fbpx

نقيض…

0 100

أيّها اللّيل السّابح في يمّ الغيّ، والتائه في سراديب الظلمة الموحشة، ماذا فعلتَ؟!

جحافل جيوشك أنهكت المستضعفين رجالاً ونساءً وأطفالاً أبرياء، وقنابلك هدّمت البيوت فوق رؤوس أصحابها، وحصدت آلاف الضحايا الآمنين تحت سمع وبصر العالم، فماذا تريدُ…؟!

أما كفاك نزف القلوب قبل الجروح، وانهمار دموع اليتامى الظامئين لرؤية الآباء، وعويل الثكالى، ونحيب الأرامل؟!

سياط جلاديك ألهبت الأجساد العارية، وكلابك نهشت لحمها فماذا تبقّى…؟!

عسسك يدورون في المدن والأرياف يجوبون الشوارع والأزقة، وريحك تطفئ فوانيس النور، وجندك تحرق الغابات، وتقتل الفراشات، وتمتص رحيق الزّهر، وتصكّ على الإنسانية أقفال الزنازين المعتمة، فماذا بعدُ…؟!

لم يعد هناك متسع لألم، أو فسحة لحزن. أُوصِدَت أبواب المدائن، وسُدَّت نوافذ الأحلام، وعُلِّقَت على الأسوار مراسيم الموت، وخيّم هدوء يكتم صمتاً ينتظر قدح زناد…

الفرسان اعتلت الأمهار وهي تعلك اللّجم، والقطار على السكة يندفع بقوة، وصفيره يدوّي في الآفاق، ومن خلف جدار صلد أذّنَ مُزهّرٌ…

فأيقظ فجراً..

وانداح نور..

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني