fbpx

حرب أحرار الشرقية ضد داعش.. لماذا أغمض الأمريكيون أعينهم عنها

0 285

شكّل ما يسمّى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” الذي يُشار إليه اختصاراً بـ “داعش” تهديداً حقيقياً على قوى الثورة السورية، سيما التي لا تنضوي تحت راية “الإسلام السياسي” والإسلام التكفيري، والذي تمثّله وفق مراقبين مهتمين ببنى هذين الفصيلين داعش والنصرة.

إن نشوء فرقة أحرار الشرقية في يناير من عام 2016 ارتكز على هدفين رئيسيين، لهما جذر سياسي واحد، وهو محاربة ودحر نظام الاستبداد الأسدي، ووضح هذا المنحى الثوري في مشاركة “أحرار الشرقية” في معارك ضد الميليشيات الأسدية في حماة وإدلب، إلى جانب الجبهة الوطنية للتحرير.

أما الهدف الثاني والذي لا يقلّ أهمية عن الأول، فكان يتمثّل بقتال تنظيم داعش في منطقة الشمال السوري، وتحديداً معارك أحرار الشرقية في فكّ الحصار المفروض على مارع عام 2016، حيث قاتلت فرقة أحرار الشرقية قوات داعش المحاصرة لمارع وأجبرتها على الانسحاب من المنطقة، وبذلك تمّ تحرير الطريق الواصل بين إعزاز ومارع من قبضة التنظيم الإرهابي المذكور.

معارك أحرار الشرقية في هذه المنطقة أسفرت عن تحرير قرى كفر كلبين وطامية وكلجبرين وتل جبرين وبريشة وتل حسين، واضطر تنظيم داعش إلى الانسحاب من قرى أخرى مثل قره كوبري وعزل تحت ضغط فرقة أحرار الشرقية.

معارك أحرار الشرقية الموثقة تكشف عن تضليل إعلامي وسياسي كبيرين، مارستهما قوى معادية للثورة السورية، يتستر بعضها خلف شعارات الثورة السورية قولاً بينما الممارسة العملية لهذه القوى تصبّ في مصلحة استدامة الاستبداد الأسدي، وفي إرباك نشاط قوى الثورة العسكري الرافض للاستبداد وللحركات الانفصالية ولقوىً مليشياوية ذات بنية طائفية أتت من وراء الحدود لتنصر نظاماً استبدادياً يشبهها ببنيته الطائفية، هذه البنية هي من دفع النظام الأسدي لشنّ حرب مفتوحة ضد الشعب السوري الذي نزل بمظاهرات سلمية مطالباً بحرياته وكرامته وحقوق مواطنته.

إن إغماض الولايات المتحدة الأمريكية لعينيها عن رؤية ما قامت به فصائل الجيش الحر سابقاً، والتي انضوت تحت عباءة جيش واحد هو الجيش الوطني السوري، والذي يتبع لوزارة الدفاع التابعة للحكومة المؤقتة، إنما كانت تقف خلفه رؤى مناصرة لما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” التي تختصر تسميتها بـ (قسد).

الرؤى الأمريكية التي تمّ تبنيها من الإدارة الأمريكية، والتي نتج عنها تصنيف غير عادل البتة، بإدراج شخصيات من فرقة أحرار الشرقية ضمن قائمة العقوبات، التي تصدر عن وزارة الخزانة الأمريكية، يقف خلفها السيد بريت ماكغورك، وهو معروف بتبنيه لحزب العمال الكردستاني التركي المنشأ والمعادي للدولة التركية، والمصنّف على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة وبعض دول أوربا الغربية إضافة إلى تركيا.

هذا التنظيم الإرهابي يعتبر فعلياً وواقعياً التنظيم الأم لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، وهما يقفان خلف إنشاء ما يسمّى (وحدات الحماية الكردية) التي أنشأت ما يسمى (قوات سوريا الديمقراطية)

إن تبنّي بريت ماكغورك لهذين التنظيمين الإرهابيين المعاديين لوحدة سوريا ولثورتها، إنما هو تبنٍ فيه إساءة لسمعة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقف في خط الدفاع عن الحريات والديمقراطية للشعوب. وإن تبنّي ماكغورك لهذه الرؤية، يقف خلفه تقدير سياسي نعتبره خاطئاً، لأنه يضرّ بمصالح الولايات المتحدة ومصالح الشعوب المكافحة من أجل حرياتها ونضالها ضد الديكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية والفصائل الإرهابية التي تشمل ما يسمّى “قوات سوريا الديمقراطية” التي تقهر الشعوب ومنها الشعب السوري.

إن بريت ماكغورك قبل دون سند مادي حقيقي دعاية كاذبة مصدرها PYD، والتي تقول بأن فرقة أحرار الشرقية هي من يقف خلف مقتل هفرين خلف رئيسة حزب جديد تابع لـ PYD، هذا التبنّي للرواية الكاذبة وضع السياسة الأمريكية في سوريا موضع شكٍ لدى قوى الثورة فيها.

إن الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى، لا ينبغي لها الانسياق خلف مواقف سياسية لفصائل إرهابية مثل قسد وحزب العمال الكردستاني، هذه المواقف التي تريد النيل من رباطة جأش فصائل الثورة السورية بمواجهة مشروع انفصالي يعمل عليه فصيل عابر للوطنية السورية هو PYD.

الولايات المتحدة معنية بالتمييز الواقعي بين فصيل أحرار الشرقية الذي قاتل داعش وطردها من مناطق في الشمال السوري، وبين قسد التي وظّفت إصرار وكفاح الأمريكيين لسحق داعش في تنفيذ أجندة تضرّ بمصالح الشعب السوري، من أجل توهم بناء كيان كردي على حساب الجغرافية السورية.

كذلك الولايات المتحدة بقيادة الديمقراطي بايدن مطالبة بتصحيح سياستها حيال الصراع في سوريا، حيث لا تزال تقف في المربع الخاطئ بمساندتها لفصيلين إرهابيين كرديين هما PKK وPYD، فهل ستصحح القيادة الأمريكية هذه السياسة، أم أنها ستذهب في سياسة يحاول بريت ماكغورك تسويقها في نصرة نظام ملالي إيران وحلفائه في قسد وحزب العمال الكردستاني/ مما سيضرّ بمصالحها ومصداقيتها؟

الجواب ننتظره من البيت الأبيض الأمريكي.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني