fbpx

اليوم الدولي للصداقة

0 66

الصداقة شمس تسطع في يوم نسائمه تنعش النفس، وخيمة زرقاء تتسع باتساع السماء، وبحر زاخر تمتد شواطئه إلى حدود الأفق البعيد على مرمى النظر، وتترامى أطرافه ليبحر فيه الجميع بسلام ووئام، ورابطة محبة تجمّع القلوب على الوفاء والإيثار، ودوحة باسقة تظلل بوارف فيئها، وما أسعد من يستظل بها بقلب يتفتح للحياة، والمعرفة، والإخاء، والسلام.

الصداقة غذاء الروح، بها ننمو ونترعرع، وبدونها نذبل ونجف كنبات صحراوي، إنها أجمل ما في الحياة، تخيّل نفسك وحيداً، كم يوماً يمكنك الصمود منفرداً؟ الحياة بلا أصدقاء صحراء بلقع، وسهول مجدبة، وفيافي مترامية لا ماء فيها ولا ظلال، ومع الأصدقاء يتحوّل البيت الضيّق حديقة غناء، أشجارها ظليلة، وطيورها مغردة، ونسائمها ندية، وجوها السحر الحلال.

والصداقة رابطة محبة وأخلاق، تجمّع عقول الناس وأفئدتهم على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ومعتقداتهم، وأصدقها تلك السامية فوق الغايات والحاجات، وأسماها ما كانت بين الجنسين (إناثاً وذكوراً) عندما تلتقي الأرواح، وتسمو فوق الغرائز، وتعلو محلقة في عالم الفكر والإنسانية، طاهرة وصافية ومترفعة عن الشوائب الدنيوية.

إن ما نشهده من نزاعات في الشرق الأوسط، وأفريقيا وبعض دول آسيا وأمريكا اللاتينية، بتشجيع الدول الكبرى، وبما يخدم مصالحها الذاتية، ليهدم أواصر الصداقة الحقة فيما بين الشعوب، وبين مكونات شعب الدولة نفسها يشكل مصدر خطر على السلم العالمي، والإقليمي؛ لكنّ ما يبعث الأمل في النفوس ازدياد نشاط المنظمات الإنسانية والدولية لجانب منظمات الأمم المتحدة يجعلنا نتفاءل أن مستقبلاً مشرقاً للخير سيحجم قوى العنف والشر، ويعاظم القوى الخيرة العاملة بروح الصداقة لتحقيق السلام للبشرية جمعاء.

وفي عام 2011، أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية الصداقة عبر العالم، مشددة على أن “الروابط الصادقة بين الشعوب والدول والثقافات والأفراد تعدّ مصدر إلهام لجهود السلام وتعزيز بناء الجسور بين المجتمعات”.

ولهذا جعلت الأمم المتحدة الثلاثين من تموز/يوليو يوماً دولياً للصداقة ليلتقي فيه البشر، كل البشر، من أنحاء العالم بعيداً عن العنف، والعداوة، والبغضاء في رابطة المحبة والإنسانية الداعية إلى تحقيق الأمن والإخاء والسلام.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني