fbpx

معجم الفجيرة الفلسفي

0 49

يوسف أبو لوز

معجم الفجيرة الفلسفي.. هذا أوّل معجم من نوعه التخصصي يصدر في الإمارات، ويأتي في إطار الحيوية الثقافية التي تشهدها الدولة على أكثر من مستوى.. من الإبداع الأدبي، إلى النمو المتصاعد في قطاع النشر، وليس انتهاءً بظاهرة الترجمة الواسعة من لغات العالم إلى العربية وبالعكس، وكل هذه العافية المعرفية هي أولاً وأخيراً تعزيزٌ قويٌ لظاهرة القراءة في الإمارات.. قبل إصدار المعجم، أصدر بيت الفلسفة في الفجيرة مجموعة كتيّبات فلسفية هي موجزات مكثّفة لحَيَوات وأفكار الكثير من الفلاسفة المهمين في تاريخ ثقافتنا العربية. وكانت هذه الكتب تتعلّق بابن رشد، والفارابي، والكندي، وابن سيناء، وابن طفيل، وابن باجة وغيرهم من فلاسفة، لهم دور تاريخي، كما نعلم ليس في تنويرية الثقافة العربية والإسلامية، فحسب، بل دورهم كان أساسياً في ثقافة أوروبا والغرب، والعالم كلّه.. عرف القارئ في الإمارات، وفي الوطن العربي سلسلة مهمة من المؤلفات الفلسفية العربية والعالمية، صدرت عن مشروع (كلمة) للنشر الذي نقل ثقافات وحضارات الشرق والغرب إلى العربية، ضمن عناوين بالغة الأهمية، لها أثر كبير في تكوين قارئ مثقف موسوعي المعرفة، لكن (معجم الفجيرة الفلسفي) الذي سيكتمل في خمسة أجزاء، يشكل خزانة ثقافية متخصصة لقارئ متخصص أيضاً، لكن حقل الفلسفة أو الفكر الفلسفي، لا يقتصر في أهميته المعرفية على قارئ بعينه، بل ما من أديب، وناقد أدبي وباحث في التراث والأديان والحضارات والعلوم الإنسانية، إلا ويعود إلى الفلسفة ورموزها العربية والإسلامية والعالمية، وهذا هو أيضاً مطلب القارئ الإماراتي والعربي، الذي يجد في الفلسفة إجابات مُشْبِعَة، لتساؤلاته الفكرية، والوجودية، والكونية.

ومن المهم هنا الإشارة إلى كلمة الدكتور أحمد برقاوي في مناسبة صدور المعجم، وهو قال: «.. إن معجم الفجيرة الفلسفي هو أوّل معجم عربي، يضم نخبة كبيرة من أهمّ الفلاسفة والمشتغلين بالفلسفة في معظم البلدان العربية، ومن كونه أوّل معجم يُكتب بذهنية عربية بعيداً عن الحمولات الأيديولوجية، والتصوّرات القَبْلية، ويحتفي بالإرث الفلسفي العربي».

من المهم، حقاً، قراءة الفلسفة في معزل عن الأيديولوجيات، خصوصاً، تلك المحمّلة بأفكار تخدم تيارات أو توجّهات أو كيانات محدّدة ذات صبغة نفعية أو تحريضية أو تعبوية.. ومن المهم أيضاً الحاجة إلى قراءة مقارنة بين الفلسفات، ومعرفة مرجعيات الفيلسوف، ثم الانتباه لذلك الحدّ الدقيق الذي يفصل بين الفكر والفلسفة، فمن يفكّر، ليس كمن يُفلسف.

المعجم مرجع معرفي، يضاف إلى صورة الثقافة المحلية المتصلة بحضارات وثقافات العالم.

المصدر: صحيفة الخليج

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني