عودة السوريين الطوعية إلى الشمال المحرر.. ضرورة خطة متكاملة
عودة السوريين إلى الشمال المحرر في بلادهم يعتبر ضرورة، فمن جهة، تحقق عودتهم استقراراً تاماً لهم، على اعتبار أنهم يعيشون في ظل نظام الحماية المؤقتة، وهو نظام وضعته الحكومة التركية استجابة للحجم الكبير من السوريين الذين لجأوا إليها، فهي “أي الحكومة التركية” لا يمكنها تجاهل حجم الضغوطات السياسية من قبل معارضتها، وحجم التضخم الذي يعاني منه الاقتصاد التركي وانعكاس هذا التضخم على العلاقة بين بعض قوى المجتمع التركي وجمهور اللاجئين السوريين في تركيا.
ولكن، لا يمكن الحديث عن عودة حقيقية بدون خطة متكاملة، فمن جهة إذا كان لا بدّ من العودة إلى الشمال، فإن ذلك يقتضي تحقيق ظروف العودة الصحيحة، وأهم هذه الظروف مساكن تستقبل العائدين، وهو ما أعلنت عنه الحكومة التركية، بأنها بالتعاون مع دولة قطر، تقوم ببناء مساكن لمليون عائد من أراضيها إلى الشمال المحرر.
عودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى الشمال تحتاج إلى مناخٍ أمني حقيقي، كذلك، تحتاج إلى توفير فرص عمل من خلال توفير نشاط اقتصادي يستوعب الأعداد الكبيرة ممن هم في سنّ العمل، فهل هذه الظروف متوفرة؟
تأمين فرص عمل
يقول المهندس مقداد السوادي وهو عضو في المجلس السياسي للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية: إن العمل هو الجاذب للناس (فرص عمل من خلال إنشاء معامل ومصانع) وهذا يحتاج إلى منح قروضٍ وتسهيلات لأصحاب قطاعات العمل.
ويعتقد السوادي أن من سيعود هم من يبحث عن هذه الفرص، والتي يجب أن ترفق بقطع أرض منظمة للسكن ليبنوا عليها بيوتهم.
لا يمكن تسميتها عودة طوعية
يقول السيد محمد نور الموسى الأمين العام لحزب بناء سورية الديمقراطي: العودة إلى الشمال السوري إلى البيوت مسبقة الصنع التي تبنى بالتعاون مع دولة قطر لا يمكن أن نسميها عودة طوعية، لأن الأسباب التي وقفت خلف خروج الناس من منازلهم لا تزال موجودة، هذه الأسباب تتمثل بوجود نظام بشّار الأسد، كذلك من الأسباب استمرار حالة الحرب في سورية منذ عام 2011م.
ويضيف الأمين العام محمد نور الموسى: إن الحالة الحربية لا تزال سارية المفعول، ولذلك لا توجد في سورية أي منطقة آمنة لكي يعود إليها اللاجئون، ولذلك لا يوجد ما يمكن تسميته عودة طوعية.
العودة الطوعية.. إيجابيات وسلبيات
يقول السيد مضر الأسعد رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: العودة الطوعية مصطلح له إيجابيات وله سلبيات، من إيجابيات العودة الطوعية هي عودتهم إلى مناطق آمنة. أما سلبيات العودة الطوعية تتلخص بأنها ليس عودة بإرادة من سيعود عموماً، بل هي عودة أقرب للقسرية.
وبرأي رئيس الرابطة السورية مضر الأسعد تبقى العودة الطوعية تحتاج إلى شروط مثل الأمن والأمان وتوفير البنى التحتية من مدارس ومستوصفات وإنشاء المعامل وتوفير الخدمات.
الإعلامي السوري رياض الخطيب له رأي آخر حول العودة الطوعية، حيث يقول:
بالنسبة لعودة السوريين الطوعية من تركيا إلى المناطق الآمنة شمال سورية هناك نوعان من الذين يعودون إلى الشمال السوري.
النوع الأول من العائدين هم الذين يعودون بسبب انخفاض قيمة الليرة التركية، مما أدى لارتفاع آجار المنازل والغلاء المعيشي بشكل عام، وعدم توفر فرص العمل، فهذا يؤدي للعودة بشكل مباشر إلى الشمال السوري، لسبب وجود منظمات إغاثية ومخيمات مجانية وهي عبارة خيم أو كرفانات.
ويرى الخطيب أن الأمر الثاني هو العودة اللا طوعية (الترحيل) بسبب الإشكالات التي تصدر عن بعض السوريين الذين يفتعلون مشاكل أو جرائم، أو مما يسيء للدولة والشعب)
إذاً لا يمكن إطلاق صفة طوعية على إعادة اللاجئين السوريين، مالم تكن هذه العودة مقرونة بإرادة حرة لصاحبها.
“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.