fbpx

أبناء الساحل السوري يطالبون برحيل الأسد عن السلطة.. وسط تغيير كبير في مواقفهم تجاهه

0 140

تغير واضح في آراء الأهالي ضمن مدن الساحل السوري التي عرفت بموالاتها بشكل كبير للنظام السوري منذ بداية قمعه للمتظاهرين الذين خرجوا في المظاهرات المناهضة له، وصولا إلى الحرب التي خاضها ضد فصائل المعارضة العسكرية، والتي راح ضحيتها آلاف الشباب من سكان هذه المدن، إذ باتوا يعتبرون أن رحيل نظام الأسد أصبح قريباً مع زيادة الضغط السياسي عليه، ومع تخلي عدد كبير منهم عنه.

يتحدث كرم أحد سكان بلدة دمسرخو في اللاذقية لـ نينار برس: إنهم يتمنون رحيل النظام بأي طريقة على أمل تحسن الوضع وتغير الواقع الذي يعيشون به، مشيراً إلى تردي أحوالهم بسبب دعمهم للنظام خلال الفترة الماضية، دون أن يحظون بأي مقابل أو أي تغيير سوى للأسوأ.

تابع: إن الكثير من أبناء مناطقهم باتوا يتحدثون عن ضرورة رحيل الأسد وتركه للسلطة ولو بشكل سري وبأحاديث بين المقربين والموثوقين خصوصاً بعد تطبيق قانون قيصر وزيادة مستويات الفقر بين العائلات الموالية وتغير همومهم بتأمين لقمة عيشهم وحماية شبابهم من الموت معه، فضلاً عن أن نهاية الحرب غير واضحة والناس تعبت من هذا الحال ويسعون للخلاص.

من جانبها اعتبرت كاترين إحدى الشابات من بلدة سقوبين بريف اللاذقية أن النظام متمسك بالسلطة على حساب مواليه فهو وعائلته والمقربين منه لم يخسروا أي شيء منذ بداية الاحتجاجات ضده وعمل على المحافظة عليهم بينما دفع بأبناء طائفته إلى الموت، مشيرة إلى أن ظروف الناس في مناطقهم صعبة جداً ومن يفكر مجرد تفكير بالوقوف ضد النظام أو يبدي رأيه بضرورة رحيله عن السلطة سوف يواجه مصيراً صعباً وتتضاعف عقوبته فالنظام يعد أبناء الساحل مجبرين على الوقوف بصفه وهو مسيطر على قسم كبير منهم بفكرة أن وجودهم مرتبط بوجوده وبقاءهم مرهون به، منوهة إلى أن الظروف الحالية غيرت هذه النظرة بشكل كبير وبات واضحاً لهم مدى استغلال النظام لهم، لكن رغم ذلك لم يعلنوا تخليهم عنه بشكل واضح وموحد لكن هذه الفكرة باتت منطقية وحلاً مرضياً لأغلبهم.

أما أبو الحسن وهو ابن مدينة بانياس في ريف طرطوس، فقد أكد لنينار برس، أن الانتقادات تطال مسؤولين كبار والأهالي تزداد شجاعتهم على الانتقاد وقريباً من الممكن أن تصل إلى بشار الأسد إذا استمر الوضع بالسوء كما هو حالياً، معتبراً أن الأسد من غير المنطقي أن يستمر في السلطة وهو المسؤول عن مقتل الآلاف من السوريين معظمهم من أبناء مناطق الساحل وهم شباب بمقتبل العمر زجهم بالحرب لكي يحافظ على مكاسبه وسلطته، نوه المصدر إلى حدوث الكثير من الوقائع التي كانت تدل على كره أبناء المنطقة للنظام أبرزها خلال التشييعات والتي يطالب فيها ذوي القتلى أبناء عائلة الأسد بالذهاب والقتال أيضاً وتقديم أرواحهم كما هو مصير أبنائهم لكن جميع هذه القصص يتم حلها وإبعادها عن الإعلام لتبقى الصورة الراسخة في الأذهان أنهم يؤيدون الأسد والنظام في كل المواقف والظروف ولا يمكن التخلي عنه.

في حين اعتبر سمير من أبناء مدينة جبلة أنهم يأملون رحيل النظام بأقرب وقت لكن يجب أن يكون البديل مرضياً أيضاً ويحافظ على حقوقهم التي استباحها النظام خلال السنوات السابقة، مؤكداً أن الكثير من الأسر ومن الشباب من مدنهم وقراهم فضلت الهرب خارج سوريا على القتال والبقاء إلى جانب هذا النظام، لكن هناك الكثير من الأسباب التي لعبت دوراً بوقوف قسم كبير منهم إلى جانب النظام منها عدم تقبل المعارضة لهم والخوف على مستقبلهم، لكن اليوم الوضع بات واضحاً لهم بشكل أكبر ويدركون أنهم إذا استمروا بدعم النظام بهذه الصورة سوف يصلون لمرحلة الموت من الجوع، معتبراً أن انضمام شباب الساحل إلى القتال لم يكن بمعظمه تأييداً للنظام إنما جراء الفقر الشديد والحاجة وتوقف الحركة الاقتصادية في البلد وغياب مصادر وسبل العيش إذ تحولت رواتب المقاتلين لمصدر الدخل الوحيد لهم ولأسرهم فضلاً عن الميزات الممنوحة للمقاتلين والتي تعطي الشباب بعض المكانة في ظل غياب التقدير والاحترام وسيادة الفساد والمحسوبيات في البلد.

أضاف بحديثه لنينار برس، أنه بات من الضروري التخلي عن النظام وهو أمر متوقع خصوصاً وأنه لم يعد يملك نفس الحاضنة والتأييد بالمقارنة مع الأوضاع سابقاً والمنطقة الوحيدة في سوريا التي كان يحظى بها بشعبية هي منطقته الساحل واليوم خسرها بسبب سياسته القمعية والتفكير بسلطته وأسرته الضيقة فقط دون الاكتراث لأوضاع الناس الذين وقفوا معه ولا حتى محاولة تحسين أحوالهم أو تعويضهم بل على العكس أسر القتلى تعيش حالة من الفقر والذل ولا يستطيع أغلبهم تأمين أبسط حاجات الحياة.

يشار إلى أن مدن الساحل السوري قدمت آلاف القتلى والجرحى إلى جانب قوات النظام في الحرب التي يخوضها ضد قوات المعارضة، جراء التأييد له في بداية الثورة لكن الوضع اليوم بات مغايراً تماماً في ظل رفض معظمهم للتجنيد والقتال معه وإدراكهم لمخاطر بقاء الأسد في السلطة وما جره على سوريا من دمار وخراب وتدميره لعجلة الاقتصاد وتخريب حياة الناس بسبب تعنته وإصراره على البقاء في السلطة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني