fbpx

تحديات الحراك في السويداء.. بين ضعف التنظيم والبحث عن التغيير

0 47

منذ بداية الحراك في السويداء في 26 يوليو 2023 ضد النظام السوري، واجهت الحركة تحديات عدة أثرت على قدرتها في تحقيق أهدافها. على الرغم من الروح الثورية التي سادت منذ انطلاق الحراك، إلا أن بعض الأخطاء الداخلية والتحديات الخارجية قللت من تأثيره وفعاليته.

أحد أبرز المشاكل التي واجهها الحراك كانت ضعف التنظيم الداخلي. فقد عانى من غياب هيكل تنظيمي واضح يمكنه توجيه الجهود وتنظيمها، مما أدى إلى ظهور انقسامات بين الفئات المشاركة. هذا الفراغ التنظيمي أعطى النظام فرصة لاستغلال الفجوات وإدخال الشكوك بين الصفوف، مما أثر سلباً على وحدته.

وبالرغم من حجم السويداء، إلا أن المشاركة الشعبية لم تكن بالحجم المتوقع. العديد من القرى كانت أكثر نشاطاً من المدن الكبرى التي لم تشهد حشوداً كبيرة. هذا النقص في الحشد الشعبي أثر على الحراك وأضعف فاعلية الضغط على النظام، مما كانت النتائج أقل من المطلوب.

في البداية، تم السماح برفع العلم الأحمر كرمز للتغيير، ولكن لم يُؤدي ذلك إلى تحسين الوضع الجماهيري. بدلاً من ذلك، استغل النظام هذا الوضع وأدخل مرتزقة لتقليل سقف المطالب وتهدئة الحراك، ما أثر سلباً على فعالية الاحتجاجات.

في مناطق الأقليات الدينية، تعتبر العلمانية بمثابة الطريق الوحيد للحفاظ على الحقوق الثقافية والدينية. هذا التصور يعكس تأثير الفكر الحضاري في السويداء، الذي كان له انتشار كبير في الثمانينيات والتسعينيات. الوعي الثقافي وتأثر الأفكار التقدمية منذ بداية الاستقلال ساهم في دعم هذه النظرة.

من النقاط الأساسية التي كانت: هي التركيز على تطوير آليات تغيير جديدة مثل الإضرابات والعصيان المدني وحل النقابات القائمة واستبدالها بنقابات جديدة. كما كان من الضروري حل المجالس المحلية وإعادة انتخابها لتجديد الشرعية والفعالية. هذه الآليات السلمية كانت ستساهم في تحقيق تغييرات ملموسة بدلاً من التركيز فقط على المواجهة المباشرة.

الحراك، رغم التحديات، تمكن من إنتاج هيئاته السياسية، والتي كانت تعبيراً عن محاولة لتطوير بنية تنظيمية لقيادة الحراك. على الرغم من هذه المحاولة، كانت هناك حاجة لتطوير استراتيجيات واضحة وآليات عمل فعالة للتعامل مع القضايا المطروحة وتعزيز الوحدة بين الفئات المختلفة.

على الرغم من غياب بعض عناصر التخطيط الاستراتيجي، فإن الحراك يعكس أمل حقيقي في التغيير. لتحقيق أهدافه، من الضروري أن تستمر الهيئات السياسية في تعزيز استراتيجيات أكثر تنوعاً وفعالية، تشمل تحسين التنظيم الداخلي، وتطوير آليات سلمية للتغيير، والتركيز على القضايا الأساسية بطريقة مدروسة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني