حمى الانتخابات وانعكاساتها على الوضع السوري والقضية السورية
في مطلع العام الحالي أجريت الانتخابات الأمريكية التي تم التحضير لها بعد الهجوم الذي رتب له ترامب على مجلس الشيوخ الأمريكي الذي فشل بفوز الحزب الديمقراطي وتربع بايدن على عرش السلطة.
سياسات الحزب الديمقراطي معروفة، فهي استمرار لسياسات أوباما المحبطة تجاه القضية السورية، التي انتهج فيها سياسية الخطوط الحمراء، التي تبين فيما بعد بأنها سياسات الخطوط الخضراء التي سمح فيها بقتل الشعب السوري.
ونتيجة صفقة القتل التي أجراها كيري/لافروف والتي مرت عبر بوابات مصالح الدول وخاصة الكيان الصهيوني، فهذه الانتخابات لن تحقق للقضية السورية إلا مزيداً من المعاناة والتهجير والقتل والتقسيم ومناورات مشبوهة حول قضية المعابر التي باتت واضحة للجميع، ثم أعقبتها انتخابات النظام السوري الهزلية التي شهدها الشعب السوري، ولم يجني منها إلا مزيداً من الانقسام المجتمعي بين موال ومعارض، وتوسيع الهوة في تمزيق المجتمع بين عشائري وقبلي ومناطقي.
هذه الانتخابات لم تجلب للشعب السوري سوى الخيبة ومزيداً من التهجير والتشريد والقتل والتفكيك المجتمعي والفقر والعوز، حيث تتراقص قسد وأشباهها على هذه الانتخابات، وتعزز استثمارها لثروات سورية ومخزونها ومن ثم تأتي الانتخابات الإسرائيلية التي فاز بها حزب اليمين المتشدد الذي يكن العداء للعرب ويكرس احتلال الأراضي الفلسطينية والجولان السوري.
سياسات هذا الحزب المتشدد مرسومة وفق أجندة الحاخامات اليهود المتشددة، التي ترمي إلى مزيد من التوسع والاستيطان والاحتلال ولتمتد هذه الحمى إلى إيران وليفوز بها الحزب المحافظ المتشدد، ويترأس هذه الانتخابات إبراهيم رئيسي المتشدد المعمم والمفروض عليه عقوبات وهمية أمريكية لا تسمن ولا تغني من جوع، وسياسات هذا الحزب معروفة ومرسومة من قبل الولي الفقيه والمعممين لجميع الدول وخاصة الدول العربية حيث يكن لها العداء، وتهدف سياسات هذا الحزب إلى مزيد من التوسع في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأهدافه معروفة لدى الجميع في التغيير الديمغرافي وإرساء مبدأ الطائفية.
وأخيراً لن يجني الشعب السوري من حمى هذه الانتخابات إلا مزيداً من التهجير والقتل والتدمير والتمزيق المجتمعي فلا قادم مخلص ولا مغادر مأسوف عليه بل الجميع في سلة الخذلان فصحوة الحكام لابد أن تسبقها صحوة الشعوب وإلا هذه الحمى سوف تستمر وتستمر معها المعاناة.