fbpx

دور القوى الدولية والإقليمية في الأحداث السورية

0 305

مقدمة عن الوضع في سوريا:

– ملايين السوريين بين شهداء ومهجرين وفي السجون ومقعدين ومختفين قسرياً

– تغيير ديموغرافي واسع: نصف سكان سوريا (13 مليون) تم تهجيرهم إلى خارج سوريا أو نازحين داخل سوريا.

– تم تدمير 50% من البنية التحتية للبلاد

– أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر

– ملايين الأطفال السوريين لا يعرفون غير الحرب والقصف بالبراميل المتفجرة والنزوح والسجون واستشهاد أعز الناس إليهم، وهم يعيشون في الخيام في ظروف لا إنسانية.

– وبالرغم من كل تلك الكوارث والمآسي لم تنضج الإرادة السياسية لدى الدول الكبرى المؤثرة في سوريا وهي الولايات المتحدة وروسيا لكي تقدم حلاً واقعياً مقبولاً للأزمة في سوريا.

– قرارا جنيف 1 (2012)، 2254 (2015) لمجلس الأمن الدولي ولكن لا أحد يريد تطبيقهما وخاصة النظام السوري، الذي لا يعترف بكل هذه القرارات ويعتبر نفسه منتصراً في الحرب وغير مضطر لتقديم تنازلات.

مواقف القوى الدولية والإقليمية في سوريا منذ 2011:

1- موقف الولايات المتحدة في سوريا:

– السمة الأساسية للسياسة الأمريكية في سوريا هي إدارة الأزمة وليس حلها (والدليل أنها كانت تعيق تقدم الجيش الحر ولم ترغب بإزاحة الأسد بالرغم من الفرص المتاحة لإسقاطه وهذا يتفق مع الرغبة الإسرائيلية في إبقاء الأسد كونه خدم إسرائيل لمدة 40 سنة)

– فالتهديد الأمريكي برحيل الأسد والخطوط الحمراء المرتبطة باستخدامه للسلاح الكيماوي (ومقتل ما يقارب ألفي طفل وامرأة وشيخ في الغوطة الشرقية في صيف 2013) لم يتم الالتزام بها.

– تم الاتفاق على نزع السلاح الكيميائي من النظام بضمانة روسية ولكنه لم يسلم كل الكميات والدليل استخدام النظام للغازات السامة في 2017 والتي تم إثباتها من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

– اتضح أن هناك تفاهماً أمريكياً إسرائيلياً روسياً على عدم السماح بإسقاط الأسد (القمة الأمنية الأمريكية الإسرائيلية الروسية في صيف 2019 في إسرائيل)

– الولايات المتحدة خلقت مشكلة كبيرة في شرقي الفرات كونها استخدمت قوات كردية لمحاربة داعش ودعمتها بالسلاح والمال فسيطرت على الجزيرة وشرقي الفرات وبالتالي فواشنطن تتحمل مسؤولية خلق مشكلة كبيرة هناك لأن قوات قسد تابعة لحزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي. والحقيقة أن قوات قسد وكل ما يتبع حزب العمال الكردستاني في سوريا من تشكيلات سياسية ومسلحة تلعب دوراً تخريبياً وتدميرياً وتنتهك حقوق الناس (وخاصة العرب حيث يشكلون 85% من سكان شرقي الفرات) وتنهب خيراتها النفطية والزراعية ولديها ميول انفصالية معلنة.

2- موقف الاتحاد الأوروبي في سوريا:

– الموقف الأوروبي للأسف كان ضعيفاً وتابعاً للموقف الأمريكي.

– والميزة الأساسية للسياسة الأوروبية هي استقبال مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وارتبط ذلك بظروف معقدة تخص التصعيد من قبل الشعبويين واليمين الأوروبي ضد استقبال اللاجئين. 

– واقترنت موجات اللجوء الى أوروبا بحملة إعلامية قذرة في روسيا تتهم السوريين بأنهم أولاً هربوا من داعش (علماً أن أغلبهم هرب من قصف الطيران الأسدي والروسي) واتهموا الهاربين من الجحيم في سوريا بأن أغلبهم يريد تحسين وضعه الاقتصادي وأنهم سيئون وسلوكهم غير حضاري. والواقع يثبت عكس ذلك.

3- الموقف التركي

– في بدايات الثورة سمعنا تصريحات قوية من القيادة التركية لصالح الشعب السوري وضد جرائم الأسد.

– وسرعان ما جابهت تركيا عدداً من التحديات والمشاكل الجدية: التجاذب مع الاتحاد الأوروبي ومع حلف الناتو، إسقاط طائرة حربية روسية عام 2015 وتجميد العلاقات مع روسيا لمدة سنة تكبدت فيها تركيا خسائر اقتصادية تقدر بالمليارات)، محاولة انقلاب فاشلة في تموز 2016 ومحاولة ضرب الاقتصاد التركي (من خلال ضرب الليرة)، ومقتل السفير الروسي في تركيا، وكذلك اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي وغيرها من المشاكل.

– فأصبح الهم الأكبر لتركيا هو حماية أمنها القومي وعدم السماح لحزب الاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني واستطالاته المختلفة من إقامة كيان انفصالي على الحدود الجنوبية لتركيا (الإدارة الذاتية لقسد نشرت في الكتب التعليمية في الجزيرة وشرقي الفرات خرائط لكردستان تشمل 40% من الجغرافيا السورية). ولذلك ساهمت في دعم الموقف الروسي منذ أواخر 2016 عندما نظمت لقاءاً للروس مع الفصائل المسلحة في أنقرة وتبعها في بداية 2017 مفاوضات أستانا التي أعطت نتائج كارثية على الثورة السورية وأخطرها اتفاقيات خفض التصعيد واستعادة روسيا والنظام لثلاث مناطق مهمة لسيطرة النظام.

4- الموقف الإيراني:

– السياسة الخارجية لنظام الملالي في إيران تقوم على التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية (لبنان – العراق – سوريا – اليمن – فلسطين)

– حزب الله اللبناني يعلن صراحة أنه يتلقى الدعم والتمويل من إيران وهو تابع لإيران ولا تهمه دولة لبنان بل الدولة الإسلامية الشيعية العالمية بقيادة الولي الفقيه. ولذلك ارتكب جرائم بحق السوريين ويشارك في القتال في العراق واليمن ويهيمن على الوضع السياسي والأمني في لبنان وهو يمارس الفساد والإتجار بالمخدرات.

– تغلغلت إيران في سوريا، وتقوم بتشييع الناس وتجنيد الأطفال وتهيمن على مؤسسات أمنية وعسكرية وحكومية واجتماعية واقتصادية.  وبالتالي فإيران مسؤولة عن نشر النعرة الطائفية واستخدامها لصالح مشروعها الفارسي.

5- الموقف الروسي:

– وقفت روسيا مع إيران لدعم النظام السوري ولكن للأسف لم تحافظ روسيا على وحدة سوريا ولا على سيادتها ولا على استقلالها فالبلاد تعيش كارثة اقتصادية ومعيشية واجتماعية وصحية بسبب سياسة نظام الأسد وحلفائه.

– فماذا ستفعل روسيا مع الأسد، الشخصية الهزيلة التي ارتكبت جرائم كبرى ضد الشعب السوري وقادت البلاد إلى الدمار، ووجوده يعني بقاء عدم الاستقرار.

– حتى تصريحات الأسد التي يتهم فيها السريان بخطرهم على العروبة والإسلام هي تحريض مباشر ضد السريان والمسيحيين فماذا تقول روسيا لحليفها الأسد، الذي يدعي حماية الأقليات وروسيا كذلك.

– السياسة الروسية في سوريا وصلت إلى طريق مسدود لأنها لا تستطيع ان تضمن مصالحها بوجود الأسد.

– إعادة إعمار سوريا التي تحلم بها روسيا لن تتم بدون إجراء تغييرات سياسية حقيقية لأن الدول الغربية والخليجية تصرح بأنها لن تمول الإعمار إلا بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية (وهذا يجب أن يكون بدون الأسد)

– ما نلاحظه في المواقف الروسية أنها تتناغم مع السياسة الأمريكية في نهاية المطاف (وافقت أمريكا على نتائج مفاوضات أستانا كلها وعلى تشكيل اللجنة الدستورية ومقررات مؤتمر سوتشي وعلى التدخل العسكري الروسي في 2015).

– موسكو لم تقدم أي حل سياسي للوضع في سوريا بل سعت دائماً لإبقاء الأسد وتلميع صورته وهذا يحملها مسؤولية ما جرى في سوريا من دمار هائل وجرائم ضد الانسانية.

– من الغريب وغير الأخلاقي أن نسمع من القادة الروس أنهم جربوا 350 صنفاً من الأسلحة في سوريا ودربوا عشرات الآلاف من الضباط في سوريا. فهل سوريا والسوريون حقل تجارب؟

الاستنتاجات:

– لا يمكن حل الأزمة في سوريا بدون إرادة سياسية لدى أمريكا وروسيا وتركيا.

– لا يمكن حل المشكلة في سوريا بشكل عادل بدون تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2118 و2254

– يجب على روسيا أن تدرك أن مصالحها الحقيقية هي مع الشعب السوري وليس مع عائلة الأسد ونظامه الفاسد (بوتين قال مرة إن بقاء عائلة في السلطة لمدة أربعين عاماً ليس أمراً عادياً).

– من يبني آمالاً على الانتخابات الرئاسية في سوريا في صيف 2021 ، ويعتقد أنها ستحل المشكلة فهو واهم، لأن أي انتخابات بوجود الأسد وأجهزته الأمنية لا معنى لها. ويعرف السوريون على مدى نصف قرن كيف تجري الانتخابات بشكل صوري وتعد نتائجها مسبقاً.

– ويعتبر السماح للأسد بدخول انتخابات جديدة في سوريا جريمة كبرى بحق الشعب السوري ودماء مئات آلاف الشهداء.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني