fbpx

بوح شعري..  

0 100

للرغبة أنياب

حين أضعتُ ثديي..  يا صديقي الغريب..

وجدتُه يغازل زبد البحر حد الذوبان

لم أكن أعرف حينها أن لماء أنوثتي رائحة السرخس

وأن للرغبة أنياب..

نهشتني ملوحة الماء..  أيقظتْ قبيلة النساء الغافية تحت جلدي..  وأيقظَتَكْ

صرتُ ألف حورية..

قالت لي عرّافة المحيط..  إن رمال الشاطئ.. بقايا أجساد العابرات

لذا تجدين الأجساد مستلقية عليها وكأنها في غيبوبه..

وتلك اللدونه في الرمل هي لدونة دم بكارتهن

شَهَقت وقالت.. حين أضعت ثديي كانت الأسماك قد التهمته.. وتركتِ الآخر شاهدا على المجزرة..

مشينا امرأة وظل.. تعال وأكمل هذا الجسد الناقص..

لا تلمني

لا تلمني على ما أنا عليه يا صديقي الغريب..

علمتني الحياة أن أعيش كل شيء إلى أقصاه

أحيانا أكون ككل النساء الراضيات

أقنع نفسي بأنني حصلت على كل ما أريد..

فثمة من يقول بأن النساء النقاقات يجلبن النحس

أتحايل على هذا الوخز في القلب.. بأنه ألم لنوبة احتشاء وليس حزنا..

أوهم ألم المعده بأنه الجوع.. وليس اعتصار شوق لا أعرف متى يُداوى بعناق..  

أداوي الملل والوحدة.. بالغناء..

حتى لو كان على حساب الجيران..

وحين أفقد الرغبه في عمل أي شيء.. أجالس فنجان قهوتي.. وأبادله الأحاديث..

سأخبرك بسر يا صديقي عن كل النساء العابرات.. اللواتي يشبهنني

جل ما يتقنه

الفرح.. الحزن.. الحلم.. والحب..  والاشتياق..

أهرش فروة رأسي.. كقردة

أنقل النظر بين شاشة الموبايل

وشباك غرفتي..

تزعجني أصوات العصافير منذ الصباح

عبثاً حاولت إسكاتها

صرصور يقطن أذني اليسرى

أعياني صفيره..

بكاء طفلة في بيت الجيران..

يزعج أمومتي

تلك المرأة الجالسة في المرآة أعرفها

لكنها تتجاهلني

سأشغل نفسي ببعض التفاصيل التي تخص النساء..

أطرد الفكرة..

مستفزة تلك السماء تضحك وتعبس في آن معاً..

ربما ستبكي..

عويل جدران البنايات ينذر باكتئاب

وحده طائر الكريم على منشر الغسيل..  

يقود الأوركسترا..

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني