أمطار وثلوج الخير نعمة أم نقمة على أهالي درعا؟
ضرب البلاد منخفض جوي قطبي المنشأ مؤخراً، ورافق المنخفض كتلة هوائية باردة ورطبة حسب المديرية العامة للأرصاد الجوية، ما أدى لهطولات ثلجية ومطرية حيث شملت الهطولات الثلجية المرتفعات الجبلية كافة وامتدت إلى بعض المناطق التي كان ارتفاعها 750م وقد طرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة حيث سجلت أدنى من معدلاتها بحوالي /6-9/ درجات مئوية
بالتزامن مع الهطولات الثلجية التي فرح بها معظم أهالي محافظة درعا الذين يعتمدون بغالبيتهم على الزراعة كمصدر رزق لهم باعتبارها محافظة تعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية والتي تأثرت كثيراً خلال عشرة الأعوام الماضية لتروي هذه الأمطار والثلوج قلوب المزارعين قبل أراضيهم.
فرحة تنغصها عَبرة:
يقول القدماء “أن البرد سبب كل علة” فكيف يقي الأهالي أنفسهم برد الشتاء في ظل أزمة المحروقات وشح مواد التدفئة وارتفاع أسعارها بشكل جنوني يفوق قدرة الأهالي بحد كبير.
أبو أحمد مواطن في إحدى قرى محافظة درعا قال لـ نينار برس: إن الشتاء هذا العام تخللته عدة مراحل من انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير ليغدو لعنة، ومن ثم تمر مرحلة من الدفء النسبي رحمت الأهالي ولعل أكثر موقف تأثرت به في شتاء هذا العام هو تسول بعض الأطفال ليس طلباً للمال أو الطعام وإنما تراهم يحملون علب بلاستيكية سعة 2 ليتر ويتسولون بها مادة الديزل للتدفئة هذا بعد أن يمضوا يومهم على جوانب الطرقات يلتقطون ما يمكن لهم أن يلتقطوه من مواد قابلة للاشتعال سواء بلاستيكية أو أخشاب أو أوراق وأغصان للأشجار.
إجراءات حكومية فاشلة:
السيد سامر علي في حديث خاص لـ نينار برس قال لقد منّ الله علينا في هذا البلد بحكومة لا مثيل لها فقد أصدرت لنا بطاقات ذكية شغلت غالبية وقتنا في اللهاث كما الحيوانات وراء مواد التدفئة والسكر والرز والغاز والخبز فترى البلاد طوابير من الذل والمهانة.
ويضيف العلي بأنه في بداية الشتاء تم إعطاء كمية من ديزل التدفئة تقدر بـ 200 ليتر كدفعة أولى على حد تعبير المسؤولين فتم توزيع 100 ليتر بدايةً ومن ثم تم تقليص الكمية على البطاقة الذكية إلى 100 ليتر فقط وفي بعض المناطق لم توزع الـ 100 ليتر الأولى خاصة وأن الشتاء شارف على الانتهاء فالأجدر أن تسمى شركة (تكامل) المسؤولة عن البطاقات الذكية بشركة (تناقص) وتمكن بعضهم من أخذ مئتي ليتر معتمدين بذلك على صلاتهم ببعض أصحاب الكازيات وموزعي مواد التدفئة.
حلول المواطن الإسعافية حلمٌ صعب المنال:
ترتفع أسعار مواد التدفئة كالغاز والديزل فيلجأ الأهالي للحلول البديلة كالحطب على سبيل المثال وفي هذا الصدد تقول السيدة آمنة مصطفى: باعتبارنا في الريف مجتمعات زراعية اعتمدنا فيما سبق على الحطب للتدفئة ولكن حتى الحطب ارتفعت أسعاره بشكل جنوني فقد بلغ سعر طن الحطب حوالي 250000 ليرة سورية ما سبب للقطع الجائر للأشجار فخسرنا الشجر ولم يعد بمقدورنا الحصول على الحطب كمادة للتدفئة، ونلجأ حالياً للتدفئة على بقايا أخشاب ومواد بلاستيكية نقوم بجمعها وكثيراً ما نقضي عدة ليالي معتمدين على بقايا الأغطية في المنزل للتدفئة فننام تحت الأغطية علّنا نجد قليلاً من الدفء خاصة مع شبه انعدام الكهرباء التي تأتينا يومياً لبضع ساعات على خجل تتضمنها الكثير من حالات القطع والوصل.
هذا ودعت حكومة النظام السوري الأهالي لعدم الاعتماد على الكهرباء كمصدر للتدفئة وفي المقابل لم تقدم لهم أية وسائل بديلة فلا مازوت متوفر وإن توفر تجاوز سعره 1200 ليرة سورية ولا غاز في متناول اليد وإن بات في متناولها فسعر الجرة يتجاوز 25000 ليرة سورية وحتى الحطب بات رفاهيةً بعد أن كان حلاً بديلاً.
فكيف السبيل برأيك للدفء في ظل شتاء قاسٍ وحكومة عاجزة وعصابة مجرمة تدير البلاد؟
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”