تقرير الأمم المتحدة السنوي حول الأطفال والنزاع المسلح عن عام 2022 يكشف عن مأساة الأطفال في سوريا

في جلسة مجلس الأمن الدولي، قدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره السنوي حول الأطفال والنزاع المسلح عن عام 2022، الذي يسلط الضوء على أثر النزاعات المسلحة على الأطفال، كما يوثق الانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال من قبل أطراف النزاع في عدة دول، بما فيها سوريا.

تصنيف سوريا مقارنةً ببقية البلدان:

وفقاً لتصنيف التقرير، احتلت سوريا المرتبة الأسوء في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال، وكذلك كانت رابع أسوء بلد من حيث حوادث القتل والتشويه، بالإضافة إلى ذلك، احتلت سوريا رابع أسوء بلد في العالم من حيث استخدام المدارس والمشافي لأغراض عسكرية.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان مصدر أساسي لبيانات الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا:

كمصدر رئيسي لبيانات الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، بياناً خاصاً في 24 تموز 2023، أكدت أنها تعاونت مع منظمة “اليونيسيف” لرصد وتوثيق الانتهاكات المرتكبة من قبل جميع أطراف النزاع في سوريا.

المسؤولين عن الانتهاكات في سوريا:

من جانبه، كشف التقرير أن النظام السوري وحلفاؤه يتصدرون قائمة مرتكبي الانتهاكات المرتبطة بالقتل والتشويه، وكذلك تصدروا الانتهاكات المتعلقة من حيث الاعتداء على المدارس، بينما تتصدر قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قائمة التجنيد واستخدام للأطفال، وتصدرت أيضاً الانتهاكات المتعلقة باستخدام المدارس والمشافي لأغراض عسكرية.

الانتهاكات المرتكبة في سوريا خلال عام 2022

وثق التقرير 2438 انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال في سوريا خلال عام 2022، تضمنت القتل والتشويه والتجنيد والاحتجاز والاختطاف والعنف الجنسي، بالإضافة إلى الهجمات على المدارس والمشافي واستخدامها لأغراض عسكرية.

أبرز الانتهاكات التي أوردها تقرير الأمين العام:

 1: القتل والتشويه:

سجل التقرير 8631 حالة قتل وتشويه للأطفال في العالم، في سوريا تحقق التقرير من قتل وتشويه 711 طفلاً، قتل منهم 307 وتعرض للتشويه 404 أطفال، وأشار التقرير إلى استخدام الذخائر المتفجرة والتي تمثلت بنحو 26% من الأساليب المستخدمة في هذه الجرائم، وأوضح التقرير بأن سوريا تحتل رابع أسوأ بلد في العالم من حيث القتل والتشويه للأطفال، بعد أوكرانيا وأفغانستان والصومال.

وبحسب التقرير فإن الذخائر المتفجرة والألغام الأرضية تشكل نحو 53 % من أساليب القتل والتشويه، و30 % نتيجة عمليات القصف، ونسب التقرير 364 حادثة قتل وتشويه إلى جناة مجهولي الهوية، وبحسب التقرير فإن النظام السوري قتل وشوه نحو 178 طفلاً، تلته “قسد” ب 147 طفلاً.

2: التجنيد والاستخدام:

سجل التقرير تجنيد واستخدام 7622 طفلاً، وكانت سوريا أسوأ بلد في العالم بهذا النوع من الانتهاكات، فقد تم تجنيد واستخدام 1696 طفلاً في سوريا في عام 2022، موضحاً أن 1688 منهم قد استخدموا في القتال، وأشار البيان إلى تصاعد أعداد الأطفال المجندين والمستخدمين بالمقارنة مع الأعوام السابقة.

ووفقاً للتقرير فقد كانت قوات “قسد” أكثر الأطراف تجنيدًا واستخدامًا للأطفال ب 658 حالة، تلاها الجيش الوطني ب 616 حالة، فيما حلت هيئة تحرير الشام ثالثاً ب 383 حالة.

3: الاحتجاز والاختطاف:

سجل التقرير اعتقال طفلين على يد قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية بذريعة ارتباطهما بجماعات مسلحة، وأكد التقرير بأن أكثر من 600 طفل لا يزالون محتجزين في شمال شرق سوريا بذريعة ارتباطهم بجماعات مسلحة، خاصة تنظيم داعش.

4: الهجمات على المدارس والمشافي:

سجل التقرير 17 هجومًا على مدارس ومشافٍ في سوريا في عام 2022، تتحمل قوات النظام السوري والقوات الموالية لها مسؤولية أغلب هذه الهجمات، وعلى صعيد استخدام المدارس والمشافي لأغراض عسكرية، فقد سجل التقرير 50 حادثة، حمل قوات “قسد” مسؤولية 42 منها، وقوات النظام السوري والقوات الموالية لها ست حوادث.

5: منع وصول المساعدات:

من جهة أخرى، منعت بعض أطراف النزاع من وصول المساعدات الإنسانية في سوريا، وتسبب ذلك في تفاقم الوضع الإنساني وتضخمت المأساة التي يعيشها الأطفال هناك.

 حيث أكد التقرير منع وصول المساعدات الإنسانية في سبع حالات، وكان تنظيم داعش الأكثر تورطاً بها ب ثلاث حالات، تلتها “قسد” وقوات المعارضة المسلحة والنظام السوري.

 وأوضح التقرير تورط القوات الروسية في بعض الحوادث من خلال استخدامها “حق الفيتو” في مجلس الأمن لعرقلة دخول المساعدات الإنسانية لسوريا بما لا يقل عن خمس مرات.

وختم البيان بالتأكيد على أهمية وحيوية تعاون “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مع آلية الرصد والإبلاغ في سوريا لتوثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل في سوريا، كما أكد على أهمية مشاركة البيانات للضغط على مرتكبي الانتهاكات، أملاً في أن تؤدي مثل هكذا تقارير إلى الضغط على جميع أطراف النزاع في سوريا مما يدفعهم للتوقف عن ارتكاب انتهاكات بحق أطفال سوريا.