
إضاءة على لغة الإشارة للصمّ والبكم
يرجع تاريخ لغة الإشارة الى سنة 1760 عندما افتتح. labbelebee في فرنسا مدرسة للصمّ والبكمّ واعتمد لغة الإشارة المنظمة في تعليمهم.
في عام 2005 اعتمدت لغة الإشارة لغةً رسميةً في برنامج التدريب لهؤلاء الصمّ. لأن لغة الإشارة هي لغة فطرية من أجل التواصل بين الصمّ، ومع السامعين، ذلك لأن الأصم لا يملك مفردات لغوية بسبب الصمم الذي يمنعه من التواصل مع مجتمعه، لذلك فهو لا يملك حصيلة لغوية تمكّنه من التواصل مع الآخرين.
فهو يعتمد على التواصل البصري. كذلك نحن في سوريا افتتح المعهد في عام 1970 ومركزه في دمشق حيث قدمت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المناخ الملائم لتأهيل المعاقين سمعياً وتدريبهم.
من ناحية أخرى، عملت مع الصمّ ما يقارب 30عاماً، ورغم الصعوبات التي عانيت منها أنا وزميلاتي من حيث عدم وجود منهاج خاص للصمّ. إلا أننا استطعنا تخطي الصعاب، وكنا نستمتع بعملية التعليم، حيث اعتمدنا على خبراتنا في ترجمة لغة الإشارة وتدريب النطق. لأننا خضعنا جميعاً لدوراتٍ تدريبية أكاديمية، حتى طلابنا الصمّ أنفسهم كانوا يعلموننا لغتهم الإشارية.
والجدير بالذكر إنني أوفدت من قبل وزارتي إلى الأردن حيث خضعت لدورة تدريبية في فني صناعة بصمة الأذن وحصلت على شهادة دولية من قبل الأب أندرو، وهو هولندي الجنسية مدير مؤسسة الأراضي المقدسة في مدينة السلط الأردنية.
بالنسبة لمعهد دمشق، كان من السابقين لفتح القسم الثانوي بعد أن كان للمرحلة الابتدائية والإعدادية.
وفي عام 2006 حصل ثلاثة طلاب من طلابي على الشهادة الثانوية، وقد كان لوزارة التربية أيضاً الفضل في إرسال مدرسين مختصين، حيث يكون مدرّس المادة ومعه مترجم الإشارة يتعاونان معاً لإيصال المعلومة إلى الطالب بشكل صحيح مبسط مفهوم، وبرغم معاناتنا ببعض المصطلحات غير الموجودة في القاموس الإشاري كنّا نعتمد على أبجدية الأصابع والحروف والأرقام كما هو واضح في الصور.



أيضاً بالنسبة للغة الانجليزية، هناك أبجدية خاصة يتعلمها الصمّ.
في بداية المرحلة الابتدائية، يتعلّم الطفل في الصفوف الأولى في جلسات فردية طبعاً كيفية نطق الحرف، لأن لكلّ حرفٍ مخرج واهتزاز، حيث يبدأ بإخراج الحرف ونطقه بشكل صحيح، ومن ثمّ المقطع، وأخيراً الكلمة. وهي تأخذ وقتاً طويلاً، لأنه كما ذكرت سابقاً تعليمنا تعليمٌ فرديٌ، ويحتاج الطفل إلى جلسات وبرنامج زمني معيّن يشارك الأطفال في الأعمال الفنية والرياضية والرقص والمسرح والرسم والصلصال وشغل الصوف والنحت.
ولدينا طلاب أبدعوا في الرسم، كلها نشاطات شاركت فيها وزارة الثقافة والجمعيات والأندية الرياضية، كما شاركوا في الحساب الذهني، والتصوير الفوتوغرافي، وفوتشوب. كما تمّ استقبال طلاب مدارس من السامعين بهدف تعزيز مفهوم الدمج والعمل بروح الفريق الواحد.
معظم طلابي ممن حصلوا على الشهادة الثانوية تخرّجوا من جامعة دمشق، منهم من اختصّ مكتبات، علم اجتماع، وقد حصلت الطالبة هدى محمد على ماجستير في علم الاجتماع، وأصبحت مساعدة لمعلم الصف في ترجمه لغة الإشارة، أي إنها أصبحت زميلةً بعد أن كانت طالبةً لدى المعهد.
من خلال خبرتي التي دامت أكثر من ثلاثين عاماً رأيت أنّ الصمّ يبدعون في الأعمال المهنية والفنية، أي التدريب المهني والحرف اليدوية وغيرها من الخياطة والحلاقة وميكانيك السيارات والحدادة والنجارة… إلخ.
هناك صعوبات كثيرة تواجه العاملين في هذا المجال لعدم توفر المنهاج المناسب. والمعاهد المصممة تقنياً وفنياً، والأعداد الكبيرة في الصفوف. حيث يكون الصف النموذجي لخمسة أطفال فقط. لأن تعليم الأصمّ تعليمٌ فرديٌ. لكن نرى الصفوف مكتظة بتلاميذ المرحلة الابتدائية والإعدادية.