fbpx

جنوب سوريا، أزمة الأسعار وخمسة عوامل تؤثر على سعر الصرف

0 215

عانى الأهالي خلال الأيام الماضية في عموم سوريا من تقلبات الأسعار المرتبطة بارتفاع سعر الصرف فيما غرق الجنوب بالارتفاع الجنوني لأسعار السلع والبضائع التي يرتبط سعرها بارتفاع سعر صرف الدولار فيما تحافظ على ثباتها وارتفاعها حتى وإن هبط سعر الصرف.

أسعار عشوائية يحددها البائع وفروق تصل لآلاف الليرات في السلع الأساسية التي يحتاجها المواطن في كل يوم وليس هنالك دخل يغطي أبسط مصاريف العائلة في ظل الإجراءات الحكومية التي وصفها الكثيرون بالفاشلة التي تؤدي تارةً لارتفاع صرف الدولار بشكل جنوني وتارةً أخرى لخفض سعر الصرف الذي لا يرافقه ضبط للسلع والأسعار.

السيد أبو محمد، عامل يعمل في الأعمال الحرة قال لنينار برس: أنا أبٌ لخمسة أطفال معظمهم في المدارس يذهب أولادي الثلاثة الذين هم في سن الابتدائية والإعدادية معظم أيام الشهر دون مصروف جيب فمن أين لي أن آتي بالمال بالكسب الحلال في ظل هذه الظروف؟

ويكمل أبو محمد الزيت تجاوز 12 ألف ليرة سورية والسكر وصل لثلاثة آلاف والأرز ما بين أربعة آلاف وخمسة، الخضار في ارتفاع ونحمد الله على تحسن الطقس فأسعار مواد التدفئة في ارتفاع جنوني أيضاً ولا شيء ينخفض سعره، الأزمة الاقتصادية أعادتنا حوالي 40 عاماً للوراء حتى آباءنا لم يشهدوا هكذا أزمة سابقاً.

الناشط أحمد الزعبي: (اسم وهمي) لأحد نشطاء المحافظة حيث رفض عن كشف اسمه خوفاً من الملاحقات الأمنية التي قد تطاله قال لنينار برس:

دوماً ما تلجأ الحكومة لإجراءات على غرار تلك الإجراءات الجائرة التي استخدمتها في بداية الثورة لقمع الاحتجاجات فبات المواطن يخاف أن ينتقد أي شيء خوفاً من العسس الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي فيما قاموا برفع أسعار البنزين بغرض توفيره لتزداد الأزمة وتصبح أزمات ويصل سعر الليتر الواحد في السوق السوداء لحوالي 3500 ليرة سورية ودخل الموظف حوالي نصف دولار شهرياً والعامل في الأعمال الحرة يصل دخله لدولارين اثنين بأحسن الأحوال أي أن الغالبية تحت خط الفقر.

سوق شارع الشهداء في محافظة درعا

وأضاف، الأسعار لم تنخفض مع انخفاض سعر الصرف بسبب فساد قطاع الرقابة وعدم اتخاذ إجراءات ناجعة لمراقبة وضبط الأسعار ولا يوجد هناك أي مسؤول يخرج للناس ويتكلم وجميع الكلام على الإعلام حول المؤامرة والصبر وتحمل الجوع والعقوبات الاقتصادية ليتابع متسائلاً أليس نظام القتل هو سبب كل تلك الأزمات؟ فيم هم باقون في مناصبهم إن كان الشعب أكبر همومهم، ارحلوا لنعيش!!

بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية رصدت جريدة نينار برس أهم خمسة عوامل تؤثر على سعر الصرف حسب مواقع متخصصة بالاقتصاد وهي:

1- العرض والطلب

وهذا من أهم المبادئ الاقتصادية التي لا تؤثر على الليرة السورية فقط بل على عموم العملات العالمية والسلع والبضائع، فإن كان هناك زيادة في العرض وقلة في الطلب، ستنخفض القيمة من كل بد، والعكس بالعكس.

وضمن ذات السياق، فإن من أبرز المؤثرات على الليرة السورية، هو زيادة المعروض وخاصة طرح فئة خمسة آلاف ليرة دون سحب أموال بمقدارها من الفئات القديمة الأقل قيمة، بالإضافة إلى عدم استطاعة المصرف المركزي السوري طرح عملات لسحب الليرة بسبب نفاد القطع الأجنبي الذي لديه وعدم تغطيته فواتير الاستيراد.

رصدت نينار برس وضع أسواق العملة خلال الأيام الماضية حيث أقبل الأهالي على تحويل أموالهم للدولار الأمريكي مع الارتفاع الجنوني لأسعار الصرف ومع انخفاضها بادروا لتصريف مقتنياتهم للعملة المحلية ما أدى لخسارتهم بشكل كبير.

2- المضاربة على العملة

وهي من أكثر العوامل المؤثرة على قيمة الليرة السورية وغيرها، ويقصد بها شراء كميات كبيرة من العملة أو التخلص منها لصالح عملة أخرى، ويستغل المضاربون التذبذبات السريعة والقوية والتي تفتح شهيّتهم لتحقيق الربح كونها تخلُق فرصاً لكسب الأموال عبر البيع والشراء قصير المدى. ومن الطبيعي أنها تحمل مخاطر كبيرة على المستثمر بالعملات، وبالتالي تزيد من تقلبات سعر العملة.

3- اعتراف الدول بالعملة واستخدامها في التعاملات الدولية أو الثنائية

فهناك كثير من الدول تجري علاقات اقتصادية أو سياسية مشتركة، وتقرر إجراء عمليات التبادل التجاري بالعملة الرسمية للدولة الأخرى، وهذا يؤدي إلى ازدياد الطلب على العملة وسحب كميات منها من الأسواق المحلية، وإدخال عملات أجنبية إلى خزينة الدولة، وبالتالي ارتفاع قيمة العملة، وهذا ما هو مفتقد بالنسبة إلى العملة السورية التي لم يعد لها اعتراف عالمي، ولم يعد لها قيمة شرائية معتبرة.

4- التطورات والأحداث السياسة

وتتسبب الأحداث والتطورات والأزمات الداخلية في سوريا والأحداث في دول الجوار، إلى ازدياد حدة الأزمة الاقتصادية، فيفقد المستثمرون الثقة في أموالهم المدّخرة بهذه العملة. وبالتالي يسحبون أموالهم واستثماراتهم ويخرجونها إلى بلاد مستقرة، فيؤدي ذلك إلى توفر فائض كبير في العملة المحلية فتتراجع.

وبالإضافة إلى ذلك، ففي الحالة السورية زاد عن ذلك العقوبات الغربية المفروضة على الحكومة السورية بسبب عدم تقديم تنازلات حقيقية في الحل السياسي للأوضاع في سورية.

5- الضخ الإعلامي

يعتبر الضخ الإعلامي الإيجابي والدعائي حول تحسن العملة، سواء في القنوات الرسمية أو الأذرع الإعلامية الأخرى التي لها ارتباط ما مع الجهات الحكومية بهدف مصالح ما، أحد الأسباب المؤثرة في قيمة الليرة. فإن إحداث ضجة معلومة الأبعاد قد يؤثر نفسياً في كثير من المضاربين. وبالتالي سيلجؤون إلى طلب الليرة طمعاً في الاستفادة من تحسنها اللاحق، ما سيساهم في زيادة الطلب عليها. والعكس بالعكس أيضاً. وبغض النظر عن العرض والطلب، فإن أسعار العملة تتأثر بشدة بالعواطف البشرية والضجة الإعلامية.

برأيك ما هي الآلية الأمثل لحل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وأثقلت كاهل ساكنيها؟

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني