fbpx

أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في آذار 2021

0 331

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الاثنين 5 نيسان 2021، تقريرها الشهري الذي يرصد حالة حقوق الإنسان في سوريا، واستعرضت فيه حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في آذار2021، من حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، إضافة إلى حصيلة حالات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، كما سلطت الضوء على الهجمات العشوائية واستخدام الأسلحة الكيميائية، واستخدام الأسلحة غير المشروعة، وعمليات الاعتداء على الأعيان المدنية، التي تمكنت من توثيقها، مشيرة إلى أن مساعدات مؤتمر بروكسل يجب أن ترتبط بمدى احترام وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان والضحايا الأكثر تضرراً.

أولاً: القتل خارج نطاق القانون
قال التقرير: “إنَّ القتل خارج نطاق القانون حصد 177 مدنياً في سوريا في آذار 2021، بينهم 28 طفلاً و35 سيدة، وواحد من الكوادر الطبية، وواحد من كوادر الدفاع المدني، وتسع ضحايا بسبب التعذيب، إضافة إلى ما لا يقل عن أربع مجازر على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، وبذلك أصبحت حصيلة الضحايا المدنيين 428 مدنياً، منذ مطلع عام 2021 حتى نيسان من العام ذاته.

وأوضح التقرير ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين مقارنة بالشهرين الأوليين من العام، حيث تم توثيق مقتل 113 مدنياً في شهر كانون الثاني، ومقتل 138 مدنياً في شهر شباط، وقد شهد شهر آذار سقوط ضحايا على يد القوات الروسية، إضافة إلى عدد كبير من الضحايا نتيجة الألغام.

وذكر التقرير مقتل177 مدنياً في سوريا في آذار 2021، قتل النظام السوري منهم 28 بينهم ثلاثة أطفال، وثلاث سيدات، وقتلت القوات الروسية ستة مدنيين فيما قتلت قوات سوريا الديمقراطية أربعة مدنيين، بينهم طفل وسيدة واحدة. وقتل تنظيم داعش مدنيين، وقتل الجيش الوطني سيدة واحدة. كما سجَّل التقرير مقتل 136 مدنياً، بينهم 24 طفلاً، و30 سيدة على يد جهات أخرى.

وبحسب التقرير فقد شهدت محافظة حماة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الضحايا لهذا الشهر، تلتها محافظتي حلب والحسكة، حيث شكلت نسبة الضحايا في هذه المحافظات قرابة 63% من مجموع الضحايا الكلي، فقد وثق التقرير مقتل 49 ضحية في حماة، و32 ضحية في حلب، تلتهما الحسكة بـ 31 ضحية.

ضحايا بسبب التعذيب:
وثق التقرير في آذار مقتل تسعة أشخاص بسبب التعذيب، جميعهم على يد قوات النظام السوري، وبذلك أصبحت حصيلة الضحايا بسبب التعذيب 26 شخصاً قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ مطلع عام 2021 حتى نيسان من العام ذاته.

كما سجل مقتل شخص واحد من الكوادر الطبية برصاص مجهول المصدر، ومقتل شخص من كوادر الدفاع المدني على يد القوات الروسية.
حصيلة ضحايا المجازر
وثق التقرير أربع مجازر في آذار واحدة على يد قوات النظام السوري، وثلاثة على يد جهات أخرى، بلغت حصيلة ضحاياها 41 مدنياً، بينهم سبعة أطفال، و21 سيدة. وبحسب التقرير توصف المجزرة بأنها الهجوم الذي يتسبَّب في مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص مسالمين دفعة واحدة، وبذلك يتم توثيق ما لا يقل عن سبع مجازر منذ مطلع عام 2021.
حصيلة ضحايا الألغام
سجل التقرير مقتل 51 مدنياً بينهم ستة أطفال و20 سيدة، بسبب الألغام في مناطق متفرقة في سوريا خلال شهر آذار، لتصبح حصيلة الضحايا الذين قتلوا بسبب الألغام منذ بداية عام 2021، 85 مدنياً بينهم 28 طفلاً، وهذا مؤشر على تقصير جميع القوى المسيطرة في نزع الألغام، أو محاولة الكشف عنها وتسويرها وتحذير السكان المحليين منها.
وبحسب التقرير فإنَّ إحصائيات الضحايا تشمل عمليات القتل خارج نطاق القانون من قبل القوى المسيطرة في سوريا، التي وقعت كانتهاك لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان أو القانون الدولي الإنساني، ولا تشمل حالات الوفيات الطبيعية أو بسبب خلافات بين أفراد المجتمع.
ثانياً: الاعتقال التعسفي
وفقاً للتقرير فإن ما لا يقل عن 143 حالة اعتقال تعسفي بينها طفلين، وتسع سيدات، قد تم تسجيلها في آذار على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، تحوَّل 115 منهم إلى مختفين قسرياً، كانت النسبة الأكبر منها في محافظتي دمشق وريفها على يد قوات النظام السوري، التي ترسخ سياسة انعدام حرية التعبير وتلاحق المنتقدين لتدهور الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرتها بحسب التقرير.

كما وثق التقرير ما لا يقل عن 527 حالة اعتقال تعسفي في سوريا في عام 2021، منذ كانون الثاني حتى نيسان، بينهم 37 طفلاً، و22 سيدة، تحول 412 منهم إلى مختفين قسرياً.
وأوضح التقرير ارتفاع معدل حالات الاعتقال التعسفي في كانون الثاني 2021، حيث بلغت 213 حالة، مقارنة بالشهرين التاليين من هذا العام، حيث تم توثيق 171 حالة في شهر شباط، و143 حالة في آذار.
وعزا التقرير ذلك لقيام قوات سوريا الديمقراطية وقوات الجيش الوطني بعمليات اعتقال موسعة، بعضها حدثت بشكل جماعي في المناطق التي يسيطرون عليها.

سجَّل التقرير في آذار ما لا يقل عن 143 حالة اعتقال تعسفي، بينهم طفلان وتسع سيدات، على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، تحوَّل 115 منهم إلى مختفين قسرياً، اعتقل النظام السوري منهم 58 بينهم سيدتان، وتحول 52 منهم إلى مختفين قسرياً، في حين اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية 52 بينهم طفلان، تحول 50 إلى مختفين قسرياً، وذكر التقرير أن الجيش الوطني اعتقل 26 بينهم سبع سيدات، تحول 10 منهم إلى مختفين قسرياً، أما هيئة تحرير الشام فقد اعتقلت سبعة اشخاص، تحول أربعة منهم إلى مختفين قسرياً.

كما استعرض التَّقرير توزُّع حالات الاعتقال التعسفي في آذار بحسب المحافظات، حيث كان أكثرها في محافظة حلب 34، ثم الرقة 32 ، تلتها ريف دمشق 16، ثم دير الزور 14.

ثالثاً: الاعتداء على المراكز الحيوية المدنية
سجل التقرير ما لا يقل عن 31 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية في سوريا منذ مطلع عام 2021 حتى نيسان من العام ذاته، موضحاً ارتفاعاً ملحوظاً في شهر آذار عما كانت عليه في الشهرين السابقين، ويعود السبب في هذا الارتفاع إلى تصعيد الحلف السوري/الروسي المفاجئ وقصفه مناطق حيوية مدنية بعيدة عن خطوط التماس مع فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 6 آذار 2020.

طبقاً للتقرير فإن آذار قد شهد ما لا يقل عن 13 حادثة اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، عشرة منها كانت على يد قوات الحلف السوري/الروسي، وقد تركَّزت في محافظتي إدلب وحلب، وواحدة على يد قوات سوريا الديمقراطية، واثنتين على يد جهات أخرى. وكان من بين هذه الهجمات حادثتي اعتداء على منشآت تعليمية، وثلاثة حوادث على منشآت طبية.
القصف المدفعي والصاروخي
طبقاً للتقرير فقد شهد آذار تصعيداً عسكرياً روسياً هو الأكبر منذ قرابة عام، حيث شنَّت قوات الحلف السوري/الروسي هجمات جوية وأرضية استهدفت مناطق مدنية خارجة عن سيطرة النظام السوري في شمال غرب سوريا، تحتوي هذه المناطق منشآت ومرافق حيوية، أغلبها يتم قصفه للمرة الأولى، كان أبرزها الهجوم على مشفى الأتارب في ريف محافظة حلب، والهجوم على طريق سرمدا – باب الهوى في شمال محافظة إدلب، الذي تسبب بأضرار مادية جسيمة في آليات تعمل على نقل المساعدات الإنسانية ومستودع تابع لمنظمة إغاثية.
كما شنت القوات الروسية في آذار المنصرم غارات على مناطق عدة، استهدفت مناطق مدنية وأخرى عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام، فيما شهدت منطقة معبر الحمران ومنطقة ترحين بريف حلب الشرقي، هجوماً بصواريخ بعيدة المدى من نمط 9M55K، يعتقد أن مصدرها قاعدة حميميم الروسية، أحد هذه الصواريخ على الأقل محمل بذخيرة عنقودية من نمط 9n235، خلف الهجوم أضراراً كبيرة في صهاريج الوقود والحراقات وضحايا مدنيين، وهي المرة الأولى التي يوثق فيها هجوم بذخائر عنقودية منذ حزيران 2020.
ووفقاً للتقرير فقد نشرت وسائل إعلام روسية في الأشهر الأخيرة عمليات تفجير تقوم بها القوات الروسية لمواقع عدة – ضمن المناطق التي استعاد النظام السوري سيطرته عليها بدعم منها – على أنها مراكز سابقة “للإرهابيين”، كان من بينها حادثة تفجير مشفى المغارة المركزي في ريف محافظة حماة، الذي سبق أن تعرض لقصف من قبل القوات ذاتها.
وقال التقرير إن مناطق سيطرة قوات الجيش الوطني في شمال شرق محافظة حلب، شهدت قصفاً صاروخياً ومدفعياً من قبل كل من قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية. فيما تراجعت وتيرة عمليات التفجير في شمال وشرق سوريا في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري، عما كانت عليه في الأشهر السابقة، إلا أنها لم تتوقف وتركزت في آذار في منطقتي عفرين والباب في ريف حلب، ومدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي.
ذكر التقرير أنَّ الأدلة التي جمعها تُشير إلى أنَّ الهجمات وُجّهت ضدَّ المدنيين وأعيان مدنية، وقد ارتكبت قوات الحلف السوري/الروسي جرائم متنوعة من القتل خارج نطاق القانون، من اعتقال وتعذيب وإخفاء قسري، كما تسبَّبت هجماتها وعمليات القصف العشوائي في تدمير المنشآت والأبنية، وهناك أسباب معقولة تحمل على الاعتقاد بأنَّه تم ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على المدنيين في كثير من الحالات.
رابعاً: جائحة كوفيد-19
ذكر التقرير أن حصيلة الإصابات بفيروس كوفيد-19، قد ارتفعت بشكل ملموس في آذار، لاسيما في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة له عن 3321 حالة إصابة، و238 حالة وفاة، وهي الحصيلة الأعلى شهرياً منذ كانون الأول/2020، وأشار إلى أنّ الأرقام المعلن عنها غير دقيقة نتيجة ضعف إمكانات القطاع الصحي المنهار وإشراف الأجهزة الأمنية على وزارات الدولة وما يصدر عنها من تصريحات، وهناك تخوف من أن يستخدم النظام السوري جائحة كوفيد-19 لأغراض سياسية متعلقة بالانتخابات الرئاسية.
أما نظام الإنذار المبكر EWARN في شمال غرب سوريا، فقد أعلن عن 143 حالة إصابة، و229 حالة وفاة، وأشار التقرير إلى أن حصيلة الوفيات المسجلة في آذار هي الأعلى شهرياً منذ الإعلان عن أول حالة إصابة في شمال غرب سوريا في تموز2020.
بينما أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن تسجيل 1451 إصابة و57 حالة وفاة، وهي الحصيلة الأعلى شهرياً منذ كانون الأول 2020.
خامساً: الأوضاع المعيشية
نوَّه التقرير إلى أن المخيمات في شمال وشرق سوريا لا تزال تعاني من تردي الأوضاع الإنسانية، التي تزداد سوءاً في الظروف المناخية القاسية، موضحاً أن العواصف المطرية تسببت بأضرار مادية كبيرة في عشرات مخيمات النازحين في مناطق ريف إدلب الغربي والشمالي وريف حلب الشمالي.
وأضافَ التقرير أن مخيم الهول شرق الحسكة قد شهد في آذار مقتل 26 مدنياً بينهم ثمانية أطفال وثماني سيدات، معظمهم من العراقيين، على يد مسلحين مجهولين يعتقد أنهم يتبعون لخلايا تنظيم داعش، وهي الحصيلة الأعلى في المخيم منذ تأسيسه، لتبلغ حصيلة الضحايا الذين قتلوا في المخيم منذ مطلع هذا العام 43 بينهم 10 أطفال و11 سيدة.
وطبقاً للتقرير ما زال قاطنو مخيم الركبان الواقع شرق حمص قرب الحدود السورية/الأردنية، يواجهون العديد من المشكلات والتحديات ولعلَّ الأوضاع الأمنية المتردية في المخيم تزيد من معاناتهم.
وأضافَ التقرير أن مأساة السوريين اللاجئين في لبنان، تتضاعف بالتزامن مع الانهيار الاقتصادي الذي تشهده الدولة، خاصة في ظل تحميلهم من قبل بعض التيارات السياسية مسؤولية المساهمة في هذا الانهيار.
سادساً: مؤتمر بروكسل الخامس
تحدث التقرير عن مؤتمر بروكسل الخامس حول “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، الذي انعقد على مدار يومي 29 و30 آذار، وترأسه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بحضور أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية، وتعهدت في ختامه الدول المجتمعة بتقديم 3,6 مليار يورو لعام 2021 في حين بلغت 4,9 مليار يورو لعام 2020 في مؤتمر بروكسل الرابع، لسوريا ودول الجوار التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين.
وقال التقرير إن التبرعات التي تم جمعها أقل مما كان من المأمول جمعه في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار جائحة كوفيد-19.
وأعرب التقرير عن الأسف لتحول الغاية من عقد المؤتمر إلى جمع الأموال للشعب السوري والتغاضي عن النواحي السياسية والحقوقية التي كانت من أهداف المؤتمر في بداياته، حيث لم يتم في المؤتمر اتخاذ إجراءات جادة في سبيل تحقيق الأمان للمدنيين والضغط على الأطراف الفاعلة في سبيل تحقيق عملية الانتقال السياسي أو تحقيق خطوات في مسار المحاسبة.
وأشار التقرير إلى الفعالية التي نظمتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الخميس 25 آذار بمشاركة عدد من دول العالم، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاق الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في سوريا وعلى هامش مؤتمر بروكسل الخامس تحت عنوان “سوريا: عقد من الإفلات من العقاب وضرورة المساءلة عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان.”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني