لم تدع جائحة كورونا أي مجال من مجالات العمل إلا وأثّرت به، وقد ظهر أثر هذه الجائحة على تعليم الأطفال السوريين في تركيا عموماً وفي ولاية أورفا خصوصاً، إذ كانت المدارس ستشكل بؤرة نقل عدوى، وهذا ما دفع السلطات التعليمية التركية لاتباع أسلوب التعليم عن بعد. نينار برس حاولت رصد أثر هذه الجائحة فالتقت عدداً من ذوي التلاميذ.
مصاعب التعليم عن بعد
السيدة رئيفة الغزالي
تقول السيدة رئيفة الغزالي (أم علي): أثّرت جائحة كورونا على التعليم هذا العام، ووجدنا أنفسنا نحن اللاجئين السوريين أمام برامج وزارة التربية والتعليم الخاصة بالتعليم عن بعد، والتي تحتاج إلى مهارة من قبل الأهل، ليتمكنوا من تعليمها لأطفالهم.
وتضيف السيدة رئيفة الغزالي: هذه الأسلوب في التعليم شكّل عقبة كبيرة أمام أطفالنا، وهو ما جعل مستوى تعليمهم يتدنى، لأن البرامج باللغة التركية، وغير مترجمة للغة العربية، وأغلب الأهالي لا يتقنون لغة هذه البرامج.
تكنولوجيا التعليم عن بعد
فاطمة إبراهيم
معلمة
المعلمة فاطمة إبراهيم تقول: إن تقنيات التعليم عن بعد تحتاج إلى خبرة في استخدام شبكة الإنترنت، والعمل على برامج power point، وهذه العملية تندرج ضمن ما نسميه تكنولوجيا متطورة.
وتضيف المعلمة فاطمة: هذه الأسلوب التعليمي عن بعد، أربك وزارة التربية، كما أربك الأهالي، لأن العمل وفقه يحتاج بالنسبة للتلاميذ السوريين وأهلهم إتقان اللغة التركية، في وقت لا يتقن كثير منهم هذه اللغة.
وتشرح المعلمة فاطمة ابراهيم المصاعب فتقول: لم أكن أتخيل يوماً أن نقوم بتعليم طلابنا بنفس الطريقة، فطلبة الجامعات يلاقون صعوبات في هذا النوع من التعليم، والطفل يحتاج لتعليم فيزيائي، وتفاعل ميداني ضمن الصف، وهذا يساعد على إيصال المعلومة بشكل أفضل.
الأميّة مشكلة
السيدة أم ياسر
السيدة أم ياسر أصغر أولادها في الصف الأول فتقول: ابني عدنان في الصف الأول وتوقف عن الدراسة بسبب كورونا، وأنا امرأة أميّة لا أقرأ ولا أكتب، ولا أستطيع متابعة دروس عدنان من خلال برنامج التعليم عن بعد الذي قررته وزرارة التربية في تركيا. وتضيف أم ياسر: نحن أسرة فقيرة وليس في بيتنا شبكة إنترنت، ولا أحد يعلّم عدنان، فهو سيّء الحظ بسبب كورونا.
التعليم عبر غرف الواتساب
محمد الخلف
أب لسبعة أطفال
محمد الخلف أب لسبعة أطفال، أربعة منهم تلامذة في المدرسة، لكنهم توقفوا عن الدراسة منذ شهر آذار، وتمت إضافتهم إلى غرف واتساب لمتابعة دراستهم عبر تقنية التعليم عن بعد. ويضيف محمد: ولكن للأسف المشكلة في أن التعليم لا يتمّ بغير اللغة التركية، وأطفالي لم يتقنوا هذه اللغة بعد، إضافة إلى أن بيتنا لا تتوفر فيه خدمة الإنترنت، وهذا يعني عدم متابعة برامج تعليم وزارة التربية.
تباعد اجتماعي وتعليم
ماجدة الحمادة
معلمة
أما المعلمة ماجدة الحمادة فتقول: حاولنا تعويض الطلاب عن الدروس، التي فاتتهم بإمكانيات محدودة، باعتبار التعليم عن بعد يحتاج إلى شبكة إنترنت بشكل دائم، وهذا الأمر غير متوفر لدى بعض الأسر، ولا يخفى على أحد أن التربية قدمت برامج باللغة التركية، حيث يعاني طلابنا من مشاكل مع اللغة الجديدة.
وتتابع المعلمة حمادة: إن جائحة كورونا تمنعنا من تقديم مساعدات أكبر نتيجة تدابير التباعد الاجتماعي وإلغاء التجمعات الاجتماعية، وهذا يشكل عائقاً أمام طلابنا، ناهيك عن ضعف الإمكانيات المادية لبعض الأسر غير القادرة على تسجيل أبنائها ضمن كورسات تقوية ودعم للمنهاج الدراسي.