fbpx

قراءة أولية في تجربة الفنان التشكيلي السوري الخطاط والشاعر الأستاذ وليد علوش، أحد أعلام الفرات بدير الزور

0 271

في مسيرة فن الخط العربي بدير الزور السورية، تعيش ذكرى جهود عباقرة الخط العربي، وممارسيه الخطاطين السوريين الكبار، حيث يتصدى هؤلاء المبدعون السوريون لهذا الفن العربي الإسلامي العتيق، ما بين عبق الماضي والحاضر، عشاق نذروا أنفسهم رغم كل الظروف التي تعاني منها المجتمعات الشرقية، ومكانة الفنون الجميلة فيه، ولكنهم الأمناء الأنقياء الصادقين الذين أسسوا اللبنات الأولى في مجتمعاتهم، وحياة أبنائها الصغار والكبار، الهواة والمحترفين، وتراهم يقفون لكي يملؤوا الروح المبدعة، ويؤنسوها بالرغم من المخاطر التي يتعرضون لها مسترشدين بقوله تعالى (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)، بالرغم من التعسف المجتمعي، أرسوا دعائم هذا الإبداع الإنساني، وكان جهود تاريخ مسيرة الفنان الخطاط التشكيلي، والتقليدي الكلاسيكي الأستاذ وليد علوش، وهو أستاذي في مادة الخط العربي في سنوات دراستي الرسم والخط والزخرفة والتجليد الفني والنحت وطرق تدريس التربية والتعليم بدير الزور، سنوات بدأت عام 1984 حتى التخرج، كان معلمي الفنان الخطاط وليد علوش، من المبدعين الكبار، والأعلام في وادي الفرات، في مجال تخصصه، حيث يتسابق المبدع الكبير والقدير لإعطاء حصص مادة الخط العربي، وسبورة معهد إعداد المدرسين بدير الزور تشهد، كيف كان ذلك الأستاذ الفنان يبدد وحشة الجلوس في الصفوف، وكيف يضيف ما يملأ أوقات درسنا القيم، وكيف كان يشرح لنا عن كيفية إملاء أوقاتنا الفارغة بكل ماهو إبداعي يدعو للافتخار والنشوة، والزهو المتين، وتعلم لغة أصيلة وتطويرها من داخل متون جمالية قواعدها وحروفها مسعى الأمناء، والأجيال السورية، والأجيال العربية، لهذا كان درسه نموذجياً، ومن هنا طرق باب الدهشة في جوانح آفاقنا الرحبة.

الأستاذ المبدع السوري الخطاط وليد العلوش الذي تطوع ليكون خير أنيس وجليس مع الحرف عند عشاق الحرف ومحبيه، وباشر بإعطاء دروس بفن الخط العربي للراغبين بتعلمه وتطوير ملكاتهم الفنية، سواء في محاضرات على شكل دروس رغبة منه بدوام العلاقة بين المجتمع وهذا الفن التراثي الخالد، وهذه الخطوة الرائدة عندما ترأس إدارة النشاط المدرسي لمادة الخط العربي في مدرسة الموهوبين التخصصية بدير الزور، حيث أشرف على العطاء التدريسي لهذه المادة الهامة في حياة الطلبة الموهوبين والمتعلمين لأصول قواعدها الصعبة والمعقدة، إن لم تجدها لن تتعرف على تفاصيلها الأساسية، التي هي أساس إبداعات شتى بفنونها ومدارسها الفنية، والخط العربي من أعقد الفنون التشكيلية العربية، المعاصرة والتقليدية منها والقديمة، ومن لا يجيد أي من تضاريسها الدقيقة، يفقد الخيط الواصل للتمكن من خطوط الثلث والنسخ والديواني والرقعة، لهذا إبداع المعلم الخطاط يتمثل بجهود استثنائية للأستاذ الراقي وليد علوش، التي كانت خير خطوة لكي يتكامل فيها النشاط للحفاظ على التواصل الفني، فضلاً عن الدعوة لتطبيق شروط نجاح خط الطلبة الأبناء في حياة مجتمعهم، مع عميق سلامة الحواس لإبداع طلابه المبدعين، الخطاطين في دير الزور، حيث كان المعلم، وخير الأمناء المخلصين في المجتمع السوري بدير الزور، وترى ذلك بطريقة التعامل الأخلاقي التربوي الفني، وعدم الانقطاع عن إرساء قواعد الخط العربي عند المحبين لفنه، مع الاستمرارية لشكل العطاء الإنساني في وادي الفرات، حيث كان يقيم ويعمل ويبدع في مجال تخصصه الفني التشكيلي، ستبقى مكانة الأستاذ الخطاط وليد علوش، في أذهان كل من عاصروه في حياته، في شرق سوريا، ومنها أثبت شكل الجدارة الفنية العالية، في طريقة التعليم المثالية التي كانت (السبورة) خير شاهد على إجادته وإمكانياته الفنية العالية في كتابة قواعد الحرف العربي، وهذا خير إثبات ودليل، بأن الحرف لازال بخير على أيدي عشاقه، وكل الأمل في تكريس مكانة هذا الفن الإبداعي المميز، متجاوزاً صفحة الخوف على هذا الفن العربي النادر، وقد أعطى الأمل بالمستقبل لكل من يحرص على ديمومة هذه الفنون الإسلامية، بأن تستمر الحياة بكل جميل فيها. وما له من سمات تكريس هوية الشخصية العربية، وجمال بدائع الفنون الخطية التي تتكرس بوجود عباقرة معلمين، يحرصون على الاستمرار والديمومة، والبذل في سخاء، وذلك عبر جمال الفن والعقل واللسان والابتسامة، والفؤاد والاستقامة والصدق، حيث كان شاعراً شعبياً يكتب الشعر المحكي وقد أخذ منه بعض الفنانين المطربين العرب، منهم الفنان العراقي الكبير الياس خضر بعض كلمات أغانيه، وكان يلقي أشعاره على مستمعيه ويطربون لجمالية الفكرة والنظم والإجادة، ومنهم من كانت تزهو فيه عيون الجمال وهي تعانق لوحاته الفنية الخطية الإعلانية الصادرة من مرسمه (شامة للإعلان) وكيف كانت لوحاته الفنية، تزدهر بالخط والزخرفة الإسلامية والمعاصرة الحديثة، عبر جماليات الإضاءة الكهربائية الملونة الساحرة، وتزداد جمالاً على جمال، حسن المظهر ونصاعة الفكرة المعلنة، والقول البارز، المكتوب بخطوط عربية شتى، تبدأ من الرقعة والديواني والكوفي الهندسي، وحتى المورق منه، لهذا كانت من مميزات أعماله الفنية، الحالة التشكيلية الإبداعية، عندما يكتبها في فن اللوحة التجارية الذي تميز به بين عباقرة فن الخط العربي بدير الزور، في المنطقة الشرقية لسورية، ومنها يحتل مكانة لا يستهان بها في أذهان من عرفوه وعاصروه، فنانين وخطاطين وعامة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني