مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية
ما يميز مرحلة الطفولة، البراءة والعفوية ونقاء النفس، وأمور هامة، تدل على ضرورة مراعاة الطفل نفسياً لأنه أساس للمراحل العمرية القادمة.
علم النفس الخاص بالأطفال مهم جداً في مدارس علم النفس المتعددة والمتنوعة حديثاً، والتي تدرس تحركات الطفل، وانفعالاته، وأهمية مراعاة تقلباته النفسية والعقلية وبناء قدراته، حيث يمر الطفل في ثلاث مراحل خلال هذه الفترة.
أولاً: الطفولة المبكرة، تبدأ من الولادة حتى عمر الخامسة، حيث يبدأ الطفل بإخراج قدراته ومهاراته، كالمشي، والمفردات اللغوية التي يكتسبها من محيطه.
ثانياً: الطفولة المتأخرة، تبدأ من عمر السادسة حتى عمر الثانية عشر وخلالها يكتسب ويتعلم قدرات جديدة أخرى في الحياة.
ثالثاً: مرحلة المراهقة، وهي كما درسناها ونراها، جزء من مرحلة الطفولة السابقة، وتبدأ من بلوغ الطفل سن الرشد، العمر بين العشرين والثانية والعشرين، تُدرس هذه المرحلة في علم النفس وتقسم إلى احتياجات متعددة وتعتبر أساسية.
هذه مرحلة عمرية مهمة لذلك علينا التدقيق والانتباه على الأطفال في هذه المرحلة العمرية الأولى، التي ذكرناها بداية، وخصوصاً ما نراه الآن وخلال الفترة السابقة وهذه الفترة، من اضطهاد وحرمان، وانعكاس ذلك بمشاعر سلبية تؤدي بهم إلى سلوك غير سوي، وصولاً إلى الإجرام، إذا لم يتم تدارك الأمر، هذه المسؤولية الكبيرة تجاه أبناءنا، تبدأ من اختيار أسمائهم وحسن التعامل معهم بحنان وعاطفة وفق قيم أخلاقية وروحية نزرعها فيهم منذ البداية لتعينهم على الحياة المستقبلية.
في لقاء مع المدرسة ن ب، التي تدرس في إحدى المدارس الابتدائية في تركيا تقول: ألاحظ الآن تصرفات عدوانية كبيرة من بعض الأطفال، لم أشهدها في السنوات السابقة، حيث أرى انعكاس فترة الحرب والنزوح واللجوء قد بدأت تظهر بتصرفاتهم، لذلك أعاني من ضغط نفسي كبير خلال متابعة هؤلاء الأطفال وأشعر بالحزن عليهم، فكيف سيكون حالهم في الفترة اللاحقة.
لقد فقدوا المعيل، الأم أو الأب، بعضهم فقدوا الاثنين ويعيشون عند أقاربهم، أو آباء ذويهم، وهذه من المعاناة الكبيرة للأطفال، حيث توفير الرعاية، والطعام والشراب والحاجات الأساسية الضرورية مهمة جداً للطفل في هذه المرحلة، فالطفولة هي الأساس، تشبه البناء المشيد، كلما كانت أركانه متينة وشديدة وقوية، تماسك وصمد في وجه التحديات والمخاطر.
فلنكن عوناً لأطفالنا، وداعمين لهم، في المدارس والمنظمات والدوائر المسؤولة عن رعايتهم، لننشأ جيلاً خارج المخاطر.