fbpx

حول أداء المنظمات النسائية العاملة في تركيا

1 881

هناك مراحل تحول كثيرة في الدول والمجتمعات، ويظهر اليوم الأثر الحقيقي الكبير لمنظمات المجتمع المدني في الحياة الاجتماعية والتربوية والسياسية، ومنها منظمات المجتمع المدني السوري، التي تركت أثراً واضحاً لدينا نحن السوريين.

المجتمع المدني ومنظماته حالة جديدة بالنسبة للسوريين، لم تكن موجودة سابقاً، وإن وجدت، فإن عملها كانت أشبه بالجمعيات الخيرية ولم يكن نشاطها يعود بالفائدة على المجتمع، لكن التحولات التي طرأت على المجتمع السوري، ساهمت بإطلاق مجموعة من هذه المنظمات في الداخل السوري ودول الجوار ومنها تركيا.

تنوعت مجالات عمل المنظمات، تربوية، إغاثية، تنموية، سياسية، إضافة إلى المنظمات النسائية التي تعنى بشؤون المرأة والأسرة والطفل، وتفاوت أداؤها بحسب النشاط ونوعيته.

وحول أداء المنظمات وعملها ومدى جدوى هذا العمل والفائدة التي حصل عليها المتدربون والمستفيدون من برامجها، تحدثت لنا عدة شخصيات من السيدات اللواتي انضممن لمنظمات نسائية، وعدد من العاملين في منظمات دولية أو محلية.

من نشاطات منظمة نساء الرقة

تقول السيدة سهام الحمادة مهندسة زراعية متدربة وناشطة في منظمة نساء الغد:

“استفادت النساء السوريات في تركيا من التدريبات والنشاطات بعدة مجالات منها، التوعية الصحية، فقد قدمت ساعدت بعض المنظمات المتخصصة بهذا المجال برفع مستوى الوعي الصحي لدى النساء بما يخصهن ويخص أسرهن”، والتوعية القانونية التي أسهمت بتعريف المرأة بحقوقها وفق قوانين البلد المضيف، كما استفادت النساء من ورشات التعليم المهنية (الخياطة، تصفيف الشعر..) وغيرها، ما مكنهن من إنشاء مشاريع صغيرة تسهم في تحسين ظروفهن المعيشية”.

تحدثت فلك الحسن مديرة منظمة نساء الرقة حول نشاط المنظمة:

“تعاملنا مع النساء السوريات، ولاحظنا تجاوباً كبيراً وجدية في العمل وحملات التوعية، كما لاحظنا وجود أفكار جديدة ومفيدة، هؤلاء النساء رغبن بالاستفادة من البرامج المقدمة من منظمتنا وتعلم مهنة رديفة تفيدهن في دول اللجوء كالخياطة وتصفيف الشعر والأعمال اليدوية المنزلية، كصناعة المعجنات وغيرها، والكثير منهن يعملن الآن ولديهن مشاريعهن الخاصة ويسوقن منتجاتهن بالتعاون مع منظمات تركية، كما أن الانخراط في العمل والتدريب ساعد على تحسين ظروف النساء النفسية والشعور بالمعاناة بعد الظروف العصيبة التي عصفت بسورية”.

رغم ذلك، هناك جوانب كثيرة لم تتم تغطيتها في عمل منظمات المجتمع المدني، فمازال قسم كبير من السوريين بحاجة لزيادة الوعي الثقافي والاجتماعي والقانوني، وتحسين الظروف المعيشية.

والأهم من ذلك، لم يتم توحيد جهود المنظمات أو التنسيق فيما بينها لتحقيق الفائدة الأفضل للمستفيدين من التدريبات والخدمات المقدمة.

ذكرت السيدة نجدين العسكر التي تخرجت في جامعة دمشق اختصاص إرشاد نفسي، وعملت في المراكز الصحية للمهاجرين بإشراف الأمم المتحدة ضمن مشروع المساحة الآمنة للمرأة والطفل وعملت مع وقف الخيرات في مراكز الأيتام التابعة للوقف، بالإضافة للإشراف على مشاريع دعم نفسي للأمهات والأطفال ومنظمة icna الكندية:

“النشاطات والتدريبات لها فائدة كبيرة، ولكن هل شملت هذه التدريبات جميع النساء أو أغلبهن؟. هناك فئات مهمشة لا تصل إليها المنظمات ولا يعرفون بهذه البرامج، كالتعرف على القانون التركي مثلاً.

تقول نجدين: “نعم توجهت تدريبات وفق برامج للنساء والشباب ولكنها لم تغط الشرائح كافة، ففي الأحياء البعيدة والفقيرة، كانت النشاطات قليلة جداً، وصلت فرق جوالة إليها، ولأعداد قليلة، وتوقفت عند مراحل معينة ولم تغط التدريبات جميع شرائح النساء”.

عائشة المحمد طالبة في السنة الأولى في كلية هندسة الطاقة تقول:

“تم تقديم بعض البرامج لكنها قليلة وغير كافية، ومتقطعة، ولم تعط نتائج جيدة، كونها لم تفدنا بالشكل المطلوب كطلاب في الجامعة، المنظمات التي استهدفتنا قليلة جداً، واعتمد الوصول على المعرفة أو القرابة، ما يدل أن استهداف الطالبات لم يكن مدرجاً في برامج هذه المنظمات”.

من المهم جداً العمل على توحيد جهود منظمات المجتمع المدني ومنبر الجمعيات السورية والاندماج في جسم تنسيقي واحد بمساعدة الدول التي تساهم وتعمل لاستقرار وضع السوريون وتمكين المرأة والشباب، والتصدي للفقر، فهذا يساعد على بناء المعرفة على جميع المستويات.

وفي استطلاع رأي قمت به، بيّن لنا أعداد السيدات اللواتي استفدن من برامج المنظمات أو يرغبن في الاستفادة منها، كما تم توضيح البرامج التي تمت الاستفادة منها في هذا المجال:

يبين الاستبيان السابق أن النسبة الأكبر من المشاركين في الاستبيان يرون في البرامج الصحية أولوية بالنسبة للنساء بنسبة 69.6% تليها القانونية بنسبة 60.9% فالمجتمعية بنسبة 52.2% وأخيراً السياسية بنسبة ضئيلة جداً 4.3%.
بينما تظهر نسبة من يرغبن بالمشاركة مرة أخرى في برامج المنظمات بنسبة 91.3% إلى من لا يرغبن بالمشاركة مرة أخرى بنسبة 8.7%
ولدى السؤال عن مدى فائدة هذه البرامج تم التصويت بنسبة 96.6% بأنها مفيدة ونسبة 3.4% قالت بأن بعضها كان غير مفيد.

إن أهمية تأسيس منظمات حقيقية وفعالة، ذات مصداقية عالية، وتوحيد الجهود والتنسيق فيما بينها يسهم كثيراً في لعب دور مهم في مستقبل إعادة البناء في سوريا.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

1 تعليق
  1. Rahaf says

    اتمنى قبولي معكم

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني