fbpx

النظام السوري يجبر والد طبيبة سورية على الظهور في الإعلام الرسمي، وتشويه سمعة ابنته، بسبب مواقفها المناهضة له

0 238

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر يوم الجمعة 21 أيار2021، إنَّ النظام السوري يُهدد ويعتقل ويعذب أهالي النشطاء السياسيين والعسكريين المعارضين على نحوٍ مشابه لأساليب المافيا، مشيراً إلى إجبار والد الطبيبة الناشطة أماني بلُّور على الظهور في الإعلام الرسمي وتبني رواية الأجهزة الأمنية.
أولاً: النظام السوري يجبر المعتقلين وأقرباء الناشطين على الظهور في الإعلام، وتبني روايات أجهزته الأمنية:
قال التقرير إن النظام السوري لم يكتفِ بعمليات الاعتقال والتعذيب بحق المعارضين سياسياً على خلفية الحراك الشعبي، بل إنه أجبرهم على الظهور على شاشات الإعلام والإدلاء بتصريحات وفقاً لما تمليه عليهم أجهزته الأمنية.
وأضاف التقرير أن النظام السوري في مناطق سيطرته أجبر أهالي المعتقلين أو نشطاء سياسيين خارج سوريا على الظهور على وسائل الإعلام، والتبرؤ من أولادهم واتهامهم بالعمالة للغرب ودعم الإرهاب وغير ذلك من الاتهامات.
وفي هذا السياق سجل التقرير ما لا يقل عن 364حالة ظهور إعلامي لمعتقلين لدى النظام السوري، أو لأهالي نشطاء سياسيين أُجبروا على الحديث عبر وسائل الإعلام الحكومية أو الموالية للنظام بما فيها وسائل إعلام تابعة لحزب الله وإيران وروسيا، وقد تحول قرابة 300 منهم إلى مختفين قسرياً.
ثانياً: النظام السوري يجبر والد طبيبة سورية على تشويه سمعتها بسبب مواقفها المناهضة له
تحدث التقرير عن أن النظام السوري يبذل بمساعدة حليفيه الروسي والإيراني جهوداً ومبالغ مالية ضخمة تهدف إلى تأسيس العديد من المواقع والمنظمات، وإخراج مسلسلات وأفلام وثائقية تصبُّ في خدمة تغيير سردية الأحداث وتُشكِّك في صحة وقوعها، وجعل الصورة ضبابية أمام الرأي العام المحلي والدولي.
وذكر التقرير أن قناة الإخبارية السورية عرضت في 20 نيسان 2021، فيلماً وثائقياً حمل عنوان “من النفق إلى النور” يهدف لإيصال رسالة بأنَّ النظام السوري لم يستخدم أسلحة كيميائية في منطقة الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق، واستجلبت الأجهزة الأمنية عدداً من العاملين في المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية، وأمرتهم بتأدية هذه الأدوار مقابل عدم تشريدهم قسرياً أو اعتقالهم وتعذيبهم.
وقال التقرير إن الفيلم عمدَ إلى تشويه صورة الطبيبة أماني بلُّور والطبيب سليم نمور، اللذان عملا على إسعاف الجرحى والمصابين من قصف النظام السوري بالأسلحة الكيميائية والأسلحة التقليدية على مدى سنوات طويلة، حيث استدعى النظام السوري والد الطبيبة أماني بلُّور الذي بقي في الغوطة الشرقية، وأجبره على الظهور في الفيلم، ونفي الهجمات الكيميائية واعتبارها هجمات مصطنعة ومفبركة من قبل الإرهابيين.
وطبقاً للتقرير فقد تعمَّد النظام السوري إساءة وتشويه صورة الطبيبة أماني بلُّور؛ نظراً للدور الكبير الذي لعبته خلال وجودها في مشفى الكهف، وبعد تشرديها قسرياً من الغوطة الشرقية عقبَ سيطرة النظام السوري عليها بعد هجومه الكيميائي على مدينة دوما في نيسان/2018.
وفي هذا السياق عرض التقرير أبرز إنجازات الطبيبة الناشطة أماني محمد بلُّور، التي جعلت النظام السوري يستهدفها وعائلتها، والتي كان آخرها مشاركتها في جلسة خاصة لمجلس الأمن، عن الوضع الإنساني في سوريا، التي أدلت خلالها بشهادتها عن هجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على غوطتي دمشق في 21 آب2013 .
ثالثاً: النظام السوري يعتقل قرابة 20 ألف مواطن سوري على خلفية قرابتهم بنشطاء سياسيين ضده
قال التقرير إن النظام السوري عاقب المعارضين السياسيين له بشتى الأساليب، ولعلَّ استهداف العائلة والأصدقاء والأقرباء كان من أشدِّ الأساليب وحشية، الأمر الذي يُشير إلى أنه ليس نظاماً سياسياً دكتاتورياً فحسب، بل هذه التصرفات الهمجية عادة ما تلجأ إليها المافيا.
وطبقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 20847 شخصاً بينهم 13 طفلاً و27 سيدة لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى قوات النظام السوري على خلفية صلات القربى التي تربطهم بنشطاء في الحراك الشعبي أو معارضين للنظام السوري منذ آذار2011 حتى 21 أيار2021.
وأضاف التقرير أنهم يشكلون قرابة 16% من حصيلة المعتقلين أو المختفين قسرياً لدى قوات النظام السوري، ومن بينهم ما لا يقل عن 137 شخصاً تجاوزت أعمارهم السبعين عاماً. بينما بلغت حصيلة من تعرضوا للاعتقال على خلفية صلات قربى تربطهم بمطلوبين للنظام وأفرج عنهم لاحقاً، ما لا يقل عن 7929 شخصاً بينهم 147 طفلاً و180 سيدة.
رابعاً: الاستنتاجات
أكَّد التقرير أن النظام السوري أجبر أقرباء النشطاء السياسيين الموجودين في مناطق سيطرته على الظهور على وسائل الإعلام الموالية له، والحديث وفقاً لما تمليه عليهم الأجهزة الأمنية بما في ذلك إدانة أقربائهم، والتبرؤ منهم.
كما استولى على جميع وسائل الإعلام الحكومية وسخَّرها لنفي الانتهاكات التي مارسها ولصقها بالإرهابيين، في سعي منه لخلق حالة من الضبابية والجدل والتشكيك.
وأوضح التقرير أن النظام السوري اتبع أساليب المافيا عبر تهديد المعارضين السياسيين بقتل واغتصاب واعتقال عائلاتهم، ولم يسلم من ذلك النساء والأطفال.
وأضاف التقرير أن النظام السوري اتبع تكتيك اعتقال وإخفاء وتعذيب أهالي الأشخاص الناشطين في الحراك الشعبي بشكل واسع ومدروس، من أجل ردعهم ومعاقبتهم على نشاطهم ضده، ولإرهاب شرائح أخرى من المجتمع من اتخاذ خطوات مماثلة خشية على ذويهم.
خامساً: التوصيات
أوصى التقرير مجلس الأمن الدولي بإدانة اتباع النظام السوري أساليب المافيا مع المواطنين السوريين، والتنديد الواضح بإجبار والد أماني بلُّور على المشاركة في الفيلم المؤيد للنظام السوري وبشكل خاص بعد شهادتها أمام مجلس الأمن الدولي.
كما دعا التقرير مجلس الأمن إلى المطالبة بالإفراج الفوري عن قرابة 21 ألف مواطن سوري معتقلون بسبب مشاركة أقربائهم في الحراك الشعبي ضد النظام السوري، والإسراع في تطبيق الانتقال السياسي نحو حكم ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان في سوريا.
طالب التقرير النظام السوري بالكفِّ عن استغلال عائلات المعارضين واستخدامهم ضمن البروباغندا الإعلامية التي يروِّج لها، والتَّوقف عن استخدام مؤسسات الدولة لصالح تبرئته من الانتهاكات الفظيعة التي مارسها.
إلى غير ذلك من توصيات إضافية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني