fbpx

اللشمانيا.. المسببات والأعراض وطرق العلاج

0 304

تحت هذا العنوان أقامت منظمة الخبرات الأكاديمية السورية ندوة تفاعلية عبر تطبيق (ZOOM).

بدأ المشاركون في الندوة بالتعريف عن المرض ومدى خطورته ومناطق انتشاره وأهم المسببات والأعراض الناتجة عن الإصابة وآليات وطرق الوقاية والعلاج والمكافحة وقد حاضر في الندوة كل من:

  • الدكتور عدي العلي أخصائي جلدية في عدة مشافي في المملكة العربية السعودية
  • الدكتور عبدالله عثمان مسؤول الرصد في رأس العين وبرنامج اللقاح الروتيني
  • المهندس الزراعي عبد الرزاق السلامة إجازة في الهندسة الزراعية خبير مكافحة
  • الدكتور عبود حسن النجار داخلية قلبية مدرب معتمد لمنظمة الصحة العالمية بمكافحة العدوى
  • وأدارت الندوة الدكتورة سعاد العيد دكتوراه كيمياء حيوية سريرية أخصائية مخبر للتحاليل الطبية

بداية الندوة كانت التعريف بداء اللشمانيا، وهو مرض يسببه طفيلي وحيد الخلية من جنس اللشمانيات، حيث ينتقل المرض بواسطة لدغ الحشرات وخاصة ذبابة الرمل، بعدها يهاجم طفيل الليشمانيا الخلايا البلعمية في الإنسان ويتكاثر داخلها. وتظهر آفة حمراء بارزة في مكان لدغة الذبابة بعد ذلك، تتقرح الآفة وقد تصيبها عدوى بكتيرية ثانوية عادةً ما تشفى الآفة بشكل تلقائي، ولكنها تترك ندوبًا مكانها

وصف المرض

اللشمانيا مرض جلدي يسببه طفيلي وحيد الخلية ينتقل عن طريق ذبابة الرمل، والإصابة به تظهر بشكل جروح متقرحة وأخماج يصل قطر بعضها عدة سنتيمترات وقد تدوم لأشهر طويلة تنجم عن اختراق الطفيلي إلى الجلد، إثر تعرضه للسعة أنثى ذبابة الرمل لذلك تكون المناطق المعرضة للإصابة هي المناطق المكشوفة من الجسم كالوجه والأطراف ويعتبر داء الليشمانيا الجلدي المخاطي أكثر الأنواع إثارةً للخوف نظراً لأنه ينتج آفات مدمرة ومشوهة للوجه. وفي الأغلب يكون السبب فيها هو طفيل الليشمانيا البرازيلية، لكن هناك حالات نادرة تم رصدها والتي يرجع السبب في حدوثها إلى طفيل الليشمانيا الأثيوبية.

التشخيص

يسهل تشخيص الإصابة فظهور التقرحات والأخماج الجلدية في المناطق المكشوفة من الجلد هو دليل واضح على الإصابة به وفي بعض الأحيان يكون هناك صعوبات في التشخيص حيث يحتاج تشخيص المرض إلى الفحص المجهري لكشطة أو خزعة مأخوذة من أطراف الجلد المصاب وعمل زراعة لِعينة من هذا الجلد.، وبالتالي الكشف عن وجود أجسام مضادة. يمكن أيضاً عمل بعض الفحوصات الأخرى لتأكيد التشخيص، مثل فحص وظائف الكبد، وقياس الأنزيمات مثل الليباز، والأميليز، وغيرها من الفحوصات وذلك في الحالات المتقدمة من المرض والتي تظهر تقرحات متعددة

أعراض ما بعد لسعة الذبابة

تكون المناطق المعرضة للإصابة هي مناطق الجسم التي تكون مكشوفة وغير مغطاة عادة، مثل منطقة الوجه والأطراف. حيث تظهر آفة حمراء بارزة في مكان لدغة الذبابة غالباً في غضون أسابيع، أو ربما بعد سنوات من اللدغة. بعد ذلك، تتقرح الآفة وقد تصيبها عدوى بكتيرية ثانوية.،ثم تتحول على شكل أورام جلدية متعددة واسعة الانتشار في الجسم، وبالأخص على الوجه والأطراف، وتكون غير طرية وغير متقرحة، وهي حالة نادرة الحدوث.

العدوى

تعتبر حالات العدوى بالليشمانيا الكبيرة عادةً من الحالات التي تشفى تلقائياً ولا تتطلب علاجاً، لكن هناك تقارير عديدة عن وجود حالات إصابة خطيرة سببها طفيل الليشمانيا الكبيرة في أفغانستان، ما نلاحظ انتشارها في مناطق دير الزور وأريافها وعموم المنطقة الشرقية، وربما الإهمال الذي حصل في المنطقة خلال السنوات المنصرمة قد فاقم الوضع سوءاً وربما أنتج سلالات متطورة من المرض استعصت على العلاج.

العلاج الدوائي

هناك عدة طرق لمعالجة الليشمانيا الجلدية كالمراهم التي تقتل الطفيلي بتطبيقها بشكل مباشر على المنطقة المصابة كالبارومايسين، وهناك الحقن داخل المنطقة المصابة مباشرة مثل البنتوستام.

يتضمن العلاج الدوائي للليشمانيا الأدوية الانتمونية خماسية التكافؤ المضادة للطفيليات وامفوترسين الميلتيفوسين الفموي بالإضافة إلى المضادات الحيوية، مثل البارومومايسين ولا تحتاج الليشمانيا الجلدية بالعادة إلى علاج، لكن العلاج قد يسرع من التعافي ويقلل من التندب وفرصة تطور أمراض أخرى، ولكن التقرحات الشديدة التي تسبب تشوهاً في الجلد قد تتطلب عمليات تجميلية في حين أن الليشمانيا المخاطية لا تتعافى من تلقاء نفسها، وتتطلب دائماً العلاج، وغالباً ما يتم استعمال الأمفوترسين ب، والبارومومايسين لعلاجه.

الوقاية

خير علاج هو الوقاية وبسبب الوضع الراهن في المنطقة وسوء الأوضاع المعيشية وندرة العلاج الدوائي فاتباع بعض النصائح يكون الحل الأسلم لتجنب الإصابة:

  1. ارتداء الملابس السميكة مثلاً، يمنع وصول الذبابة الى الجلد وإصابته ومحاولة تغطية جميع المناطق بما فيها الوجه عدا العينين والأنف.
  2. استعمال الناموسيات أثناء النوم ليلاً، وبما أن حجم الذبابة صغير يفضل استعمال الناموسية دقيقة الأسلاك.
  3. قد يساعد أيضاً دهن المناطق المكشوفة بكريمات أو زيوت طاردة للحشرات في حال توفرها، وقد يلجأ الكثير من الأهالي إلى اتباع طرق تقليدية قديمة لطرد الحشرات.
  4. التخلص من روث الحيوانات وإبعاده عن مكان السكن فهو بيئة مناسبة لتكاثر الحشرة.
  5. رش المبيدات الحشرية للقضاء على ذبابة الرمل والقوارض الناقلة والحيوانات الشريدة لإنهاء عنصر أساسي ناقل للمرض.

وقال منظمو الندوة: إن ما دعا لإقامة هذه الندوة، هو انتشار جائحة الليشمانيا أو ما تسمى حبة حلب، مؤخراً في المنطقة الشرقية عموماً ودير الزور ومناطق رأس العين وتل أبيض خصوصاً، أو ما تعرف بمناطق نبع السلام، وقد ارتفعت نسبة الإصابة بها بشكل كبير جداً في الآونة الأخيرة وقدر عدد الاصابات بالآلاف. ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها ارتفاع نسبة التلوث البيئي، وقلة النظافة الناتجة عن الوضع الذي يعيشه معظم سكان المنطقة كالتواجد بمخيمات متناثرة تنعدم فيها أقل مقومات الحياة مثل ندرة المياه وانعدام الرعاية الصحية.

أسباب الانتشار

يعود سبب انتشار المرض الرئيسي إلى قلة النظافة وعدم مكافحة القوارض والحشرات من قبل البلديات أو الجهات المسؤولة، التي كانت معنية بذلك وارتفاع نسبة التلوث البيئي وتراكم النفايات وخصوصاً في المناطق المحيطة بالمخيمات وداخلها وقلة المياه المستخدمة للنظافة وانعدامها في بعض المناطق، إضافة إلى انتشار السبخات والبرك المائية الصغيرة الملوثة التي قد يلجأ الأهالي لاستعمالها.

واختتم المحاضرون الندوة بأن على المنظمات المعنية والجهات المسؤولة التي تسيطر على المنطقة تدارك الوضع وإجراء مكافحة واسعة والبدء بحملات التوعية الضرورية بين الأهالي وتأمين العلاجات الضرورية وتأهيل مراكز صحية ووضعها في خدمة الأهالي.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني