أتأمل أحوالي
لا كي أعرفني،
فكل ماهياتي صارت أمامي
حتى تلك التي كانت ورائي
هي الآن حاضرة معي
أتأمل أحوالي
لا كي تندم حال من حال
أو تعتذر
وجودي يصرف ماهياتي على طاولة القمار
المنتشرة في كل صالات الوجود والزمن
ولأني لم أشعر بالأمان يوماً
تطورت ذئبيتي العقلية
واحتفظت بانفجارات قلبي الرقيق
لا أطيق أن يراقبني أحد ما
ولا أراقب حراً في غابة أو حارة
الآخر يسلب الوحدة والتفرد
ولست أدري لماذا يترصد بي
بأقوالي وأقداح خمري ورحلات قلبي
لا مدح يغريني
ولا قدح يغيظني
لا أحد يراني كما أراني
ولا أملك سيفاً أحمله على الناس
وعاطفتي جناح يحط على قلب من يشاء
أتأمل العدم القار في ذاتي
متصالحاً مع مصير أعرفه
وأجهل متى يقرع باب وجودي
لا أدري من أكون غداً
ولا كيف سأكون
في الآتي من الأيام
فلا تسلني عن ماهية غائبة لم تكن بعد
أتأفف حراً من حريتي
عقلي المشاغب غارق في عبث
لم يصنعه
أنا كل أحوال النهر
أجري أحياناً بحكمته الودودة
وأهدر أحياناً بغضب فيضي
وحين أشعر بحال من جفاف
أتحول أحوالاً من اللامعنى الكثير
أتأمل يباس الشجر
وشقوق مجراي
والحصى على صفافي العطشة
تحررت حتى صرت صفحة بيضاء
كلما كتبت عليها
أهدتني أخرى
وعدمي كتابي الأخير
ذاتي هي انفجارات دائمة
تعيش في قلب الوجود،
متقززة من الشواطئ.