fbpx

تل (أبو هريرة) وأسرار تاريخ سوريا

0 321

يقع تل (أبو هريرة) على الضفة اليمنى لنهر الفرات، ويبعد عن مدينة الرقة مسافة 80 كلم غرباً. لكنّ هذا الموقع لم يعد موجوداً، إذ غمرته مياه بحيرة سدّ الفرات، ويُعتقدُ أن الموقع كان مسكوناً في عصرين مختلفين، هما العصر الحجري الوسيط 11500 ق.م والعصر الحجري الحديث 9500 ق.م.


يُعتبر تل (أبو هريرة) تلاً واسع الأرجاء والمساحة، وسطحه مليء بالأدوات الهوائية من تلك الفترة الموغلة في القدم، ولقد كان الطريق القديم الواصل بين مدينتي حلب والرقبة يخترق القرية القابعة فوق قمة تل (أبو هريرة).
سُكنَ تل (أبو هريرة) في العصر الحجري الوسيط، وقد عُثر فيه على أدوات من العصر الحجري، مثل المدقّات والرحيّات والقواشط، كما عُثر فيه على مخلفات استيطانية وآثار مواقد.
تدلّ الحفريات الأثرية في التل إلى أن فترة العصر الحجري الوسيط، كانت غنية بالأدوات الصوانية الدقيقة، كذلك تم العثور في المكان على أدوات عظمية مثل المثاقب والإبر.


وفي مرحلة استيطانية ثانية، وهي مرحلة العصر الحجري الحديث، التي تنقسم إلى ثلاث مراحل، مرحلتان قبل الفخّار، والثالثة هي الفخارية، وهي كانت في الألف السادسة قبل الميلاد.
شهد تل (أبو هريرة) تقدماً زراعياً، إضافة إلى أنه غني بالمعادن كالنيكل والكبريتيد والحديد المصهور الغني بالبلاتين، وينتمي إلى الحقب الجليدية.
ويقول مؤرخون إن تل (أبو هريرة) يُعتبر من أهم المواقع الأثرية، حيث يوثّق مرحلة الانتقال من مجتمعات التنقّل والصيد وترك المسكن في الكهوف والمغاور الطبيعية، إلى مجتمعات الاستقرار والزراعة وصناعة الفخّار.
يعتقد أن تسمية التل باسم (أبو هريرة)، يعود إلى الصحابي الشهير (أبو هريرة)، وهو أحد رواة أحاديث النبي محمد بن عبدالله (ص).

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني