قصيدتان للشاعر السوري الكبير فاضل السفّان
أصدقُ الشعرِ
بالهمِّ تُصفَدُ أحلامي وتَحتَدِمُ
ما رُمتُ مسألةً يرتادُها السأمُ
وأصدقُ الشّعرِ مضموناً وقافيةً
من فَيْضِ ذاكرةِ الأحزانِ يَأْتدِمُ
لم يبقَ في خلَدي للحُبِّ بارقةٌ
مُذْ غابَ مُصعبُ ماتَ الشوقُ والنَّغَمُ
حسبي من البَوْحِ ألحانٌ تؤرِّقُني
ورجعُ ذكرى بها يستفحلُ الألمُ
= =
خواطري في ظِلالِ -الفضلِ- قابعةٌ
ترمي به مَطْلباً لا يزدريهُ فَمُ
وأمرُ – لاما- إلى الرحمن نوكِلُهُ
في زحمة ِ العَيشِ إنْ طالت بها قَدَمُ
هذي قصيدةُ وَجْدٍ ما عَنَيْتُ بها
سوى مقاصدِ مَنْ تسمو به القِيَمُ
فارفِقْ بِنا يا مغيثَ الخلق ما ركنتْ
نفسي لِغَيْرِكَ مُذْ حَلَّ الفؤادَ دمُ
في ظلِّ بابكَ ما قدّرْتُ من وطَرٍ
ورفدُكَ الخيرُ لا ما سطَّرَ القلمُ
أكرمْ – أبا الفضل – دارَ الخلدِ نافلةً
ما بعدَ جودِكَ لا بذلٌ ولا كرَمُ
* الفضل ولاما: ولدا مصعب
سَيْفُ الحَقِّ
ومزَّقَ لُحْمَةَ البَلَدِ
بِسَوْطِ الحِقْدِ والحَسَدِ
وما زالتْ زَعانِفُهُ
تزمُّ قَفاهُ في زَرَدِ
فلا فُرْسٌ ولا رومٌ
ولا نَوَرٌ تَشدُّ يَدي
يُدارونَ الحِمَى صَخَباً
ومَنْ يَرْضى مَقامَ رَدِي
تُجاملُهمْ على مَضَضٍ
وكيفَ تعيشُ دونَ غدِ؟
تحفُّ به عَضارطةٌ
بها حبلٌ من المَسَدِ
إذا استقوى بها نَفَرٌ
هَوى في بؤرةِ الكَمَدِ
فما طابتْ بهمْ سِمَةٌ
ولن ترقى إلى سَنَدِ
وأهلُ الدّارِ في المنفى
مضَوْا في زحْمةِ الطَّرَدِ
غداً تنهلُّ بارقةٌ
وتَكْنٌسُ عِتْرَةَ الوَلَدِ
وسَيْفُ الحقِّ مُنتَصِرٌ
بِعَوْنِ الواحدِ الأحَدِ
عضارطة: غوغاء
73adgg