fbpx

الاغتيالات في مناطق قسد بدير الزور.. صراعات عميقة تديرها PKK

0 165

أثارت محاولة اغتيال الدكتور غسان اليوسف الرئيس المشترك لمجلس دير الزور أسئلة مشروعة لدى قطاعات واسعة من السكان في المنطقة الشرقية من سوريا، ونقصد بالمنطقة الشرقية محافظتي دير الزور والرقة. إذ تعتبر هاتان المحافظتان ذات غالبية عربية مطلقة.

الاغتيال وفق ما تتناقله أوساط في المنطقة الشرقية، يأتي ضمن سلسلة تصفيات، تقوم بها عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني PKK، المصنّف أمريكياً وتركياً، بأنه تنظيم إرهابي.

محاولة الاغتيال تمّت في منطقة الكرامة بين محافظتي دير الزور والرقة، وهي منطقة يبدو أنها مناسبة لهكذا عمليات، حيث تعرض موكب اليوسف لإطلاق نار، لكنه نجا من الاغتيال.

الدكتور غسان اليوسف، أستاذ جامعي، متحالف مع التنظيم الكردي المسمى PYD، وكان قد التحق مع المجلس السياسي المسمى (مجلس سوريا الديمقراطية) الذي يشار إليه اختصاراً بتسمية “مسد”.

وباعتبار أن صراعات ولدت نتيجة هيمنة عناصر قيادية من تنظيم PKK على مقدرات السياسة والاقتصاد والتعليم وغيرها، بين السكان العرب وممثليهم في “مسد” من جهة، وبين عناصر PKK من جهة أخرى، فإن ممثلي العرب في مسد أجروا اتصالات مباشرة مع الأمريكيين من أجل تحرير المنطقة من سيطرة PKK، وهو أمرٌ أزعج الأخيرين، وأرادوا التخلص من الدكتور غسان اليوسف، خشية حدوث اختراق منه لدى الموقف الأمريكي، ما يسحب البساط من تحت وجودهم في دير الزور والرقة.

محاولة اغتيال اليوسف، سبقتها عمليات اغتيال متعددة، وصار ديدن الـ PKK التخلص من معارضي سياساته في المناطق الشرقية من سوريا عبر الاغتيالات، وهذا دليل يجب أن يضاف لدى الأمريكيين على أن هذا التنظيم هو تنظيم غير سوري أولاً، وهو إرهابي بامتياز كما يقول سكان المنطقة.

إن محاولات التقارب بين العرب في المنطقة الشرقية والجانب الأمريكي، هي خطوات تخدم الطرفين في هذه المرحلة، فالعرب سيحصلون على ثقة الأمريكيين، بأنهم قادرون على التحالف معهم من خارج إطار قوات سوريا الديمقراطية أو جناحها السياسي المسمى مسد. والأمريكيون يريدون إخراج الـ PKK من هذه المنطقة بل من سوريا، ليتسنى لهم التخلص من الحرج السياسي الذي سببه تحالفهم المؤقت مع هذا التنظيم، ثم أن خروج PKK من سوريا، سيحرّر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري PYD من هيمنة القادمين من قنديل، ما يساعد في نجاح الحوار الكردي – الكردي في سوريا.

وفق هذه المعطيات، يمكن للمنطقة الشرقية من سوريا، أن تشهد محاولات أخرى لاغتيال كل من يقف ويعارض تنظيم PKK. ولهذا فإن محاولة اغتيال اليوسف يجب أن تقابل بشكٍ وحذر كبيرين من قبل الذين تخاف عناصر قنديل من نشاطهم.

إن الأمريكيين ربما يهمهم بقاء كل الأطراف ضعيفة، من أجل بقاء احتياجهم جميعاً لها، قبل أن تدور الساعات، وتنشأ مقاومة وطنية شريفة، تسعى لطرد الاحتلال الأمريكي، الذي ساهم بتقوية عناصر التنظيمات الكردية الأكثر تطرفاً، وأهمل التنظيمات الوطنية المعتدلة مثل أحزاب المجلس الوطني الكردي.

إن المناطق الشرقية من سوريا مقبلة على تغيرات لا أحد يعرف مساحتها وأثرها على الإقليم كله. 

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني