fbpx

استهداف الصحفيين في سوريا: اعتداء على الحقيقة وانتهاك للقانون الدولي

0 27

الصحافة في مرمى النيران.. جريمة بلا عقاب:

لا تزال حرية الصحافة في سوريا تدفع ثمن النزاع المستمر، حيث بات الصحفيون والنشطاء الإعلاميون عرضة للاستهداف الممنهج، في محاولة لإسكات الحقيقة.

ففي صباح يوم الإثنين، 17 آذار/مارس 2025، تعرّض خمسة إعلاميين للقصف بصاروخ موجّه مضاد للدروع، يُعتقد أنه من طراز “كورنيت”، أُطلق من مواقع تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني داخل الأراضي اللبنانية، وذلك أثناء تأديتهم لعملهم الصحفي على الحدود السورية اللبنانية، وفقاً لتوثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

الهجوم لم يكن عشوائياً، بل استهدف الصحفيين بشكل مباشر، ما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة بينهم، ونقلهم إلى مراكز طبية في محافظة حمص لتلقي العلاج. والمستهدفون هم:

محمد الأشقر – مراسل قناة العربية، من اللاذقية، مواليد 1992.

رستم صلاح – مصور قناة العربية، من اللاذقية.

أيهم البيوش – مراسل منصة SY24، من كفرنبل، إدلب.

كرم السباعي – مراسل وزارة الدفاع السورية، من حمص.

محمد جمال – مراسل وزارة الدفاع السورية، من ريف حلب الجنوبي.

من استهداف الإعلاميين إلى تصعيد عسكري دموي:

وقع الاستهداف في سياق توترات متصاعدة بعد حادثة اختطاف وحشية لثلاثة من عناصر الجيش السوري على يد ميليشيا حزب الله، حيث تم اقتيادهم إلى داخل الأراضي اللبنانية، وأُفيد بمقتل أحدهم رجماً بالحجارة. لاحقاً، نُقلت الجثامين إلى الحكومة الانتقالية السورية عبر معبر جوسية الحدودي، ما أشعل مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل عشرة جنود سوريين على الأقل خلال يومي 16 و17 آذار/مارس.

وفي 18 آذار/مارس، أعلنت وزارتا الدفاع السورية واللبنانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتعزيز التنسيق الأمني، في محاولة لتطويق الأزمة.

إدانة حقوقية: استهداف الصحفيين جريمة حرب:

تُدين الشبكة السورية لحقوق الإنسان هذا الاعتداء بأشد العبارات، مؤكدةً أنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي ينصّ على حماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين لا يجوز استهدافهم.

إن استهداف الإعلاميين بصواريخ مضادة للدروع لا يعتبر فقط انتهاك، بل هو جريمة حرب تهدف إلى إرهاب الصحافة وتكميم الأفواه.

محاسبة الجناة.. مطلب لا يحتمل التأجيل:

تدعو الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى تحقيق دولي مستقل وشفاف، لضمان محاسبة كافة المسؤولين عن هذا الهجوم، بدءاً من صناع القرار وانتهاءً بالمنفذين المباشرين.

 يجب إطلاع الرأي العام السوري والدولي على نتائج التحقيقات، لأن الصمت على مثل هذه الجرائم يعني تكرارها دون رادع.

حرية الصحافة.. معركة مستمرة:

إن استهداف الإعلاميين في سوريا الجديدة لا ينظر إليه بأنه مجرد حادثة عابرة ضمن نزاع مسلح ، بل يمثل جزء من سياسة ممنهجة لإخماد الحقيقة.، وبدون صحافة حرة ومستقلة، ستبقى الانتهاكات مستمرة في الظل، بعيداً عن أعين العدالة.

 أن حرية الصحافة وحماية الصحفيين تتجاوز كونها قضية حقوقية بالأصل، لتتعداها وتصبح شرط أساسي لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا الجديدة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني