fbpx

درب الكفاح صعب وأليم ومكلف.. وهناك من يكره أن ينجح الآخرون

0 102

منذ خمسين عاماً وأنا في معمعة الكفاح ضد الديكتاتورية والاستبداد وقهر الإنسان، اعتقلت مرات، إحداها طال زمنها لأكثر من ثمانية أعوام، وكان شيء في روحي وعقلي يقول لي: لا تهن.

إن درب الحرية ليست معبدة بالابتسامات والورود البيضاء، وليست هي أغنية عن حلمٍ ربما حمله جناحاه فظللنا بالعدالة والمحبة وقوة الابداع، هذه الدرب دم وجراح وزنازين معتقلات ووسائل تعذيب، ويأتي من يقول لماذا تورّط نفسك في جهنم كهذه.

أليست الحياة بلا حرية هي عبودية؟ وهل العبيد يمتلكون حيواتهم وأحلامهم وحقهم في الحياة كما يشاؤون؟ فكيف لجبان أن يتخيل أن الحرية وردة في حديقة لا تحتاج سوى من يمرر كفه على عنقها فيمتلكها.

هذا ما حدث ولا يزال يحدث لفصائل الثورة السورية، التي خاضت الحروب مع أعداء كثيرين، أولهم نظام يستعبد البشر والحجر، ولأن الذين لا يريدون خوض غمار حروب الحرية تجدهم ينتقمون بلغة كريهة من رجال سقط آلاف منهم مضرجين بدمائهم وهم يدافعون عن قراهم وبلداتهم وأهلهم وشعبهم.

الجبناء لا يحبون المنتصرين والأبطال، يكرهونهم بحقد أسود، ويختلقون قصصاً عن انتهاكات بحق الناس الأيرياء، كي ينتصروا لنذالة هزيمة أنفسهم الذليلة.

هم ينشرون عبر أوراقهم الصفراء الأكاذيب وفبركات كلامية يدعون أنها أتتهم من مراسليهم، وهؤلاء لا أثر حقيقياً لهم.

هذه الحالة تعرّض لها كثير من قادة ثوار كانوا يقتحمون حصون العدو ولا يهابون الموت، ولعل ما تعرّض له شاب يدعى (أبو حاتم شقرا) لا يخرج عن هذا الطقس الرديء من الكذب الإعلامي والمأجور.

هم اتهموه بوجود معتقلات سرية وكأنه في مكان لا يصله الناس، وهذه كذبة مكشوفة، وحين اغتيلت هفرين الخلف على يد من لا يريد لها أن تصبح ذات وزن سياسي مدعوم من روسيا، قالوا إن أحرار الشرقية اغتالوا امرأة مدنية سياسية، في وقت كان الاغتيال قد حدث في حصونهم القسدية، وأرادوا توظيف الاغتيال عبر حملات إعلامية صفراء، للأسف انخرطت بها مواقع غير اختصاصية بالإعلام وعلومه واستقصاء حقيقة حدث يمكن أن تثيره، لكي يسوقوا الكذبة لدى القوى الكبرى التي توظفهم لتخريب بلادنا.

العجيب في الأمر أن حركة كأحرار الشرقية مع قائدها تتبنى تدريس من لا يملك قدرة متابعة تعليمه فتنفق عليه قدراً من المال يساهم في تنمية العلم وجيل الشباب، ويأتي من يحاول تكذيب الأمر وهو جالس في مقهى في أوربا، يتخيل أنه يستطيع تغيير الحقائق بأكاذيبه. أليس الكذب عاراً؟.

والأكثر عجباً هي مساعدة الناس المحتاجين الذين سحقتهم حرب النظام الأسدي، فينسى جهابذة الإعلام الأصفر أنهم ضحايا ذلك النظام ليفبركوا كذباً أن فصائل الثورة هي من يجوّع الناس.

لا ثورة في العالم لا يقع فيها أخطاء حرب، وهي لا ترقى إلى مستوى جريمة حرب، لأنها أساساً وقعت نتيجة تقدير حربي خاطئ، ومع ذلك تتم محاسبة من يفعل ذلك، فأرواح الناس التي خلقها الله جل جلاله منع أن تهدر دماؤها بغير حق.

نحن كسوريين بحاجة لاستعادة الثقة بأنفسنا، وبالإقرار بواقعنا الحالي على ما هو عليه، وبحاجة إلى الخلاص من قاذورات الشعارات الثورجية الكاذبة، وفضحها، لأنها تخدم أعداء ثورة شعبنا، هذه الثورجيات لم تقدنا يوماً إلا إلى مزيد من الانكسار والإحباط.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني