fbpx

الأمم المتحدة والمستقبل الزاهر

0 36

تسعة وسبعون عاماً على إقرار 24 اكتوبر ذكرى إعلان ميثاق الأمم المتحدة؛ والمنظمة الدولية تكبر ويكبر الحلم بعالم جديد. قبل تسعة وسبعين عاماً وقعت خمسون دولة ميثاق الأمم المتحدة في 26 حزيران/ يونيه 1945 في سان فرانسيسكو مشكّلة منظمة الأمم المتحدة، وراسمة خطوط حلم منتظر لشعوب العالم، الحلم بعالم خالٍ من النزاعات، تسوده علاقات الصداقة والتسامح والإخاء، ويسعى لرفاهية البشر، ويعزز حقوق الإنسان، ويصون كرامته الإنسانية، مؤكدة ما جاء في ديباجة ميثاقها: “نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب…” و”أن نؤكد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره بما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية…”.

وأكدت مقاصدها في المادة الأولى من الميثاق بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين، وإنماء العلاقات الودية بين الأمم، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات العامة، وأنشأت منظمات تابعة لها لتحقيق أهدافها ومقاصدها، واكتمل نشاطها بإطلاق الشرعة الدولية لحقوق الإنسان (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية، وبالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية) وما تلاها من معاهدات ومواثيق واتفاقيات (القضاء على التمييز ضد المرأة، وحقوق الطفل، والمهاجرين، واللاجئين، والاختفاء القسري، والحد من العنف، والحد من انتشار الأسلحة النووية ونزعها…).

والسؤال الذي يُطرح بعد تسعة وسبعين عاماً من عمر منظمة الأمم المتحدة: هل استطاعت الأمم المتحدة تحقيق مقاصدها؟ وهل أنقذت الأجيال المقبلة من ويلات الحرب؟ وهل عززت احترام حقوق الإنسان؟ وهل ساوت بين الأمم كبيرها وصغيرها؟ وهل حفظت السلم والأمن الدوليين؟

للإجابة على الأسئلة لنتذكر كيف نشأت الأمم المتحدة، وكيف احتفظت الدول الخمس المنتصرة عسكرياً في الحرب الكونية بحق العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وبحق الاعتراض (الفيتو) اللذين شكلا تمييزاً وحيفاً بحق الأمم الأخرى، وحق الفيتو الذي أصبح سيفاً مسلطاً لإفشال القرارات الدوليّة التي لا تنسجم مع مزاج دولة تملك هذا الحق، ولتضيع الأهداف والمقاصد السامية التي كفلها الميثاق في أدراج الرياح.

ولنتذكر القلق أيام الحرب الباردة وما حدث من نزاعات في الفييتنام، وكوريا، وكمبوديا، والعدوان الثلاثي على مصر، والأزمة الكوبية، وجزيرة فوكلاند، والتدخل في أفغانستان، والعراق، وشرق المتوسط، وأفريقيا، وامريكا اللاتينية، وشرق أوروبا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، والنزاع مع جورجيا، وأوكرانيا، والاحتلال والنزاع الذي لم يتوقف منذ قيام الأمم المتحدة حتى اليوم في فلسطين، ويكفي الصمت العالمي على الإبادة الجماعية في غزة، واجتياح لبنان. فهل بكل هذه النزاعات أنقذت الأجيال من الموت؟ وهل بالسكوت على الإبادة الجماعية ساوت بين الأمم، وعززت حقوق الإنسان؟ وهل استطاعت حفظ السلم والأمن الدوليين، وايقاف حرب الإبادة الجماعية في غزة ولبنان التي يسقط فيها يومياً عشرات الأبرياء؟

إن ما يحصل يؤكد أن ميثاق الأمم المتحدة قاصر عن تحقيق مقاصدها ما دامت خمس دول تتحكم بالقرارات الدولية، وتتسبب في إثارة الفتن والنزاعات في مناطق عديدة من عالمنا.

ومع كل الشحن الحاصل في العلاقات الدولية لا يسع المرء أن يشكر للأمم المتحدة جهودها في المجالات الإنسانية، ودعمها المستمر للمنظمات العاملة في هذا المجالات، والشكر للسيد الأمين العام للأمم المتحدة على ندائه مجلس الأمن بموجب المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لإيقاف الحرب في غزة، ودعوة السيد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماد “ميثاق المستقبل” في الدورة التاسعة والسبعين 22-23 سبتمبر/أيلول 2024 البند 123 من جدول الأعمال/تعزيز منظومة الأمم المتحدة الذي يؤكد على أهداف ومقاصد الأمم المتحدة. مع الرجاء أن تكون مقرراته فاعلة التنفيذ، وليست حبراً على ورق.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني