fbpx

انتشار السلاح بين المدنيين.. كارثة إنسانية واجتماعية

0 312

في كل عام يتم إنتاج 12 مليار رصاصة أي ما يكفي لقتل كل شخص في العالم مرتين وفقاً لمنظمة العفو الدولية، في سوريا التي تعيش حرباً متعددة الأطراف يعيش السوريون على هامش الحياة في ظل انعدام الأمن وما يزيد الأمر سوءاً انتشار السلاح بين المدنيين.
في تقرير لمنظمة Small Arms Survey لعام 2020 احتلت سوريا المرتبة 89 عالمياً لانتشار السلاح بين المدنيين بمعدل 8.2 قطعة سلاح لكل 100 شخص.
في شمال وشرق سوريا القصة مختلفة حيث تشهد المنطقة انتشاراً كثيفاً للسلاح بين المدنيين يعود لأسباب عديدة منها انعدام الأمان وحالات الخطف والسطو، العادات والتقاليد العشائرية لأبناء المنطقة، ساهمت سلسلة محاولات داعش والفصائل الأخرى للوصول إلى المنطقة في انتشار السلاح نتيجة لانضمام أعداد كبيرة من أبناء المنطقة لهذه الفصائل واحتفاظهم بالسلاح بعد تراجعها وأيضاً عثور قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على مخازن للأسلحة والعتاد في مناطق الاشتباك يعتقد أن هذا السلاح يتم تهريبه وبيعه لتجار السلاح.
عمليات السطو والسلب التي شهدتها المنطقة، لعبت دوراً كبيراً في انتشار السلاح بين أصحاب رؤوس الأموال ومحلات الصرافة والصاغة لغرض الحماية، حيث أصبح السلاح جزء في كل بيت في المنطقة تقريباً وتسبب في كوارث اجتماعية، حيث سجلت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” خلال إحصائها عام 2020 جرائم قتل وصلت إلى 153 جريمة و59 حالة انتحار و60 عملية سلب باستخدام السلاح، ولا يمكن غض النظر عن تحول سماء المدن إلى ما يشبه ساحات المعارك في كل مناسبة، والضحايا من المدنيين الذين يتعرضون لإصابات من الرصاص الطائش، إضافة لاستخدام السلاح للاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والعائلية كحفلات الزفاف واستقبال الغائبين وتشييع الشهداء من قبل جميع الأطراف سواء، مناطق سيطرة النظام أو مناطق سيطرة قسد.
جرائم القتل باتت تشكل هاجساً لدى السكان حيث شهدت مدينة القامشلي عدة عمليات قتل في شوارع المدينة كان بعضها بدافع الثأر وبعضها الآخر نتيجة خلافات شخصية، كان آخرها قتل المحامي حسن الحوار في أحد مطاعم المدينة نتيجة خلاف شخصي حسب ما ذكرت قوى الأمن الداخلي في بيانها، كما شهدت قرية الدلاوية الخاضعة لسيطرة النظام السوري نشوب خلاف بين عائلتين حول دخول فرس إحدى العائلتين لأرض العائلة الأخرى ما دفع الأخيرة لاستخدام السلاح وتسبب في مجزرة راح ضحيتها 8 أشخاص وإصابة عدد آخر بإصابات بليغة.
معاناة سكان المنطقة مع السلاح العشوائي لا تنتهي هذا السلاح الذي يتوفر إما عن طريق تجار سلاح مدعومين من قسد أو عن طريق ضباط وعناصر النظام السوري الذين يروجون ويوفرون السلاح للراغبين بالحصول عليه دون قيد أو شرط.
الحرب الدائرة في سوريا، التي تسببت في قتل وتشريد وتهجير واختفاء قسري لملايين السوريين رسخت ظواهر كارثية في الواقع السوري فمن ظاهرة التخوين والتخويف إلى انتشار السلاح لحماية الأنفس والأموال في واقع سيء لا يبدو على المدى القريب إمكانية تغييره.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني