fbpx

الفلسطيني ويوم الأرض

0 99

ليست فلسطين مشكلة يختلف حول حلها غازٍ صهيوني محتل من جهة وفلسطيني لاجئ وواقع تحت الاحتلال من جهة ثانية.

فلسطين ليست مسألة تتناولها الدول لتقرر مصير شعبها في غياب إرادته الوطنية.

فلسطين هوية موضوعية تقوم على وحدة الأرض والإنسان التي كونت هوية الشعب الفلسطيني، حيث لا انفصال في الهوية بين الأرض والشعب. فلسطين كفاح لا يتجزأ من أجل الهوية التي يراد نفيها، كفاح من أجل الوجود الأصيل، لشعب وقد سلب منه العنصر الضروري لهويته ألا وهو الأرض. إنها وحدة الحقيقة والحق والهوية.

فالهوية الفلسطينية ليست فكرة مجردة اخترعها الفلسطيني اختراعاً، ولم يفتش عنها في ثنايا كتب أسطورية صفراء، ولم يستقوِ بأحد من الخارج لامتلاكها، إنها هي وقائع حياته اليومية، وتاريخية الموصول دون انقطاع ووعيه بوجوده الذي لم ينفصل عن وطنه.

ما كانت لعلاقة الفلسطيني بفلسطين، ان تتحول لعلاقة حب عميق لا يبلى لو لم تتوحد الحقيقة مع الإنسان.

وبالتالي الفلسطيني لم يتوسل حقه من قرارٍ هنا أو إعلان هناك، فكل القرارات تتضاءل أمام الحقيقة الناصعة التي ذكرت.

فحالة سلب العربي الفلسطيني حقه بالوجود الإنساني المتعين بوطنٍ، هو أمام العين الباصرة سلبه أرضه وتاريخه ولغته وطبيعته، حالة هي من الشذوذ لا نجد مثيلاً لها في عالمنا المعاصر، ويراد لهذا الشذوذ أن يتحول إلى واقع طبيعي ودائم بفعل قوة غاشمة.

ونحن الفلسطينيين تجمعنا الهوية الفلسطينية أولاً وقبل أي وعي أيديولوجي ومواقف سياسية فيها اختلاف في النظرة إلى الطريق إليها.

وفي هذا اليوم، يوم الأرض، الفلسطيني ويوم الأرض نقول تأسيساً على ما سبق:

من مآثر الفلسطيني جعله كفاحه من أجل تحرير أرض فلسطين، والحفاظ على هويته على هذه الأرض معنى كلياً.

لقد منح واقعة من وقائع إرادته الواعية المتمسكة ببيته الأبدي الدلالة الرمزية التي لن تبلى.

ففي الثلاثين من آذار1976سالت دم الفلسطيني الأعزل إلا من الحب على أرضه ومن أجل أرضه.

لقد جعل الفلسطيني من هذا اليوم يوماً للأرض وحين أدخل أل التعريف على كلمة أرض، صار يوم الأرض الفلسطيني هو يوم الأرض كل الأرض، الأرض التي أخذت معنى وجودياً بارتباطها بالإنسان. فالوجود لا معنى له إلا في علاقة مع أرض لا ترى معناك إلا عليها. فالأرض مقوم من مقومات الوجود الفردي والجماعي. من ذا الذي يتصور شعباً بلا أرض.

في يوم الأرض قال الفلسطيني لكل غازٍ: شتان ما بين وجودك عابراً على أرضي ووجودي على أرض هي رحمي الأبدي.

في يوم الأرض تأكدت صفة الصهيوني بوصفه مغتصباً في مقابل الفلسطيني الجذر.

في يوم الأرض يجب ألا ننسى يوم الأرض السوري، السوري الذي انتثر على خارطة العالم لاجئاً ففقد رحمه الأبدي بفعل قوة همجية.

تتوحد مأساة السوري والفلسطيني في يوم الأرض في معنى الوجود على الأرض والعودة إلى الأرض.

الأرض الرحم ليست هي أرض المحتل، وليست هي أرض اللجوء، وليست أرض الوهم الأيديولوجي، وليست هي أرض الطغاة العابرين. إنها أرض الإنسان الذي يوحد بين الأرض والحياة، بين الأرض والحرية، بين الأرض والبيت، بين الأرض والحب، بين الأرض وكل أبنائها الذين يوحدهم حب الأرض التي ولدوا من رحمها ويعيشون في حضنها.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني