fbpx

طبول الحرب تُقرع في درعا

0 280

شهدت محافظة درعا في الأسابيع الماضية توتراً كبيراً جراء استقدام قوات النظام المتمثلة بالفرقة الرابعة والميليشيات الرديفة لتعزيزات كبيرة للمحافظة، القوات التي تبين لاحقاً أنها ستتوجه إلى المنطقة الغربية من المحافظة بحثاً عن عناصر ينتمون لتنظيم داعش حسب زعم قادة الفرقة الرابعة في جيش النظام.

لتبدأ قوات النظام في الثالث والعشرين من يناير الجاري حملة عسكرية على منطقة ريف درعا الغربي المتمثلة بعدة مدن وقرى أهمها (طفس، اليادودة، المزيريب، العجمي) رافقها وقفات احتجاجية وتحرك على مستوى اللجان المركزية في درعا.

نُشطاء من المحافظة أكدوا لنينار برس أن الفرقة الرابعة عمدت على محاصرة المنطقة من خلال طوق عسكري مستعينة بذلك بالدبابات والعربات المدرعة والمدافع والآليات الثقيلة وقامت بتقطيع أوصال القرى والبلدات غرب درعا حيث عززت من حواجزها الموجودة بين قرية المزيريب ومدينة طفس الوجهة الأساسية لقوات النظام من جهة وبين قريتي اليادودة والمزيريب.

فيما قامت الفرقة بالدخول إلى المناطق الجنوبية من مدينة طفس والانتشار في السهول المحيطة بها بالآليات الثقيلة وتطويق خيم البدو وإجراء حظر تجوال عليهم بالكامل عليهم إضافة إلى وضع حاجز على مفرق منطقة الأشعري لفصل بلدة المزيريب عن مساكن جلين عن الطريق المؤدي لمدينة طفس في الشمال الغربي.

اشتباكات وقتلى في صفوف النظام غرب درعا:

حاولت قوات النظام في اليوم الثاني من بدء الحملة العسكرية اقتحام مقرات المدعوين معاذ وخلدون الزعبي المتهمين بإيواء مقاتلين يتبعون لتنظيم داعش حيث بدأ الهجوم منذ ساعات الصباح الباكر وجرت اشتباكات مع هذه المجموعات بالقرب من مزرعة الأبقار جنوب غرب طفس حسب مصدر محلي.

مصادر إعلامية غرب درعا قالت: إن الاشتباكات غرب درعا أسفرت عن مقتل أحد عشر عنصراً من الفرقة الرابعة وعطب دبابتين لقوات النظام شمال بلدة اليادودة وسقوط أكثر من خمسة عشر جريحاً فيما قامت قوات النظام باستهداف المقرات وأحياء مدنية في مدينة طفس بقذائف الهاون.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لوثائق لمقاتلين يعملون في صفوف الفرقة الرابعة قالوا إنهم قُتلوا أثناء الاشتباكات التي جرت.

 

توتر غرب درعا واللجان المركزية في المحافظة تعقد العديد من الاجتماعات مع روسيا وقوات النظام:

بعد بدء الحملة العسكرية على المنطقة الغربية من درعا دقت مركزيات محافظة درعا المؤلفة من لجان محلية معارضة كان لها دور بارز في المفاوضات وإجراء اتفاق التسوية أواخر العام 2018 ناقوس الخطر جراء هذه الحملة التي ستجر على المنطقة الويلات حيث تم الاجتماع مع المتنفذين في المنطقة الغربية ومندوبين عن اللواء الثامن في الفيلق الخامس المكون من عناصر وضباط سابقين في صفوف المعارضة بغرض إجبار قوات النظام على إيقاف الحملة العسكرية والذين بدورهم أكدوا على دعمهم للقرارات التي سيتخذها أهالي المنطقة سواء بالمقاومة أو الهدنة.

جرى العديد من الاجتماعات ومن ثم تم اجتماع مع ممثلين عن الروس ممثلين بالعماد أول أندري فلاديميروفيتش وممثل عن قوات النظام، اللواء علي محمود قائد الفرقة الرابعة وأعضاء من اللجان المركزية في كل من محافظة درعا والمنطقة الغربية إضافة إلى ممثلين عن اللواء الثامن شرق درعا.

خلال الاجتماع أكد اللواء علي محمود أن الحملة العسكرية تستهدف إلقاء القبض على أشخاص منتمين لتنظيم داعش يختبئون في مدينة طفس وما حولها وينفذون هجمات ضد قوات النظام.

ولدى رفض اللجان تسليم أي عنصر لقوات النظام إلى أن يتم التأكد من ولاءاتهم وانتماءاتهم هدد الجنرال الروسي باستخدام الطيران الحربي لتدمير مقرات يُقال بأنها لتنظيم داعش.

تهجير وطيران حربي في أجواء درعا:

 

انتهى الاجتماع الأول دون التوصل لاتفاق يتم من خلاله إيقاف الحملة العسكرية ليفاجأ أهالي المنطقة بتحليق للطيران الحربي المقاتل الذي لم يتم التأكد بأنه يتبع لسلاح الجو السوري أو الروسي فوق منطقة طفس دون أن ينفذ أي غارات جوية خلال اجتماعات محلية عقدتها المركزيات واللواء الثامن مع قادة معارضين خضعوا لاتفاق التسوية غرب درعا.

لتلي الجولة الأولى من المفاوضات جولة أُخرى تم فيها طرح قضية تهجير عدد من الأشخاص المنتمين لتنظيم داعش خارج محافظة درعا إلى شمال سوريا وضمت القائمة عدة أشخاص بعضهم كان يعمل مع تنظيم داعش سابقاً وآخرون معارضون وبعدها يتم دراسة تسليم السلاح المتوسط الذي تم بوساطته استهداف قوات النظام وإيقاع قتلى وجرحى في صفوفهم مقابل هدنة لعدة أيام لحين تسليم المطلوبين أنفسهم أو رضوخهم للتهجير.

مصادر عسكرية من درعا كشفت لنينار برس أهداف الفرقة الرابعة الحقيقية من الحملة العسكرية والتي لم تستهدف فقط تنظيم داعش وإنما تم الكشف عن عدة بنود أهمها:

1- السيطرة فعلياً على المنطقة الغربية بالكامل وإحكام القبضة الأمنية عليها.

2- اعتقال المنشقين عن الفرقة الرابعة في منطقة طفس إضافةً إلى المطلوبين للجهات الأمنية.

3- إجبار الشباب غير المنضمين للجيش أو الأفرع الأمنية سواء من عناصر التسوية أو المتخلفين عن الخدمة الإلزامية للانضواء تحت صفوفهم لحماية أنفسهم.

4- البدء باستكمال السيطرة على الحدود بالمنطقة الغربية كمرحلة أولى ومن ثم الحدود مع درعا البلد والمعبر الحدودي القديم ومن ثم السيطرة على معبر نصيب وصولاً لقرى الشريط الحدودي وصولاً لمناطق الفيلق الخامس على الحدود وصولاً للحدود الأردنية مع محافظة السويداء.

5- اعتقال المرتبطين بتنظيم داعش في المنطقة علماً أن الفرقة الرابعة سهلت دخول أعداد كبيرة منهم للمنطقة لخلق ذريعة لحملتهم. 

هذا وتستمر حالة التوتر في محافظة درعا فكيف سيكون السيناريو النهائي لها وهل ينتفض مهد الثورة من جديد ويقلب الطاولة على رأس النظام وحلفائه؟

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني