الإعلان عن تأسيس “التجمع الوطني العربي في المنطقة الشرقية”
يبدو أن الحوار الكردي/الكردي أثار ردود فعل ذات طابع إثني، إذ اعتبرت مجموعة من القوى السياسية العربية في المنطقة الشرقية أن خطوة الحوار تمسّ ديمغرافية المنطقة وتهدد هويتها التاريخية.
وفي هذا السياق، أعلنت عدة قوى سياسية ومجتمعية وشخصيات من أبناء المنطقة الشرقية في المحافظات الشرقية الثلاث (دير الزور – الرقة – الحسكة) عن إعلان تشكيل “التجمع الوطني العربي في المنطقة الشرقية” يوم السبت الماضي، في محاولة واضحة للرد على التفاهم الذي حصل بين قوات سورية الديمقراطية والمجلس الوطني الكردي، والذي يهدد النسيج المجتمعي لهذه المنطقة، حيث يتجاهل وجود المكونات فيها، وفي مقدمها المكون العربي، والذي يعتبر أكبر المكونات في هذه المنطقة.
وقد أطلق الإعلان من عدة أماكن، منها مدينة اعزاز في الداخل السوري، وكذلك في عدة مدن تركية كإسطنبول وغازي عينتاب وأورفا، وكذلك ألمانيا، وكان البيان الذي أصدره التجمع يحمل رفضاً واضحاً لجميع المحاولات، التي ترمي لتحييد أهل المنطقة ومشاريعهم على حساب المشاريع غير الوطنية والعابرة للحدود.
وصرح المحامي الأستاذ ممتاز الحسن، وهو أحد القائمين على تشكيل التجمع لصحيفة نينار برس بأن “الضرورة اقتضت تأسيس التجمع الوطني العربي في المنطقة الشرقية لمواجهة المشاريع الانفصالية، خاصة بعد التفاهمات والتوافقات التي تمت بين عدد من الأحزاب الكردية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والأسرة الحاكمة في شمال العراق (أسرة البرزاني)، وجماعة قنديل لاقتطاع جزء من الأرض السورية وبسط يد الإدارة الكردية عليها بعيداً عن سكانها الأصليين وإقصاءً لهم عن حياتهم الطبيعية على أرضهم وبين أهلهم”.
وأضاف الحسن “شاركنا منذ البدايات في عملية البناء واعتبرناه مدخلاً لمشروع سورية لكل السوريين بلا تمييز لأي سبب كان، مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات والعدالة للجميع.
وخلال الفترة الماضية خرجت للنور عدة تشكيلات وتجمعات مشابهة لهذا التجمع تهدف لحشد الرأي العام العربي والدولي نحو القضايا في المنطقة الشرقية من سورية، ومحاولة تسليط الضوء على أهمية المكون العربي ودوره كصمام أمان للمنطقة، كالهيئة السياسية لدير الزور المدعومة سعودياً، وعدة أجسام أخرى نشأت إما في تركيا أو أوربا.
وفي سياق متصل عن أهمية تلك الأجسام، قال الباحث والكاتب السياسي ماجد علوش: “أعتقد أن المسالة غير مرتبطة بـالتجمع الوطني العربي والتشكيلات المشابهة، بل في الذهنية التي تمارس/تتصدى، وتسعى لقيادة العمل الوطني عموماً، فهي اتصفت خلال المرحلة السابقة بالآنية، حيث غالباً يكون المؤتمر الأول (التأسيسي) هو المؤتمر الأخير في الآن نفسه، والسبب غياب الرؤية الاستراتيجية، وذهنية العمل الجماعي والوطني معاً.
طرح التجمع الوطني العربي لبيانه أحدث ردود أفعال عديدة حوله، من قبل قوى مختلفة وناشطين سياسيين، فمنهم من رأى في البيان بأنه بلا أي معنى، وآخرون رأوا فيه خطوة لابد منها قبل فوات الأون.
كذلك قال عضو تيار مواطنة “محمد حمدان الصالح”: “هذا الدور والفاعليّة مرهونة بصدق النوايا، والقدرة والإمكانية على الشغل على الأرض، وبين المواطنين من أبناء المنطقة، الذين هم في صلب المعاناة، وحمل همومهم، وتحريضهم، ودفعهم من خلال توعيتهم، وتنظيمهم للانخراط في الفعل السياسي والاجتماعي.
وأضاف محمد حمدان الصالح: بدون ذلك لا جدوى ترتجى من كل هذه التجمعات القائمة، وأعتقد إذا بنيت هذه التجمعات والأحزاب والمنظمات على هذه الأرضية ستكون فاعلة على مستوى المنطقة، وعلى مستوى التمثيل في الحل السياسي الشامل”.
وهنا يظهر السؤال، هل في خضم الواقع السوري المزري ستكون هذه التجمعات طوقاً للنجاة، أم أنها ستزيد من التشتت والإنحياز لخنادق دون وطنية، قد تودي بالبلاد لمستقبل لا تحمد عقباه؟
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”