fbpx

مؤيدو النظام أسكتهم القتل وأنطقهم الجوع

0 275

لطالما تبجح النظام بقاعدته الجماهيرية العريضة وادعائه الكاذب بأنه ورغم وجود معارضين له إلا أن الشريحة الأكبر مؤيدة له وتفديه بالروح والدم كما كان يشيع في السنين الأولى الثورة عندما كان يقوم بإخراج مسيرات مؤيدة له تهتف بحياته وتطلب منه الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بشق عصا الطاعة والخروج من تحت عباءته، وجميعنا يعلم كيف كان يحشد تلك الجموع فبداية كان يقوم بإخراج طلاب المدارس والجامعات ووضعهم بالصفوف الأولى رافعين صور الأسد، وكان يجبر الموظفين على الخروج وتوقيع حضورهم في مؤسساتهم ومن يتغيب منهم فيكون مصيره إما الفصل النهائي أو الاعتقال بتهمة الخيانة والتعامل مع العصابات المسلحة كما كان يطلق على المعارضين.

ولكن مع مرور السنين وفي ظل الحرب التي أكلت الأخضر واليابس ولم ترحم كبيراً أو صغيراً معارضاً أو مؤيداً واعتقالات عشوائية لم تميز بين الانتماءات فكان جميع الشعب عرضة للاعتقال والتعذيب والقتل وخاصة عندما أطلق النظام أيادي المجرمين وشذاذ الآفاق على رقاب الشعب، وأعمال التعفيش والسرقة التي تلت سيطرة جيش النظام على المناطق الثائرة ساهمت بشدة في تغيير بعض المؤيدين لوجهة نظرهم خاصة وأنهم كانوا يشاهدون سرقة الجيش لمنازلهم بأعينهم وتهديدهم بالتصفية إذ اعترض أحدهم،

كل هذا ساهم في تأليب الرأي العام ضده، ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير جاءت بعد الانهيار الاقتصادي الكبير نتيجة الحصار الذي ضرب على النظام ومؤسساته وكل من يتعامل معه حيث وصلت سعر صرف الدولار إلى 4000 ليرة سورية، أي أصبح راتب الموظف السوري 10 دولارات في ظل ارتفاع خيالي في الأسعار، أي أصبحت سوريا فعلياً مقبلة على مجاعة حقيقة فلم يعد بمقدور الشعب سوى الشكوى، وقد حاول النظام سحب تلك الميزة منهم وأصدر قانوناً يقضي بعقاب كل من يشتكي من سوء الأوضاع، ولكن طعم الجوع مر ولم تفلح كل محاولات النظام بقمع الناس فتعالت الأصوات المتذمرة التي أنهكها الجوع والفقر، وكانت الأصوات الأعلى من نصيب الممثلين الذين رغم امتلاكهم للأموال إلا أن انعكاس سوء الأوضاع طالهم أيضاً، فقد وجه الفنان السوري غسان مسعود الذي كان يعد من كبار المؤيدين للنظام نداء للحكومة قائلاً: الذي يعجز أن يجد حلولاً لأزمات المواطن فالأجدر به أن يجلس في منزله فليس من مسؤولية المواطن أن يحل مشاكله بنفسه، وإن هذه الحرب تخيفه أكثر من حرب البواريد والمدافع، وأتبع قائلاً لا تستطيع أن تطلب من مواطن راتبه 40000 ليرة سورية ومصاريفه 400000 ليرة سورية شعارات ومواقف وطنية واستطرد قائلاً: إذا خسرتم الناس خسرتم أمكنتكم وبلدكم ولا تعولوا على شيء آخر واليوم أنتم تخسرون الناس وإنه من الكفر أن يشاهد المواطنون الفواكه بأعينهم ويعجزوا عن شرائها.

أما الإعلامي المؤيد الذي يعمل في قناة سما نزار الفرا فأطلق تصريحات نارية قائلاً: كان الناس في السابق يتهكمون على قنواتنا قائلين إننا نتمنى أن نعيش في سوريا التي تتحدث عنها قناة سما لكن اليوم قناة سما وكل القنوات السورية عاجزة عن تلميع الواقع وتجميله وعندما يطلب من أحد المسؤولين الخروج والحديث للناس يجيب أنهم لا يملكون أي شيء ليقولوه وليست لديهم أي حلول أو حتى إبر مسكنه لإسكات المواطنين.

أما الفنانة هدى شعراوي المعروفة بشخصية أم زكي في باب الحارة والتي طالما عبرت عن حبها وتأيدها ليشار الأسد فقالت: إنها شاهدت بأم عينها أناساً يأكلون من القمامة من شدة الجوع، وصادفت في منطقة باب سريجة أباً يقوم ببيع ابنه لأنه يعجز عن إطعامه، وإن مسؤولية هؤلاء المواطنين تقع على عاتق التجار والدولة وناشدت بشار الأسد لإيجاد حل للمواطنين.

من المعيب والمخجل أن مؤيدي النظام لم تحركهم شلالات الدماء التي روت الأرض السورية، لكن عندما استشعروا الخطر ووصل البل لذقونهم كما يقال بدأت تعلو أصواتهم، في البداية استكثروا على الشعب ثورة كرامة حتى قادتهم الظروف وغباء النظام إلى بداية ثورة جياع بدأت تظهر بوادرها بقوة في مناطق سيطرة النظام. 

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني