fbpx

نتائج الحرب الكارثية على الأطفال السوريين

2 512

تعليم الأطفال خلال فترة الحرب

ليس هناك فرق كبير بين الحرب والعوامل الجوية القاسية التي تمر على البشرية قاطبة، ويمكن لأي امرئ وهو في مقتبل العمر أن يفهم ويستوعب تفاصيل ما يجري، ولكن الطفل هو المتضرر الوحيد من هذه المعمعة التي تجري على الأرض السورية، فالطفل ثروة وطنية بامتياز، وفقدان الطفل يعني فقدان مستقبل البلاد. 

في العام 1946 أثناء الجلاء الفرنسي عن سوريا كانت ثمة صيدلية وحيدة في القامشلي، دون أن يحمل صاحبها أية شهادة رسمية معترف بها، فحافظت الجهات المعنية – آنذاك – على تلك الصيدلية ريثما يتخرج أبناء الدفعة الأولى من طلاب الجامعات الوطنية. تلك الصيدلية كانت تعرف بصيدلية دنحو، وتقع جانب مكتبة مديواية. 

الآن يكرر التاريخ نفسه في هذا السياق، إذ كيف تتم الحرب على الأطفال؟ على مستقبلهم العلمي، والحياتي؟ على مستقبل البلاد؟، لاسيما في ظل تفشي الأمية، بعد تدمير آلاف المدارس، على امتداد خريطة سوريا، وتهجير أهلها، مع الاعتراف بأن المدارس القليلة التي تفتح في دول اللجوء تخرج أميين، لأن كثيرين من معلميها غير أكفاء؟

لن نأتي بجديد، أمام هذه اللوحة القاتمة، إن قلنا إن استهداف عالم الطفولة من صميم مشروع أي نظام مجرم يعمل للقضاء على أي بلد من البلدان، وهو ما تم فعلياً، في سوريا، ومن هنا، فالسؤال:

ماذا ينتظرنا نحن السوريين! 

أجل، لا يخفى على أحد أن الحرب التي طحنت رحاها السوريين، وكان الأطفال الأكثر استهدافاً من ضحاياها، هي إحدى الحروب الأكثر دموية ووحشية في التاريخ الحديث، نتيجة تكالب وانخراط العديد من الدول في معمعتها، كل منها لغرض خاص، وبات من الصعوبة أن نميز بين الصديق والعدو، لطالما أن كلهم ينهب وكلهم يحمل السلاح في وجه الطفولة التي تعتبر بحق وجه وروح وحياة أي مجتمع. 

فبحسب منظمة اليونيسف ولد أكثر من (6) ملايين طفل منذ بدء الأزمة وهؤلاء الأطفال لا يعرفون شيئاً غير الحروب والنزوح من مكان إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى…

ويتعرض الطفل السوري للقتل كل (10) ساعات بسبب العنف، واقتلع أكثر من (2.5) مليون طفل سوري من جذورهم أو مكانهم، إلى البلدان المجاورة، وقد تبنت منظمة اليونيسف نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤخراً شركة جالوب إنترناشيونال مع السوريين في سوريا والأردن ولبنان، وأهم المخاوف التي تواجههم وتواجه عائلاتهم حسب الاستطلاع:

1- الضرر النفسي على الأطفال لا يقل خطورة عن الضرر الجسدي.

2- الأطفال هم من دفع الثمن الأغلى في هذا النزاع.

3- عانى معظم السوريين الذين شملهم الاستطلاع من الإصابة أو النزوح أو وفاة شخص من الأسرة.

4- حيث إن (2.8) مليون طفل سوري محرومون من التعليم، وهناك حوالي (5) ملايين طفل سوري داخل وخارج سوريا يحصلون على التعليم رغم صعوبات وضع أسرهم المعيشي وفي جو ملاحقة السوريين من جانب تلك المجتمعات.

5- ولكي تواصل اليونيسف المساعدة الحيوية للأطفال السوريين تحتاج إلى (575) مليون دولار أمريكي للبرامج داخل سوريا وفي الدول المجاورة من ضمنها (241.2) مليون دولار لبرامج التعليم.

وحيث إن المشكلة الكبيرة تنتظرنا في المستقبل نتيجة هذا الوضع، تصور كل هؤلاء الأطفال كما أسلفنا هم مشاريع للجريمة المنظمة، وهذه ليست لصالح دول الجوار حيث إن الكل ساهم بتلك الجريمة المنظمة التي يعاني منها الطفل السوري، ولا يخفى على أحد أن المصالح الدولية قد ساهمت بشكل كبير بخلق جو الجريمة المنظمة كمستقبل للطفل السوري! وهو أمر كان غائباً عن فكر الآخرين حينما تم اقتسام الكعكة السورية، من دون أن يراعي أحد منهم مستقبل الشعب السوري الذي بات في مأزق خطير جداً، ولست أدري إن كان هناك وقت لإصلاحه أم لا؟ سؤال علينا أن نعنى به، على نحو جدي، وها نحن نقدم مدخل دراسة صغيرة حول هذه المشكلة التي يعتبر حلها لصالح الدول الإقليمية أكثر مما هو لصالح الدول الكبرى!

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

2 التعليقات
  1. F. Leili says

    غياب التعليم و تفشي الجهل من أسوأ نتائج الحرب, لا مستقبل بدون جيل واعٍ و متقدم.
    موضوع شيِّق جداً . سلمت يداك

  2. هاني الاحمد says

    للأسف ستكون مشكلة كبيرة في المستقبل سيضيع جيل كامل، موضوع يستحق القراءة والنقاش، جزاك الله

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني