأمصال البقاء، كي يستمر على قيد القتل والمجازر، ولهذا رغم تقاعس العالم، سيفكّر بإيجاد حل، وعلى الأغلب عبر القرار 2254”.

ويصيف القادري: “كنت أحلم مثل بقية السوريين، أن أعيش في بلادي دون خوف، دون أن ترتجف ساقاي حين أمرّ قرب فرع أمنٍ، أو مخفر شرطة، فهناك ألف سبب وسبب للثورة”.

نهاية المطاف انتقال سياسي

علي سفر
كاتب وإعلامي

الكاتب والاعلامي السوري علي سفر، قال لنينار برس: 

“أظنّ وبعد تأملٍ لما جرى خلال العقد المنصرم، أن نهاية المطاف للتحول العميق الذي أحدثه الحراك الثوري وتحولاته اللاحقة ستكون انتقالاً سياسياً يؤسس لسوريا المستقبلية، التي تتحدث بثقة أنها ستكون مدنية وديمقراطية”.

ويضيف سفر، الذي عمل سابقاً في حقل الإعلام: “هنا، أبتعد عن المنحى التفاؤلي الثوري، الذي ندعم من خلاله عقولنا، كي لا تسقط تحت ضربات الخيبات والكآبة، ولا أذهب إلى حلب الهواء من أجل أن أثبت الحتمية التاريخية، لكنني أتبع المنحى الذي خطّه السوريون في تحول علاقتهم بالاستبداد”

ويبيّن سفر معنى رؤيته هذه فيقول: “لقد قاموا بحرق المراكب التي ستعيدهم إلى الاستبداد، فقد خرجت عن سيطرة قوات النظام العودة إلى حكمه، وإدارته، وأن لا حلّ إلا برحيل الطاغية ونظامه، أليس هذا ملمحاً أولياً، يؤكد أننا لن نعود إلى الوراء”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني