fbpx

طفح الكيل

0 248

في صباحات شتائية..

الشمس تتثاءب.. تتمطّى على استحياء خلف الغيوم الداكنة.

أطفال صغار يفترشون الأرصفة.. يعرضون بضائع هزيلة، وآخرون يهرولون عند إشارات المرور يستجدون مسح زجاج السيارات.

امرأة مهلهلة الثياب تمدّ يدها لله.. ورضيعها تحت غطاء خفيف يمتص ما يجود به صدرها.

رجال كثيرون، وجوههم مصفرّة، يجرجرون خطواتهم إلى أماكن عملهم…

مكبرات صوت تطلق دعاية إعلانات تثير الضجيج…

سيارة فارهة تدوس قدم طفل يعرض بضاعته الضئيلة غير عابئة دونما اهتمام.

دراجات نارية تتلوى كالأفعي بين السيارات.

باعة متجولون، وبسطات مصفوفة تسدّ الطريق على المرأة، وأرتال كولبات أكلت الأرصفة وأنصاف الشوارع.

تنافس بين أصحاب الحاجات والقطط والكلاب الضالة على محتويات حاويات قمامة تتكدّس فيها النفايات حتّى فاضت… وحولها تنتشر القاذورات أكواماً.

همسات وصرخات تعلو أن لا محروقات.. ولا كهرباء…

غلاء فاحش يتسارع.. والنّاس إلى المجهول تسير…

ابصق قيحك… ابصق.. لا تخجل…

ابصق.. هناك وجوه…

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني