fbpx

البرد ينهش أجساد السوريين.. وحلول الحكومة الصبر التحمل!!

0 177

انخفاض شديد في درجات الحرارة لم تشهده المدن السورية منذ أكثر من ربع قرن، إذ يعد هذا الشتاء الأسوأ على سوريا بل على الشرق الاوسط بالكامل، فقد استمر هطول الثلج لما بعد شهر آذار الذي يعد بداية فصل الربيع، ودرجات الحرارة في المناطق كافة تحت الصفر، ما زاد وطأة معانة السوريين، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة الشتاء دون أدنى مقومات التدفئة، فالمازوت مثلاً، أهم مصدر للتدفئة بالنسبة لهم، كان سعر الليتر الواحد منه حوالي /20/ ليرة سورية قبل الحرب، والآن وصل سعره إلى /1800/ ليرة سورية، وقد خصصت الحكومة كمية /100/ ليتر فقط لكل عائلة مع انتظار فترات طويلة للحصول عليها، علماً أن قسماً كبيراً من العائلات لم تحصل على هذه الكمية، نتيجة السرقات والمتاجرة بها في السوق السوداء أو كنوع من العقاب لبعض مناطق الريف الذي ثار ضد نظام الأسد فحرموا من مخصصاتهم.

وصل سعر ليتر المازوت مع المنخفض الأخير إلى 5000 ليرة سورية، إذا توفر في السوق، أما الحطب الذي حاول بعض الأهالي استخدامه بدل المازوت، فقد وصل سعر الطن الواحد منه إلى مليون ليرة سورية تقريباً مع صعوبة توفره في بعض المناطق أو بسبب بعض الآثار الجانبية له، أما الغاز فحدث ولا حرج،  فبعد قرار رفع الدعم عن بعض الفئات، أصبح سعر المدعوم منه 11500 ليرة سورية أما غير المدعوم 30000 ليرة سورية، ومع صدور قرار رفع الدعم أوقفت الحكومة توزيع الغاز بالبطاقة الذكية، مستندة إلى ادعاءات غبية مثل انعدام الأسطوانات المعدنية، وعندما طالب الأهالي بتعبئة أسطواناتهم وتأمين احتياجاتهم تذرعوا بالحرب الأوكرانية – الروسية وبشح مشتقات الوقود، ما أدى إلى فقد مادة الغاز المنزلي في أغلب المنازل السورية منذ شهور، وكالعادة توفرت في السوق السوداء بسعر يتراوح بين 100 و170 ألف للأسطوانه ومع تلك الأوضاع اضطر معظم الناس إلى انتظار الكهرباء لتحضير طعامهم باستخدام المواقد الكهربائية. طبعاً الكهرباء لم تكن بحال أفضل، فقد شهدت دمشق تقنيناً لمدة 4 ساعات، مقابل ساعتين، وتنقطع الكهرباء خلال الساعتين أكثر من 6 أو 7 مرات بحجة القطع الترددي الذي يحدث نتيجة زيادة الحمولات، كما تدعي وزارة الكهرباء، أما ريف دمشق فكان التقنين 5 ساعات مقابل ساعة واحدة، وفي بعض المناطق يصل القطع إلى 12 أو 15 ساعة قطع مقابل نصف ساعة فقط، وهنا حصل تضارب بين تصريحات وزير الكهرباء الذي قال إن سبب التقنين القاسي نقص الوقود الوارد إلى المحطات وهو ما نفاه وزير الطاقة الذي قال إن سوء وضع الكهرباء ناتج عن قدم محطات التوليد وعدم إجراء صيانة لها منذ فترة طويلة وعدم قدرتها على تحمل البرد الشديد أو الحر الشديد.

نينار برس أجرت حواراً مع عدد من المواطنين للحديث عن وضعهم في الشتاء.

السيدة ع.ق، تقطن في إحدى مدن ريف دمشق قالت: لقد قمت بالتسجيل على برنامج وين للحصول على مخصصاتي من المازوت، لكن لم يحن دوري حتى الآن، كنت أقوم بإشعال مدفأة المازوت فقط في بداية الشتاء عندما كانت أسعار المازوت مقبولة في السوق السوداء لكن مع البرد الشديد ارتفعت أسعاره ولم يعد بمقدوري شراءه، سألت عن سعر مدفأة الحطب وكان يتجاوز 300 ألف ليرة سورية وسعر طن الحطب 600 ألف ليرة سورية، وليس لي مقدرة على دفع تلك الأسعار، لذلك قمت بشراء مدفأة كهرباء صغيرة استخدمها في أوقات توفر الكهرباء، وباقي الوقت نعتمد على الأغطية الصوفية السميكة لنتقي شر البرد.

الشاب م.ن، الذي يقطن في أحد أحياء دمشق، أخبرنا: كنت أستخدم الحطب للتدفئة، لكن بعد ارتفاع سعره، أصبحت أستخدم أي شيء قابل للاشتعال مثل مخلفات الملابس أو الأشياء المصنوعة من البلاستيك، رغم روائحها الكريهة والضرر الناتج عنها، لكنها أفضل من البرد وآثاره، ودائماً أحمد الله لعدم وجود أطفال صغار لدي، لأنهم سيموتون إما من البرد أو اختناقاً بسبب الروائح الصادرة من المدفأة.

مناشدات كثيرة وجهها الأهالي، كانت أقرب لنداءات استغاثة، لجميع المسؤولين لمساعدتهم ولو بضبط أسعار السوق السوداء ليستطيعوا أن ينعموا ولو بقليل من الدفء، لكن لاحياة لمن تنادي، كل الردود كانت بأننا نخضع لحصار وعلينا الصبر والتحمل، ومزاودات سخيفة تعمق من جروح المواطنين وتزيد من معاناتهم.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني