fbpx

كورونا وكسوف الشمس وطباخ الريس

0 573

في مشهد يختصر كثيراً من علاقات السلطة بالشعب في بلدان العالم الثالث ، يؤديه الفنان خالد زكي الذي يؤدي دور الرئيس في الفلم المصري “طباخ الريس ” ، إذ ينوي الرئيس الجديد والذي يعمل على أن يكون رئيساً حداثياً على النموذج الديموقراطي الغربي النزول للشارع وتفقد أحوال الشعب ، الأمر الذي يثير ذعر الدائرة المحيطة به والتي تشكل الدولة العميقة في الأنظمة الشمولية والغير معتادة على هكذا تصرف من رئيس الجمهورية ، فتعقد عدد من الاجتماعات يحضرها ضباط المخابرات وأعلى المناصب في الدولة للوصول لتخريجة لهذا المأزق الذي أوقعهم فيه الرئيس بعدما فشلوا في إقناعه بالعدول عن فكرته ، فيصلون إلى فكرة تقول إن لم نستطع أن نمنع الرئيس من الخروج سنمنع الشعب من النزول للشارع ، وبعد تفكير عميق وصلوا بأنهم سيعلنون أن اليوم الذي سيخرج فيه الرئيس للشارع هو يوم كسوف للشمس وأن على المواطنين عدم النزول للشارع حتى لايصابوا بالعمى ، تنجح الفكرة بشكل كبير لولا أن أحد أفراد الشعب ينزل للشارع متحدياً العمى ليحصل على لقمة عيشه وتحدث المفاجآت لاحقاً .

لايبتعد الفلم كثيراً بل يكاد يكون متطابقاً مع سياسات الحكومات العربية والشرق أوسطية مع شعوبها ، فالحكومات تحاول الاستفادة من أي ظرف كان لتحقيق سياساتها ، من هنا تعود بنا الذاكرة لتعميمات السلطة السورية والتي تحذر من الخروج للشارع في مناسبات كثيرة مستخدمة أسلوب التحذير مرة والإنذار مرة أخرى ، ترى ماكانت تخفي السلطة حينها من مشاريع وتصرفات ؟ ، ما الشيء الذي كانت تخفيه عن الشعب السوري ؟ ، لم يكن حينها حافظ الأسد بوارد الخروج للشارع فمن المعروف أنه خلال ثلاثة عقود من حكمه لم يزر ثلاثة أرباع سوريا وأن محافظة مثل ديرالزور لم تطأها قدماه ، وبالتالي فإن أشياء أخرى كانت السلطات تخفيها عن عيون الشعب متذرعة بالخوف على عيونه من كسوف الشمس .

من جهة أخرى فإن هذه الأنظمة تمارس جميع سياساتها بالظل ،  فقد مرت خلال العقدين الماضيين الكثير من الأوبئة والأمراض والتي إنتشرت بسرعة كبيرة جعلت كبرى الدول

والأكثر تقدماً وتطبيقاً لمعايير  الصحة والسلامة تدق ناقوس الخطر خوفاً من إنتشارها ، فجميعنا يذكر إنفلونزا الطيور وفايروس إنفلونزا الخنازير ، وجائحات إيبولا وغيرها والتي ، كانت محل خوف وهلع في أغلب دول العالم .

الغريب أن أغلب تلك الجائحات والأمراض مرت وكأنها سحابة صيف على سوريا ، ولم تعلن الحكومة عن الخوف من إنتشارها وإن أعلنت على استحياء فإنها تنسب الإصابة لقادم ما من دولة أخرى وأنه تم إحتواء المشكلة ( الإصابة ) وكأنه محرم على هذه الفايروسات أن تصيب من هم تحت حكم سلطة الأسد ، بهكذا  عقليات تدار الحكومات المستبدة وكأن الإعتراف بدخول فايروس أو مرض ما هو إهانة تلحق بكبرياء تلك الحكومات والتي هي ذاتها تضحي بشعبها من أجل البقاء في سدة الحكم .

مؤخراً ورغم الضجيج الذي أثاره إنتشار فايروس كورونا في العالم وبالرغم من أن معظم دول العالم أعلنت عن وجود إصابات على أراضيها خاصة تلك التي تعتبر من المتقدنة في مجال السلامة والأمن الصحي ، كألمانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها من عشرات الدول كإيطاليا والسويد وهولندا والصين المصدر الأساس للفايروس .

تصم حكومة الأسد أذانها عن كل تلك الإعترافات وكأنها تعيش في كوكب آخر ، فهل حقيقة تشعر تلك الحكومات بالإهانة أذا أعلن عن إنتشار فايروس أو مرض ما ، فحكومة قتلت مليون شخص وشردت مايقارب العشرة ملايين وأعتقلت نصف مليون ودمرت ثلثي البلاد ، هل تخشى من الإعلان عن إنتشار فايروس ، هل ينطبق عليها المثل القائل يوضع سره بأضعف خلقه .

أم أن تجربة كسوف الشمس أتت أكلها وبانتظار تجربة فايروس كورونا والإعلان عن أول إصابة قادمة ربما من بلد عدو عضو في المؤامرة الكونية على نظام الأسد

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني