fbpx

بوتين ومحمد بن سلمان يناقشان في الرياض مسائل تتعلق بالاستثمارات والطاقة والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي

0 67

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرياض الأربعاء في المحطة الثانية من جولة دبلوماسية تشمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، بهدف مناقشة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإنتاج النفط.
وكان بوتين الذي سعى الغرب إلى عزله منذ هجومه في أوكرانيا، قد قلل لبعض الوقت تنقلاته إلى الخارج، لكنه بدأ يعود إلى الساحة الدولية. وبعد استهدافه بمذكرة توقيف بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، كان يخصص رحلاته لزيارة أقرب حلفائه.
وحطت طائرة الرئيس الروسي في الرياض مساء الأربعاء، حيث كان في استقباله أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، وفق الأعراف الدبلوماسية السعودية، على ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
والتقى الرئيس الروسي لاحقا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.
وقال بوتين: “لا شيء يمكن أن يمنع تطوير علاقاتنا الودية”، داعيا ولي العهد السعودي إلى زيارة موسكو.
وأضاف: “من الأهمية بمكان بالنسبة إلينا جميعا أن نتبادل معكم معلومات وتقييمات حول ما يحصل في المنطقة. وأن اجتماعنا يأتي بالتأكيد في الوقت الملائم”.
وقال الأمير محمد بن سلمان بعد اللقاء: “اليوم نتشاطر الكثير من المصالح والكثير من الملفات التي نعمل عليها معا لمصلحة روسيا والمملكة العربية السعودية والشرق الأوسط والعالم أيضا”.
وأضاف أن “التنسيق والعمل السياسي بين البلدين ساعد بإزالة الكثير من الاحتقانات في الشرق الأوسط، وساهم في تعزيز الأمن”.
وكان الكرملين قد أعلن أن بوتين سيبحث مع ولي العهد السعودي مسائل تتعلق بالاستثمارات، وكذلك “تعاونهما في قطاع الطاقة” الذي من شأنه أن يضمن “وضعا مستقرا ويمكن التكهن به” في السوق الدولية.
وفي السعودية أيضا، سيعرض فلاديمير بوتين رؤيته للوضع الدولي، بما يشمل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، و”سبل العمل على وقف التصعيد”، بحسب الرئاسة الروسية.
وفي وقت سابق الأربعاء، قام بوتين بزيارة عمل إلى الإمارات، التقى خلالها نظيره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وحظي بمراسم استقبال رسمية مع حرس الشرف في القصر الرئاسي، بينما عبرت دورية جوية السماء وأطلقت قنابل دخان بألوان العلم الروسي كما سمع إطلاق طلقات مدفعية من مسافة قريبة، وفقا لمشاهد نشرها الكرملين.
وأكد بوتين في بداية لقائه مع الشيخ محمد بن زايد أنه “بفضل موقفكم، وصلت علاقاتنا إلى مستوى غير مسبوق”، مشيدا بدولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها “الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في العالم العربي”، وتحدث عن “مشاريع في قطاع الغاز والنفط”.
ولم تتخذ الإمارات والسعودية موقفا واضحا داعما لموسكو أو لكييف في الحرب في أوكرانيا، إلا أن الرياض رفضت التجاوب مع طلب أمريكي لزيادة إنتاج النفط الذي ارتفعت أسعاره بسبب الحرب.
تغيب بوتين عن آخر الاجتماعات الدولية الكبرى مثل قمة مجموعة العشرين في الهند في أيلول/سبتمبر وقمة مجموعة “بريكس” في جنوب أفريقيا في آب/أغسطس.
وقال إنه تجنب المشاركة في هذه اللقاءات حتى لا “يحرج” المنظمين. ولكن مذكرة المحكمة الجنائية ما زالت تعرقل تحركاته، لأنه قد يتم اعتقاله إذا توجه إلى بلد عضو في المعاهدة التأسيسية للمحكمة. لكن الإمارات والمملكة العربية السعودية لم توقعا على المعاهدة التأسيسية المعروفة بنظام روما.
كان بوتين يفضل حتى الآن السفر إلى بلدان حليفة. ففي تشرين الأول/أكتوبر، استقبله نظيره شي جينبينغ في الصين على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة. وقبل ذلك ببضعة أيام، ذهب إلى قيرغيزستان، وهي دولة أخرى قريبة جدا من موسكو، في أول رحلة له إلى الخارج منذ صدور مذكرة التوقيف عن المحكمة الجنائية الدولية.
لكن الرئيس الروسي يرى راهنا أن السياق الدولي أكثر ملاءمة له.
فقد تعثر الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره هذا الصيف أمام الدفاعات الروسية. أما الدعم غير المشروط الذي كان الغرب يقدمه لكييف حتى الآن، فقد بدأت تظهر عليه علامات الضعف، وذلك بسبب الانقسامات السياسية، وهو ما كان الكرملين يأمل به.
وداخل روسيا، تعافت عائدات النفط، وتم تكميم الأصوات المعارضة للكرملين على نحو منهجي، ويستعد فلاديمير بوتين لإطلاق حملة إعادة انتخابه في شهر آذار/مارس، وهو أمر لم يعد موضع شك.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني