fbpx

الناتو يتصدى لروسيا في أوكرايينا ويتجاهل احتلالها للساحل السوري

0 654

من المعروف ومنذ عهد القياصرة كان الروس يحلمون بالوصول إلى المياه الدافئة في المتوسط وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات انحسر النفوذ الروسي باستقلال الدول المجاورة لروسيا كما عمد حلف شمال الأطلسي إلى التضيق على روسيا عندما ضم دول البلقان إلى الناتو ونشر صواريخ في أوروبا الشرقية وتواصل مع جورجيا، وما أثار حفيظة روسيا استغلال الحلف الأطلسي للثورات الملونة في أوكرايينا وضمها للحلف فعمدت إلى احتلال شبه جزيرة القرم وفرضت إدارة موالية لها في شرق أوكرايينا ما جعل الحلف الأطلسي يفرض عقوبات على روسيا ويحاصرها اقتصادياً ويطلب منها الخروج من الأراضي الأوكرايينية، وعلى إثرها ساءت العلاقات بين أمريكا وأوروبا من جهة وبين روسيا التي واجهت عقوبات أوروبية/أمريكية ولا زالت قائمة منذ 2014 إلى يومنا هذا.
إلا أنه من اللافت لنظر المتتبع للسياسة الدولية أن هذا الخوف الأوربي والأطلسي لم ينطبق على احتلالها للساحل السوري وتمددها في سورية وإذا نظرنا إلى المصالح الجيوسياسية فإن ميناء طرطوس أشد خطراً على أوروبا من إقليم دونباس الأوكراييني لأنه أقرب الى أوروبا
فهل يا ترى روسيا استغلت موقف أوباما غير المبالي بالقضية السورية أو المتراخي ودخلت لتحقيق أهدافها القديمة الحديثة منها، منع وصول الغاز القطري إلى أوروبا عن طريق المتوسط، فرض وجودها بالكيان الدولي بعد سيطرتها على سورية ومجاورة إسرائيل وعدة دول عربية، تثبيت حكم بشار الذي تنازل لها عن كل سلطته وأعطاها امتيازات لم تحلم بها قبل ذلك، استغلال الثروات الطبيعية شرق المتوسط، كسر العزلة التي فرضت عليها بعد احتلال القرم. هذه بعض من أهدافها والسؤال لماذا لا نجد معارضة أوروبية/أمريكية لاحتلالها للساحل السوري مثل معارضتها في أوكرايينا
وهنا يقودنا هذا التساؤل لأحد احتمالين:
1- تركها تدخل سورية لتجعل منها قضية تفاوضية على أوكرايينا
2- اتفاق روسي مع حلف الناتو لتطويق تركيا من ثلاث جهات قبل حلول عام 2023 للحد من طموحات أردوغان.
جراء ذلك لاحظنا تباطؤ الدول الأوربية وأمريكا بدعم ثورتنا وإبقاء النظام المجرم الذي تأكد استعماله للسلاح الكيماوي برغم التهديدات الأمريكية والأوربية التي لم تنفذ وساهمت بترك الروس مع الإيرانيين يدمرون سورية ويساعدون النظام على تهجير أكثر من نصف سكانها ويقتسمون ثرواتها ويحاصرون ما تبقى من شعبنا في مخيماتهم ويعمدون لتحويل قضيتنا من شعب ثائر يطالب حريته إلى شعب لاجئ ومهجر ولا زال القاتل الطاغية دون عقاب.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني