fbpx

آلاف العاملين في القطاع الصحي في سوريا لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري، 98% منهم لدى النظام السوري

0 283

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الجمعة 26 شباط 2021، تقريرها الخاص الذي يرصد حصيلة الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب بحق العاملين في القطاع الصحي على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/2011 حتى شباط/2021.

وقال التقرير:”إنَّ استهداف المراكز والطواقم الطبية كان واحداً من أبشع الفظائع التي مورست خلال النزاع السوري، ولم تقتصر الاعتداءات على عمليات القصف العشوائي أو المقصود على المراكز الطبية، وما تتسبب به من قتل وجرح للكوادر الطبية، بل تعدى ذلك إلى ملاحقات مدروسة تطال العاملين في القطاع الصحي الذين ساهموا في تخفيف معاناة المشاركين في الحراك الشعبي، وعلاج المصابين من المتظاهرين والمعارضين للنظام السوري”.

وتضمن التقرير تصريح مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان “فضل عبد الغني”:

“إن وجود هذا العدد الهائل من الكوادر الطبية خارج مراكز الاحتجاز كان سوف يُساهم بشكل فعال في تخفيف معاناة المجتمع السوري من جائحة كوفيد-19، لكن النظام السوري المتسبب الرئيس في تهشيم المجتمع السوري، لا يكترث بمزيد من الآلام والمعاناة، ولا توجد سلطة قضائية أو تشريعية أو إعلامية لتنتقده وتحاسبه، فالأجهزة الأمنية هي السلطة المطلقة، ولن يُطلقَ سراح الكوادر الطبية، والمجتمع الدولي بما فيه مجلس الأمن ومسارات المفاوضات فشلت في إطلاق سراحهم أو مجرد الكشف عن مصيرهم”.

أولاً: حصيلة الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري:

سجل التقرير ما لا يقل عن 3364 من العاملين في القطاع الصحي لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في سوريا، منذ آذار/2011 حتى شباط/2021، منهم 3329 بينهم 282 سيدة على يد قوات النظام السوري، أي نسبة 98% من إجمالي الحالات مقارنة ببقية أطراف النزاع، ما يدل على تعمده على نحوٍ مخطط ومدروس لملاحقتهم واعتقالهم.

كما سجل التقرير 14 شخصاً على يد قوات سوريا الديمقراطية، وثمانية أشخاص على يد هيئة تحرير الشام، وثمانية أشخاص على يد الجيش الوطني، وخمسة أشخاص، بينهم سيدتين على يد تنظيم داعش. 

ثانياً: حصيلة الضحايا بسبب التعذيب:

طبقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن87  من العاملين في القطاع الصحي قد قتلوا بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، منذ آذار/2011 حتى شباط/2021، قتل النظام السوري منهم  84شخصاً، فهو مسؤول عن قرابة 96 % منهم مقارنة ببقية أطراف النزاع. بينما قتل الجيش الوطني شخصين، وقتلت قوات سوريا الديمقراطية شخصاً واحداً.

وقد أظهر التقرير تصدر محافظتي حمص وحلب حصيلة الضحايا الذين قضوا بسبب التعذيب، بمقتل 16 شخص لكل منهما، تلتهما ريف دمشق 14 ثم درعا 13 فدمشق 11.

كما أظهر التقرير أن الحصيلة الأعلى من الضحايا الذين قتلوا بسبب التعذيب من العاملين في القطاع الصحي، كانت من الأطباء   16ثم الممرضين 15 ثم الطلاب في مجال الصحة 8 والمسعفين 8، ثم متطوعي الهلال الأحمر 5.

ووفقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 9 من العاملين في القطاع الصحي من المختفين قسرياً في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري، قد تم تسجيلهم في دوائر السجل المدني على أنهم متوفون، فيما تم التعرف عبر صور قيصر المسربة من مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري على 5 من العاملين في القطاع ذاته.

واعتبر التقرير أنه في ظلِّ انقسام مجلس الأمن وشلَلِه الكامل، يتوجب التَّحرك على المستوى الوطني والإقليمي لإقامة تحالفات لدعم الشَّعب السوري، ويتجلى ذلك في حمايته من عمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني