موجة حر تضرب أوروبا والجراد يعود إلى إيطاليا
منذ أكثر من أسبوع، تضرب موجة حر شديدة بلدان أوروبا الشرقية واليونان، وامتدت قبل أيام إلى سائر بلدان البحر الأبيض المتوسط.
حيث يشعر السكان بالاختناق ويشكو السياح من القيظ وتشتعل النيران في الغابات، حتى أن الجراد عاد إلى إيطاليا.
وتؤكد شهادات السكان من مختلف بلدان المنطقة عدم قدرتهم على الاحتمال. ويقول ألكسندر تيودور المقيم في بوخارست «الأمر لا يطاق»، بعد الانتقال إلى مستوى التأهب في رومانيا في 7 يوليو.
ومثل بوخارست، تشعر أوروبا الشرقية بأكملها بالاختناق جراء موجة الحر الثالثة هذا العام. وقال البروفيسور إيلان كيلمان من جامعة يونيفرسيتي كوليدج لندن: «هذا يتفق تماماً مع ما توقعه العلماء… هذا جزء من تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، وسيزداد الأمر سوءاً إذا لم نتحرك».
وتم وضع 14 مدينة إيطالية (منها روما وباليرمو وفلورنسا وتريستا…) في حالة «إنذار أحمر» بسبب الحرارة والرطوبة. وأدت الموجة الحارة التي تهب على إيطاليا على نحو متقطع منذ عدة أسابيع إلى عودة الجراد إلى المناطق التي ظنت أنها تخلصت منه، مثل إميليا رومانيا.
ضغط حراري
وفي المجر، أغلق مطار ديبريسين، وهو الثاني في البلاد، مؤقتاً لأن سطح مدارجه لم يعد يقاوم «الضغط الحراري». واضطرت شركة السكك الحديد إلى توجيه الركاب إلى الحافلات المكيفة بدلاً من عرباتها المتهالكة.
وفي رومانيا المجاورة، يتكرر انقطاع التيار الكهربائي في المستشفيات بسبب الذروة الاستثنائية المرتبطة باستخدام مكيفات الهواء. وتوفي رجل يبلغ من العمر 45 عاماً بسبب الحر في بلدة بوتوساني، بحسب وزارة الصحة.
وفي اليونان، تجاوزت درجات الحرارة في بعض المناطق 40 درجة مئوية لأكثر من 10 أيام. فكان الحر خانقاً في موقع الأكروبوليس السياحي الشهير والمركز التاريخي لأثينا. وقال سام رزق وهو نادل يبلغ من العمر 19 عاماً، إنه يحاول جذب الزبائن بينما يحرص على «البقاء في الظل» حتى لا يُغمى عليه.
وعلى الشاطئ التركي لبحر إيجه، بلغت الحرارة 40 درجة مئوية، تماماً كما هي الحال في الأناضول في الداخل. وفي البرتغال، حيث ارتفعت الحرارة إلى 40 درجة في ألينتيخو، تم التحذير من ارتفاع خطر حرائق الغابات بشكل خاص في الجنوب والداخل.
النظام البيئي
وكان الحر وبالاً على النظام البيئي مع احتراق آلاف الهكتارات في مقدونيا الشمالية وألبانيا وبلغاريا، حيث أعلن عن تطبيق «الرمز الأحمر» أول من أمس مع توقع وصول الحرارة إلى 43 درجة مئوية.
وتؤكد هانا كلوك، عالمة المناخ من جامعة ريدينغ، أن «سكان المدن الأوروبية سيتعين عليهم ليس فقط تكييف بنيتهم التحتية، بل أيضاً سلوكهم للتعامل مع موجات من الحر يتوقع أن تكون أكثر شدة في المستقبل، حيث يصبح من المستحيل تقريباً الخروج من المنزل في أيام معينة».
ويقول خبراء المناخ المكلفون من قبل الأمم المتحدة، إن موجات الحر صارت أكثر تكراراً وأكثر شدة بسبب تغير المناخ، ويشيرون إلى أن أوروبا هي القارة التي تسجل الارتفاع الأكبر في درجات الحرارة، وذلك بمعدل أسرع مرتين من المتوسط العالمي. ويتعين على النشاط الاقتصادي أيضاً التكيف.
ففي صقلية، تم حظر العمل في الزراعة أو البناء منذ الأربعاء بين الساعة 12:30 ظهراً والساعة 4:00 مساء في الأيام التي تكون فيها المخاطر «مرتفعة» في الخارج. ويسري هذا الإجراء حتى 31 أغسطس.