
المفكّر الفلسطيني الدكتور أحمد نسيم برقاوي يوجّه نداءً للسوريين
نداء للجميع.. لا للحرب الأهلية الطائفية
يا نخبة المجتمع الأهلي والمدني من كل أطياف المجتمع السوري
سارعوا لوأد الفتنة الطائفية، سارعوا لتجاوز حرب أهلية ستُنتج الويلات.
الأغبياء وحدهم من يعتقدون بأن قوة خارجية قادرة على وقف الحرب أو الانتصار لهذه الفئة أو تلك.
الأغبياء وحدهم هم الذين يظنون بأن قوى خارجية مستعدة للتضحية بجنودها من أجلهم.
صرخة واحدة في الجوامع أو الخلوات أو الساحات كافية لجعل الرعاع يتحولون إلى وحوش كاسرة في الحروب الأهلية.
لبنان، البلد الصغير ذو التوازن الطائفي، عاش خمسة عشر عاماً في حرب أهلية من 1975 إلى 1990، فقد فيها 120 ألفاً، وهُجّر داخلها 76 ألفاً، ونزح إلى الخارج مليون. ولم تشفَ بعد من آثارها، ولم يُنْجِدها أحد.
في رواندا، قتل متطرفون من الهوتو 75% من قبيلة التوتسي.
أول قتيل في الحروب الأهلية هو العقل، فليس هناك قوانين في الحرب.
الأسدية مارست مجزرة لا مثيل لها في تاريخ سوريا بحق الأكثرية، وولدت من الأحقاد ما لا يمكن لزمن قصير أن يمحوها، وإذا دخلت الأكثرية في حرب أهلية، في مرحلة اغتيال العقل، ستكون الكارثة الكبرى.
ماذا جنت فلول النظام البائد من قتل جنود الجيش؟ لا شيء سوى قتل مدنيين، وإعادة فكرة الجهاد إلى الملايين في القرى المنكوبة والمدن المهدمة، التي بينها وبين تحولها إلى بركان قاتل قيد شعرة وعندها، كل الإدانات لن تجدي نفعاً.
لا للحرب الطائفية، وهي أخطر الحروب في تاريخ البشرية. حرب الثلاثين عاماً في أوروبا بين البروتستانت والكاثوليك (1618-1648) حصدت ثلث سكان أوروبا.
بقي أن نقول لإيران ومليشياتها في العراق ولبنان: الأسدية صارت في خبر كان.
نضالنا القادم من أجل دولة ديمقراطية تعددية، ذات مجتمع سياسي ومدني ينتج سلطته السياسية والمدنية.